العرب في بريطانيا | "ديمقراطية للبيع".. غضب واسع بعد تبرع...

1447 رجب 7 | 27 ديسمبر 2025

“ديمقراطية للبيع”.. غضب واسع بعد تبرع غير مسبوق لريفورم بقيمة 9 ملايين باوند

"ديمقراطية للبيع".. غضب واسع بعد تبرع غير مسبوق لريفورم بقيمة 9 ملايين باوند
صبا الشريف December 4, 2025

أثار التبرع القياسي الذي تلقاه حزب ريفورم البريطاني من الملياردير المقيم في تايلاند، كريستوفر هاربورن، والبالغ 9 ملايين باوند، جدلًا واسعًا حول تمويل الأحزاب السياسية في بريطانيا. ويُعتقد أن هذا التبرع هو الأكبر الذي يمنحه أي شخص حي لأي حزب بريطاني على الإطلاق.

وأكد نايجل فاراج، زعيم حزب ريفورم ، أن هاربورن “لا يطلب أي مقابل مقابل دعمه”، مضيفًا: “هل أتواصل معه بانتظام؟ ربما مرة في الشهر أو كل ستة أسابيع، لكن بالتأكيد ليس أكثر من ذلك”.

دعم هاربورن الكبير وتحديات الأحزاب البريطانية

"ديمقراطية للبيع".. غضب واسع بعد تبرع غير مسبوق لريفورم بقيمة 9 ملايين باوند

رغم أن كريستوفر هاربورن يقيم في تايلاند منذ أكثر من 20 عامًا ويحمل جواز سفر تايلانديًا، إلا أنه بريطاني الأصل ويملك تاريخًا طويلًا في العمل السياسي المحلي، ويُعرف أحيانًا باسم تشاكريت ساكونكريت. وقد جمع ثروته من أعماله في قطاع الطيران والاستثمار في العملات الرقمية.

سبق له أن تبرع بمبالغ كبيرة لحزب المحافظين في عهد بوريس جونسون، ولحملة البريكست، كما قدم مساهمات كبيرة لحزب البريكست، سلف حزب ريفورم، في 2019 و 2020، لكنه ابتعد عن المشاركة السياسية لمدة خمس سنوات حتى التبرع الأخير.

وعند سؤاله عن سبب إقامة هاربورن في تايلاند، قال نايجل فاراج: “يعيش هناك منذ سنوات طويلة لأغراض أعماله… موطنه الطبيعي هو هنا في بريطانيا. تبرعه ليس مفاجئًا أو جديدًا، فهو كان دائمًا من أنصار البريكست المخلصين وساهم بمبالغ كبيرة للحزب آنذاك”. وأضاف: “أعتقد أن هدفه الحقيقي هو مساعدتنا على المنافسة على قدم المساواة مع حزب العمال الممول من النقابات وحزب المحافظين، حيث يبدو أن هناك ارتباطًا واضحًا بين التبرعات وعضوية مجلس اللوردات”.

تبرع هاربورن يسلط الضوء على نفوذ الأثرياء في السياسة

"ديمقراطية للبيع".. غضب واسع بعد تبرع غير مسبوق لريفورم بقيمة 9 ملايين باوند

أثار التبرع القياسي من كريستوفر هاربورن انتقادات واسعة من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية. وطالبت جمعية الإصلاح الانتخابي (Electoral Reform Society) ومعهد السياسات العامة (IPPR) بإعادة النظر في قوانين تمويل الأحزاب للحد من نفوذ الأثرياء الفرديين.

وقالت د. جيس جارلاند، مديرة السياسات والبحث في جمعية الإصلاح الانتخابي: “نشهد اتجاهًا مقلقًا للأحزاب لتلقي تبرعات ضخمة من أفراد أثرياء، والجمهور محق في التساؤل عما يتوقع هؤلاء مقابل أموالهم. بريطانيا معرضة بشكل فريد لهذا النوع من التمويل، إذ لا يوجد حد أقصى للتبرعات، ما يسمح للأحزاب بتلقي مبالغ غير محدودة”.

وأضافت النائبة عن الليبراليين الديمقراطيين، ليزا سمارت: “يجب على السلطات المعنية التحقيق في هذا التبرع وما يبدو أنه تضارب مصالح واضح. إذا كان الترويج لمنتج معين مقابل تبرع قياسي، فهذا النوع من النشاط يضر بالديمقراطية ويقوض ثقة الجمهور في السياسة”.

بدوره، قال د. بارث باتيل، المدير المساعد لمعهد السياسات العامة: “تبرع هاربورن البالغ 9 ملايين باوند لحزب ريفورم هو رقم قياسي، لكنه يعكس اتجاهًا أوسع لتزايد مساهمة الأثرياء في تمويل الأحزاب. الحل الحقيقي يكمن في فرض سقف سنوي للتبرعات الفردية. وأن يسمح لمستثمر عملات رقمية مقيم في تايلاند بتمويل الديمقراطية البريطانية وفق القوانين الانتخابية الحالية، فهذا يبرز الثغرات القائمة”.

فاراج وحزب ريفورم يفتحان الباب للعملات المشفرة

"ديمقراطية للبيع".. غضب واسع بعد تبرع غير مسبوق لريفورم بقيمة 9 ملايين باوند

يدعم نايجل فاراج منذ فترة طويلة تحرير سوق العملات الرقمية، وبعد تلقي حزب ريفورم التبرع، بدأ بالترويج علنًا لشركة “تيثر” للعملات المشفرة، التي يمتلك هاربورن حصصًا فيها.

وفي مقابلة مع نيك فيراري على LBC في سبتمبر، قال فاراج: “يجب أن نحتفظ بهذا ونتابعه حتى ينضج… تيثر عملة مستقرة. العملات المستقرة هي الوسيلة التي تنتقل بها الأموال من العملات التقليدية إلى العملات الرقمية والعكس. تيثر على وشك أن تُقيّم بـ500 مليار دولار. عالم العملات الرقمية ضخم، وقد طالبت منذ سنوات بأن تحتضن لندن هذا المجال”.

وفي مايو الماضي، أعلن فاراج عبر “إكس” أن حزب ريفورم سيكون أول حزب يقبل التبرعات بالعملات الرقمية، كما كشف خلال مؤتمر البيتكوين في لاس فيغاس عن إطلاق “ثورة العملات الرقمية” وتقديم مشروع قانون للأصول الرقمية. وفي مؤتمر للعملات الرقمية في لندن بتاريخ 13 أكتوبر، أكد فاراج سعيه لتحقيق “انفجار كبير 2 للعملات الرقمية”.

حلفاء جونسون السابقون يقفون وراء تمويل حزب ريفورم

"ديمقراطية للبيع".. غضب واسع بعد تبرع غير مسبوق لريفورم بقيمة 9 ملايين باوند

كشفت بيانات اللجنة الانتخابية البريطانية أن إجمالي تبرعات حزب ريفورم بلغ 10.5 ملايين باوند، وهو الأعلى بين جميع الأحزاب، تلاه حزب المحافظين بتبرعات بلغت 7 ملايين باوند، وحزب العمال بـ2.5 مليون باوند، فيما تجاوزت تبرعات الليبراليين الديمقراطيين قليلًا حاجز 2 مليون باوند.

وتلقى حزب ريفورم تبرعات أخرى متنوعة، من بينها 500 ألف باوند من مطور العقارات نيك كاندي، و100 ألف باوند من ويليام ألان ماكنتوش، مؤسس شركة Emerald Investment Partners، و50 ألف باوند من فيسكونتيس روثيرمير، زوجة مالك صحيفة Daily Mail وشركة DMGT الأم.

ويُعد كريستوفر هاربورن أحدث حليف سابق لبوريس جونسون يدعم فاراج وحزب ريفورم، بعد كل من الرئيس السابق لحزب المحافظين سير جيك بيري، والوزيرات السابقتين دام أندريا جنكينز ونادين دوريس، وعدد من النواب المحافظين السابقين، بينهم ليا نيكي وكريس غرين وجوناثان جاليس.

تبرعات الأفراد الأثرياء الكبيرة للأحزاب تثير مخاوف بشأن تأثير المال على العملية الديمقراطية في بريطانيا، خصوصًا عند وصول المبالغ إلى مستويات قياسية كما حدث مع حزب ريفورم. هذه التبرعات قد تُحدث تفاوتًا بين الأحزاب وتؤثر على استقلالية قراراتها السياسية.

كما أن السماح بمساهمات من مستثمرين مقيمين في الخارج يفتح الباب أمام تضارب محتمل في المصالح. كل هذه الأمور تبرز الحاجة لإصلاح قوانين تمويل الأحزاب بحيث تركز السياسة على مصالح الناخبين وتحد من النفوذ الفردي للأثرياء.

المصدر : The Independent


إقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة