ذا ويك: هل عودة اللاجئين إلى سوريا آمنة أم مجازفة خطيرة؟
رغم احتفال ملايين اللاجئين السوريين في أوروبا بانهيار نظام بشار الأسد، يواجه هؤلاء واقعًا معقدًا بشأن احتمال عودتهم إلى وطنهم.
فبعد يوم واحد فقط من سقوط النظام، أعلنت دول أوروبية عدة، بينها بريطانيا وإيرلندا وألمانيا وفرنسا والدنمارك والسويد وإيطاليا، خطوة مفاجئة تمثلت في “تعليق إجراءات اللجوء” الخاصة بالسوريين، ما ترك كثيرًا منهم في حالة من الترقّب والغموض، وفقًا لقناة “فرانس 24”.
كما أفاد موقع “بوليتيكو” بأن وزارة الداخلية النمساوية باشرت بإعداد خطة لـ”إعادة اللاجئين السوريين وترحيلهم”.
حلم بعيد المنال!
ترى شبكات إعلامية مثل “سي إن إن” أن القرارات الأوروبية السريعة لتجميد طلبات اللجوء جاءت مدفوعة بقضايا داخلية، أبرزها “التضخم وأزمات السكن والخدمات”، التي أجّجت مشاعر الاستياء ضد موجات اللاجئين والمهاجرين في عموم القارة.
ويسعى زعماء بعض الدول إلى “تشديد مواقفهم من ملف الهجرة”؛ سعيًا لاحتواء صعود الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة.
غير أن من يعوّلون على عودة السوريين بسرعة قد يصابون بخيبة أمل، بحسَب ما نقلته مجلة “ذي إيكونوميست”.
ففي ألمانيا وحدها، التي تحتضن نحو مليون لاجئ سوري، بلغت نسبة توظيف هؤلاء مستوى “يفوق نظيره في معظم الدول الأوروبية الأخرى”، وقد تجذّر كثير منهم في المجتمع الألماني، حتى باتوا “لا يعرفون وطنًا آخر” غير ألمانيا.
ويشير تقرير لشبكة “بوليتيكو”، للكاتبة كلوتيلد غوجار، إلى أن “النشوة” الأولية التي عاشها اللاجئون السوريون مع سقوط الأسد سرعان ما تبدّدت، في ظل مخاوف من الترحيل القسري.
ورغم تطلّع كثير منهم إلى “تحقيق حلم العودة البعيد المنال”، لا تزال الشكوك تساورهم حيال مستقبل سوريا، فضلًا عن ترددهم في التخلي عن حياة أمضوا قرابة عقد من الزمن في بنائها بأوروبا.
عراقيل جمّة
يشار إلى أن المخاوف لا تقتصر على الجانب الأمني والسياسي فحسب، إذ حذّر ويل تودمان، وهو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، من أن “التعجل في إعادة الملايين” قد يفاقم الوضع “الهش” في سوريا، مشيرًا إلى أن “الانتقال السياسي” إلى دولة ديمقراطية سلمية لمّا يتضح بعد.
ومن أبرز المعوقات التي تعترض طريق العودة: “ندرة فرص العمل والخدمات الأساسية”، فضلًا عن أن عددًا كبيرًا من اللاجئين “فقدوا منازلهم” وليس لديهم مكان للعودة إليه.
وفي السياق ذاته تؤكد صحيفة “لوموند” الفرنسية وجود تساؤلات كبيرة عن الجهة التي ستمسك بزمام الحكم في دمشق بعد انهيار النظام، ومدى التزامها بضمان “الحقوق الأساسية للسوريين”. وترى الصحيفة أنه “لا يزال من المبكر إصدار أحكام” على مستقبل العاصمة السورية، منبّهة إلى أن “استقرار الحكومة القادمة” يصبّ في مصلحة جميع الدول الأوروبية، بوصفه “الضامن الوحيد” لعودة آمنة للاجئين، بعيدًا عن التهديدات والمجازفات.
المصدر: The Week
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇