شراكة بين ميتا وNHS لتطوير الخدمات الصحية بالذكاء الاصطناعي
في خطوة نحو تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع العام البريطاني، قدمت شركة Meta تمويلًا لتطوير تقنيات تهدف إلى تقليل فترات الانتظار في أقسام الطوارئ بالمستشفيات التابعة للخدمات الصحية الوطنية (NHS).
نظمت Meta أول فعالية “هاكاثون” لها في أوروبا، شارك فيها أكثر من 200 مبرمج، بهدف ابتكار حلول تعتمد على نظام الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر Llama AI. وصرّح أحد كبار مسؤولي Meta بأن الفعالية ركزت على أولويات حزب العمال، ما يعكس توافق الشركة مع السياسات الحكومية الحالية.
تنافس شركات التكنولوجيا الكبرى
جاءت هذه الخطوة وسط جهود تنافسية من شركات التكنولوجيا الكبرى لتعزيز حضورها في القطاع العام البريطاني. وذكرت تقارير أن شركة Palantir تسعى للتعاون مع وزارة العدل ووزراء حكوميين، من بينهم وزيرة المالية راشيل ريفز. كما وقعت مايكروسوفت عقدًا مدته خمس سنوات مع الحكومة لتزويد موظفيها بتقنيات Copilot AI.
خلال الفعالية، تحدث نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق والرئيس الحالي للشؤون العالمية في Meta، مشددًا على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص. كما أشارت وزيرة الذكاء الاصطناعي، فيريال كلارك، إلى أن الحكومة “يمكنها تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر لدعم أولوياتها الرئيسية”.
وردًا على سؤال حول دوافع Meta لتقديم هذه التكنولوجيا مجانًا، أوضح كليغ أن تعزيز بيئة الابتكار المبنية على نظام Llama يصب في مصلحة الشركة على المدى الطويل، حيث يسهل دمج هذه الابتكارات في منتجاتها المستقبلية.
تزامنت هذه التحركات مع مخاوف متزايدة بشأن أمان الذكاء الاصطناعي، خاصة في الخدمات العامة التي قد تفتقر إلى الخبرة اللازمة لتقييم المخاطر. ومع ذلك، قلل كليغ من هذه المخاوف واصفًا إياها بأنها “مبالغ فيها”، وأضاف ساخرًا: “ربما يبدأ الذكاء الاصطناعي في تطوير عقل خاص به قريبًا، لكنه حاليًا أقل تطورًا مما توحي به المخاوف.”
أكدت كلارك أن حزب العمال لن يفرض قيودًا صارمة على استخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرةً إلى أن الحكومة ستضمن أن تكون أي لوائح تنظيمية متوازنة وتدعم الابتكار دون تحميل الشركات أعباء غير ضرورية.
وفي هذا السياق، أقر وزير الدولة للعلوم والتكنولوجيا، بيتر كايل، بأن الحكومة تتعامل مع شركات التكنولوجيا العملاقة “بتواضع”، نظرًا للاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها هذه الشركات مقارنة بإنفاق الحكومة البريطانية. وقال: “نتعامل مع هذه الشركات كما نتعامل مع الدول، نظرًا لنفوذها وتأثيرها المتزايد.”
قلق متزايد بشأن نفوذ شركات التكنولوجيا
تأتي هذه المبادرة وسط قلق متزايد بشأن تأثير شركات التكنولوجيا الكبرى على السياسة والاقتصاد. وقد أثار دور منصة X التابعة لإيلون ماسك في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج أعمال الشغب في بريطانيا، مزيدًا من المخاوف بشأن نفوذ هذه الشركات.
علق كليغ على نهج Meta في التعامل مع المحتوى، مؤكدًا اختلافها عن منصة X. وقال: “ممارساتنا مختلفة تمامًا. في أعمال الشغب الأخيرة في بريطانيا، كانت الشخصيات التي أثارت المشاكل مثل تومي روبنسون محظورة على منصاتنا منذ فترة طويلة، بينما لا تنطبق القواعد نفسها على منصات مثل Telegram وX.”
بينما تسعى Meta لتوسيع دور الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة، تبرز شراكتها مع NHS كمبادرة رائدة يمكن أن تسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية. ومع ذلك، تبقى التساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين الابتكار وضمان الشفافية والأمان في تطبيق التكنولوجيا.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇