أكثر من 250 ألفاً يتظاهرون في لندن من أجل فلسطين في ذكرى يوم الأرض

عبلة قوفي March 31, 2024

خرج آلاف المتظاهرين مرة أخرى إلى شوارع العاصمة البريطانية لندن أمس في ذكرى يوم الأرض لإدانة الفظائع الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وللمطالبة بوقف فوري للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في الأراضي المحاصرة.

وسار المتظاهرون من ساحة راسل إلى ميدان ترافالغار يوم السبت، منتقدين دعم المملكة المتحدة لإسرائيل التي تنتهك القانون الدولي بارتكابها إبادة جماعية مستمرة في حق المدنيين العزل في غزة، وحث المتظاهرون الحكومة على حظر بيع الأسلحة إلى تل أبيب.

الشارع اللندني ينتفض من أجل فلسطين في ذكرى يوم الأرض

ودعا المشاركون في المسيرة، التي نظمتها حملة التضامن مع فلسطين، إلى وقف إطلاق النار في غزة ودخول المزيد من المساعدات للأراضي المحاصرة.

وبهذا الصدد قال بن جمال، أحد المنظمين: سنواصل المسيرة، مضيفًا أن المتظاهرين يطالبون بوقف دائم لإطلاق النار.

“إننا ندرك أن 70 في المئة من البريطانيين يؤيدون مطالبنا وفقًا لاستطلاعات الرأي”.

هذا وقال مختص اجتماعي متقاعد يبلغ من العمر 65 عامًا شارك في المسيرة لوكالة فرانس برس: أعتقد أنه من المهم أن يعرف الشعب الفلسطيني أن الناس يدعمونهم، وأنهم ليسوا بمفردهم.

تزامنت مسيرة السبت، وهي المظاهرة الحادية عشرة منذ أن شنت إسرائيل حملتها الدموية في غزة، مع ذكرى يوم الأرض، وهي مناسبة يُحتفل بها كل 30 آذار/ مارس منذ عام 1976، عندما قتلت القوات الإسرائيلية ستة فلسطينيين خلال احتجاجات ضد مصادرة أراضيهم.

ولم ينفك مئات الآلاف من الأشخاص عن الخروج بانتظام إلى شوارع العاصمة البريطانية للمطالبة بإنهاء العدوان الوحشي وغير المبرر منذ أكتوبر العام الماضي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، احتشد عشرات الآلاف من الأشخاص أمام السفارة الأمريكية وسط لندن للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين، الذي كان من بين المشاركين في المسيرة، إن المظاهرة كانت هائلة وأن المتظاهرين مرعوبون من القصف الذي لا يزال مستمرًا في القطاع.

وتجدر الإشارة إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي حتى الآن وصلت إلى 32.623 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 75.092 مُصاب. كما فرض الاحتلال “حصارًا كاملًا” على الأراضي، مع قطع الوقود والكهرباء والغذاء والمياه عن أكثر من مليوني فلسطيني.

مطالب إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة

وقد جمعت مظاهرة يوم السبت الحاشدة، وهي واحدة من أكبر المظاهرات في تاريخ بريطانيا الحديث، أفرادًا من خلفيات متنوعة دعوا بصوت واحد إلى العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وكان من بين المتحدثين البارزين الذين خاطبوا جموع المتظاهرين الموسيقيان المشهوران أوسكار جيروم وأليكسي مردوخ، والممثل الكوميدي والناشط المرموق أليكسي سايل، والشاعرة والناشطة المحترمة زيتا هولبورن. وقد كان لخطبهم الحماسية صدى عال وسط المتظاهرين، حيث سلطوا الضوء على ضرورة التحرك دوليًا لمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية.

وما زاد التجمع حماسًا خطابات خالد عبد الله، الممثل والناشط الشهير، ومنصور شومان، وهو مواطن صحفي كندي فلسطيني سرد روايات مروعة ومباشرة عن محنة الشعب الفلسطيني والحصار المفروض على غزة. كما شدد المتحدثون على أهمية التضامن مع فلسطين وحث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء العنف والقمع.

وبعد مرور ساعات، ترددت أصداء هتافات “فلسطين حرة” في جميع أنحاء ميدان ترافالغار، حيث بلغت المسيرة ذروتها. ولوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات تحمل رسائل تضامن. وقد أكد الحجم الهائل للمظاهرة الزخم المتزايد للحركة العالمية لدعم الحقوق الفلسطينية.

وأشاد عدنان حميدان، نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا (PFB)، بالإقبال الاستثنائي وأكد التزام المنظمين بالتعبئة الجماهيرية المستمرة حتى تُحقق العدالة لفلسطين. وشدد على أهمية يوم الأرض باعتباره رمزًا للصمود والمقاومة الفلسطينية ضد القمع ومصادرة الأراضي والقمع.

واختتمت المظاهرة التاريخية بتعهد المنظمين بمواصلة إيصال أصوات الشعب الفلسطيني والدعوة إلى إنهاء الاحتلال الوحشي. ومع غروب الشمس في سماء لندن، كانت روح التضامن واضحة وسط المتظاهرين شاهدة على تصميم المجتمع الدولي الذي لا يتزعزع على دعم فلسطين في سعيها لنيل الحرية.