خرجت قبل 6 أشهر.. البريطانية روث هربرت تصل تركيا مشيًا على الأقدام لدعم فلسطين
مع تصاعد موجات التضامن الشعبي في أوروبا مع الفلسطينيين، تتجه الأنظار نحو مبادرات فردية غير مألوفة باتت تحظى بانتشار لافت، ومنها الرحلة الطويلة التي خاضتها الناشطة البريطانية،روث هيربرت، سيرًا على الأقدام عبر 12 دولة. وتكشف هذه التحركات عن بحث متزايد عن وسائل جديدة للتعبير عن الرفض خارج ساحات التظاهر التقليدية، في لحظة يتنامى فيها الشعور بأن الرواية الإنسانية الفلسطينية لا تزال بحاجة إلى من يعيدها إلى الواجهة.
ناشطة بريطانية تقطع 4 آلاف ميل دعمًا للفلسطينيين

تقترب الناشطة البريطانية روث هيربرت، 52 عامًا، من إنهاء رحلة سير استمرت أكثر من ستة أشهر من المملكة المتحدة إلى تركيا، مع وصولها المرتقب إلى إسطنبول يوم السبت.
وخرجت هيربرت في الـ 2 من أيار/مايو بهدف جمع 25 ألف باوند لمصلحة منظمة الإغاثة الطبية للفلسطينيين، لكنها تجاوزت 44 ألفًا حتى الآن، وتطمح لبلوغ 50 ألف باوند مع نهاية الرحلة. وتقول إن صور غزة ولَّدت لديها “إحساسًا ملحًّا بضرورة فعل المزيد”.
رحلة عبر 12 دولة
سارت هيربرت عبر إنجلترا وفرنسا، ثم اجتازت جبال الألب إلى سويسرا، قبل أن تواصل رحلتها على المسار التاريخي فيا فرانشيجينا (Via Francigena) في اتجاه إيطاليا ثم سلوفينيا.
بعد ذلك قطعت مسافات طويلة عبر دول البلقان، ويشمل ذلك أماكن صعبة في البوسنة تُعرف بوجود الحيوانات البرية وحقول الألغام.
وفي الجبل الأسود استقبلها السفير الفلسطيني واستضافها لجزء من رحلتها. ثم تابعت طريقها عبر ألبانيا وشمال مقدونيا واليونان، قبل دخول تركيا. وهي تتجه الآن نحو إسطنبول عبر أجزاء من “درب السلاطين”.
وخلال الرحلة، نشرت تحديثات يومية على فيسبوك وإنستغرام، موثقةً تفاصيل الطريق، والدعم العفوي الذي تلقته من السكان المحليين، والأصدقاء الذين رافقوها في مراحل محددة.
“رحلتي هي طريقتي في التضامن”

تقول هيربرت: إن التظاهرات وحدها لم تعد كافية: “رؤية معاناة الفلسطينيين دفعتني إلى تحويل القلق إلى فعل ملموس”.
وترى أن المبادرات الفردية، مهما بدت صغيرة، يمكن أن تُحدث تأثيرًا تراكميًّا: “كل خطوة تجمع أشخاصًا يشعرون بالشيء نفسه”.
وتضيف أنها التقت مؤيدين للقضية الفلسطينية في عدة دول، ولاحظت قلقًا كبيرًا في أوروبا بشأن ما يجري في غزة.
وتقول: “لا يمكن أن نشاهد الناس يُهجَّرون وتُدمَّر حياتهم. علينا أن نعمل من أجل العدالة. فلسطين تحتاج إلى السلام والعدالة معًا”.
التبرعات تقترب من الهدف الجديد
تجاوزت هيربرت حاجز 44 ألف باوند، وتأمل بلوغ 50 ألفًا عند وصولها إلى إسطنبول. وتقدّم المؤسسة التي تدعمها مساعدات طبية للفلسطينيين تحت الاحتلال وفي مخيمات اللجوء.
وتخطط للعودة إلى بريطانيا بالقطار بعد انتهاء الرحلة، مؤكدة أن العودة إلى الحياة اليومية ستكون “تغييرًا كبيرًا” بعد ستة أشهر من السير المتواصل.
تضامن خارج الأطر التقليدية

ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن رحلة هيربرت تعكس رغبة متنامية لدى فئات واسعة في أوروبا في البحث عن أشكال تضامن تتجاوز العمل الاحتجاجي التقليدي، وتعيد إبراز الصوت الإنساني الفلسطيني داخل فضاء إعلامي مزدحم بالسرديات المتنافسة.
وتعتبر المنصة أن قوة مثل هذه المبادرات تكمن في قدرتها على كسر الجمود السياسي، وتذكير الرأي العام بأن جوهر القضية هو الإنسان، وأن العدالة تبقى محور النقاش مهما تعددت الروايات أو اشتدّت الضغوط.
المصدر: تركيا اليوم
اقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
