هيومن رايتس ووتش تكشف بالدليل عمليات التهجير القسري في غزة
كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير جديد عن ممارسة إسرائيل عمليات “تطهير عرقي” منظمة في قطاع غزة. ويستند التقرير إلى أدلة موثقة تؤكد تورط إسرائيل في تنفيذ عمليات نزوح جماعي وقسري لغالبية السكان المدنيين في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مصنفًا هذه الممارسات كجرائم حرب.
رايتس ووتش تكشف أدلة التهجير المنهجي في غزة
وأجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 39 فلسطينيًا نازحًا، كشفت عن زيف الادعاءات الإسرائيلية بشأن طوعية عمليات النزوح. وأكد النازحون أنهم لم يجدوا الأمان سواء خلال إجبارهم على المغادرة أو بعد وصولهم إلى ما سُمي بـ”المناطق الآمنة”، حيث لم تسلم هذه المناطق من القصف الإسرائيلي المتكرر.
وأظهرت الصور الفضائية المرفقة بالتقرير نمطًا منهجيًا في تدمير المباني والأراضي، خاصة على امتداد ما أطلقت عليها إسرائيل “الممرات الأمنية”. وشمل التدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ما فاقم أزمة نقص الغذاء الحادة في القطاع.
وتؤكد تصريحات القادة الإسرائيليين أن التهجير القسري يمثل سياسة رسمية متعمدة. وفي هذا السياق، صرحت ناديا هاردمان، الباحثة في شؤون اللاجئين والمهاجرين في المنظمة: “تزعم إسرائيل أنها تحمي الفلسطينيين بينما هي تقتلهم في ممرات الإخلاء وتقصف المناطق التي من المفترض أنها آمنة، وتحرمهم من أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء ومرافق صحية”.
حجم الكارثة الإنسانية
تشير الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والمسؤولين المحليين إلى مقتل أكثر من 43,700 فلسطيني في غزة منذ أكتوبر 2023، من بينهم أكثر من 17,000 طفل و12,000 امرأة. ويتزامن هذا مع حصار إسرائيلي خانق مستمر منذ أكثر من 13 شهرًا، يمنع وصول الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للسكان.
ويكشف التقرير عن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة على طول حدود غزة وإقامة ممر يقسم القطاع إلى شطرين. وتشير شدة الدمار وحجمه إلى نية مبيتة لمنع عودة النازحين إلى ديارهم مستقبلًا.
ويروي حسن (49 عامًا)، أحد النازحين من جباليا إلى خان يونس، تجربته قائلًا: “رفضت في البداية مغادرة منزلي وترك كل ما عملت لأجله، لكن القصف المكثف وتدمير المنازل أجبرني على الفرار لحماية عائلتي”. ويقارن النازحون ما يحدث بما كان في نكبة عام 1948 التي شهدت التهجير الجماعي الأول للفلسطينيين.
تقرير رايتس ووتش يواجه صمت المجتمع الدولي
كشفت منظمات الإغاثة الدولية عن فشل إسرائيل في الاستجابة للمطالب الأمريكية بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. ورغم ذلك، قررت واشنطن أن إسرائيل لا تنتهك القانون الأمريكي، متجنبة فرض أي عقوبات عليها.
وفي ظل هذه التطورات، دعت هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي إلى دعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم كبار المسؤولين الإسرائيليين. كما طالبت بتعليق فوري لنقل الأسلحة من الولايات المتحدة وألمانيا وغيرهما إلى إسرائيل.
واختتمت هاردمان التقرير بقولها: “لم يعد بإمكان أحد إنكار الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة. إن استمرار تدفق الأسلحة والمساعدات الإضافية من الولايات المتحدة وألمانيا وغيرهما يمنح إسرائيل شيكًا على بياض لارتكاب المزيد من الفظائع، ما يجعل هذه الدول عرضة للمساءلة بتهمة التواطؤ”.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇