رجال إطفاء مسلمون يواجهون العنصرية المتغلغلة داخل جهاز الإطفاء بلندن
يواجه رجال إطفاء مسلمون عنصرية متغلغلة داخل جهاز الإطفاء بلندن -وفقًا لمراجعة مستقلة للمؤسسة العامة- حيث تنتشر ثقافة العنصرية والبلطجة وكراهية النساء.
وبهذا الصدد أُعِدَّ تقرير واسع النطاق، أجراه كبير المدَّعين العامين السابقين لشمال غرب إنجلترا نذير أفضل؛ بعد مقتل رجل إطفاء في أغسطس 2020.
رجال إطفاء مسلمون يواجهون مواقف عنصرية
ووفقًا للتقرير قال عامل مسلم: إنه تعرض لانتهاكات مستمرة على يد زملائه الذين هددوه وخوَّفوه بسبب دينه. وأضاف قائلًا: في إحدى المرات وضعوا لي لحم الخنزير المقدد في جيوب معطفي، ووضعوا رقم الخط الساخن للإرهابيين على خزانة ملابسي!
ووجد التقرير أن الإساءات التي تعرضت لها الأقليات العرقية والملونون والنساء تجلت بشكل كبير بـ”السخرية المستمرة والتنمر/الاستقواء”.
وقد شُخِّص رجل إطفاء مسلم واحد على الأقل بأنه مصاب باضطراب ما بعد الصدمة؛ بسبب الإساءة التي تعرض لها في جهاز الإطفاء بلندن.
ويعتقد طارق يونس المحاضر البارز في جامعة ميدلكس الذي يركز على تأثير سياسات مكافحة التطرف في بريطانيا، أن السلوك المعادي للمسلمين في فرقة الإطفاء بلندن يشير إلى وجود مشكلة كبرى في المجتمع البريطاني.
وقال يونس لموقع ميدل ايست آي: “قلة قليلة من الأشخاص الذين يشغلون مناصب حكومية يعترفون بالحالات الواضحة، فضلًا عن فهم مصدر الإسلاموفوبيا وكيف يتجسد”.
بيئة عمل تملؤها العنصرية و الإساءة
وتسلط المراجعة الضوء على حالة رجل الإطفاء المسلم الذي تحدث إليه زملاؤه بلهجة هندية وهمية، وسألوه مرارًا عن “بِساطه السحري!”. وعند عودته من الحج في السعودية -حسَب التقرير- سألوه عن “تدريب القاعدة”!
وقال رجل الإطفاء: إن مديره المباشر كان يشتمه باستمرار، ويشتم النبيَّ محمدًّا! وبعد عدة حالات من الإساءة ضد المسلمين، بدأ رجل الإطفاء يعاني من الاكتئاب والقلق، وشُخِّص في النهاية بأنه مصاب باضطراب ما بعد الصدمة.
“في الواقع لا تختلف فرقة إطفاء لندن عن المؤسسات العامة الأخرى؛ فقد أصبحت هذه الافتراضات العامة جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليومية، أو ما يسمونه المزاح!”.
دعوات للإصلاح
أثارت المراجعة انتقادات واسعة النطاق ودعوات إلى إصلاحات كبيرة. ووجد التقرير أيضًا “مستويات خطيرة من التحيز المتأصل ضد المرأة”، والتمييز ضد الملونين الذين يتعرضون باستمرار للانتهاكات العنصرية. وأعرب اتحاد رجال الإطفاء عن قلقه إزاء نتائج التقرير، وأكد أن المؤسسة تحتاج إلى التغيير من الداخل.
وقد تعرضت شرطة لندن ميتروبوليتان للتحقيقات التي وصفتها بأنها “عنصرية مؤسسية” على مر السنين. واعتبارًا من أغسطس من هذا العام وجد استطلاع للرأي أن 44 في المئة على الأقل من سكان لندن وجدوا أن شرطة العاصمة لا تزال مؤسسة عنصرية، في حين يعتقد 29 في المئة فقط خلاف ذلك.
وفي سبتمبر عندما زعم بعض الناس أن جهاز شرطة العاصمة لا يقدم خدمة مناسبة لبعض الفئات في المجتمع بسبب لونهم أو ثقافتهم أو عرقهم، رفض مفوض الشرطة آنذاك الاعتراف بالمسألة.
تحقيق: رجال إطفاء مسلمون يتعرضون للسخرية داخل فرقة إطفاء لندن (يوتيوب: سكاي نيوز)
المصدر Middle East Eye
اقرأ ايضًا:
تحقيق مستقل يكشف الممارسات العنصرية بدائرة الإطفاء في لندن
الرابط المختصر هنا ⬇