رابطة علماء المسلمين في بريطانيا تطالب ستارمر بوقف دعم إسرائيل ورفع الحصار عن غزة
وجهت رابطة علماء المسلمين في بريطانيا، رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، اليوم الأربعاء الموافق الـ21 من أيار/مايو، تطالبه فيها باتخاذ موقف حاسم تجاه “الوضع المأساوي والكارثي” في قطاع غزة، ووقف جميع أشكال الدعم المادي والعسكري لإسرائيل، داعيةً إلى رفع الحصار فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
كارثة إنسانية تهدد حياة الأطفال والمدنيين في غزة
وأعربت المنظمات الموقّعة على الرسالة عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بـ”مشاهد المعاناة الإنسانية التي لا تُطاق” في غزة، والتي استمرت لأكثر من ثمانية عشر شهرًا.
وأكدت أن إسرائيل، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، تستخدم “التجويع كسلاح حرب” ضد السكان المدنيين المحاصرين.
وحذرت المنظمات في رسالتها من مجاعة وشيكة تهدد حياة آلاف الأطفال الرُّضَّع والمرضى، مشيرة إلى أن هذه الوَفَيَات كان يمكن تجنبها بالكامل لولا استمرار الحصار وتعمد حرمان السكان من الغذاء والماء.
حصار خانق ومساعدات إنسانية غير كافية
وأشارت الرسالة إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني لا يزالون محاصرين داخل القطاع، في ظل قصف إسرائيلي عشوائي متواصل وغياب شبه تام للمساعدات الغذائية والدوائية.
وأضافت أن انهيار وقف إطلاق النار قبل شهرين أدى إلى تفاقم المأساة على نحو غير مسبوق، واصفة الأوضاع الحالية بأنها “جحيم على الأرض”.
وتقول الرسالة: إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين استُشهدوا، ومئات الآلاف نزحوا من منازلهم، في حين يتدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية كذلك، مع تزايد الهجمات المسلحة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، وحالات الاعتقال الجماعي دون مسوغ قانوني، والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.
انتقادات حادة لموقف الحكومة البريطانية
وفي لهجة شديدة الوطأة، أعربت الرسالة عن خيبة أملها من موقف الحكومة البريطانية، واعتبرت أن عدم اتخاذ موقف واضح وحازم إزاء السياسات الإسرائيلية، ومنها العقوبات الجماعية وسياسات التهجير القسري، يضعف من مصداقية التزامات بريطانيا بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
ورغم الإشادة بالبيان المشترك الصادر في الـ19 من أيار/مايو وتصريحات وزير الخارجية البريطاني أمام البرلمان في اليوم التالي، فإن الرسالة أكدت أن هذه التصريحات تفتقر إلى الحزم، ولا ترقى إلى مستوى الأزمة.
وطالبت المنظمات الموقّعة على هذا البيان الحكومة البريطانية بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح فورًا، وفرض عقوبات واضحة على أي طرف يخرق القانون الإنساني الدولي.
مطالب واضحة من الحكومة البريطانية
اختتمت المؤسسات الإسلامية رسالتها بأربعة مطالب رئيسة موجهة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، وهي:
- المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى، وإنهاء الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية.
- رفع الحصار عن غزة فورًا، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون قيد، ورفض جميع أشكال العقوبات الجماعية.
- الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والإجماع الدولي، في خطوة نحو حل الدولتين العادل.
- وقف فوري لتصدير السلاح والمُعَدات العسكرية لأي جهة ترتكب انتهاكات للقانون الدولي.
وأكدت المؤسسات، ومن ضمنها المسجد المركزي بلندن، ومسجد شرق لندن، ومركز المنار، ومركز فِنزبري بارك، والعديد من المنظمات الإسلامية الكبرى، أن العدالة والمحاسبة والمشاركة الدبلوماسية المستمرة هي الركائز الأساسية لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.
ونبّهت الرسالة إلى أن مجرد السماح بدخول كمية محدودة من المساعدات الغذائية إلى غزة لن يكون كافيًا لإنقاذ حياة السكان، بل يجب السماح بدخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًّا؛ لتلبية الاحتياجات الأساسية.
دعوة إلى الالتزام الشامل بالقانون الدولي وحقوق الإنسان
واختتمت رابطة علماء المسلمين في بريطانيا الرسالة بدعوة ملحة إلى احترام القانون الدولي وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان بطريقة شاملة وغير انتقائية.
وأكدت أن تلك الحقوق يجب ألا تُمنح أو تُحجب على أساس العرق أو الدين، ويجب ألا تُقيدها الحدود أو تُهددها أنظمة تقوم على التمييز العنصري.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
17°C
