ديمة.. لاجئة سورية في بريطانيا بقدم واحدة تُذّكر بمعاناة السوريين
ديمة أكتع شابة طموحة فقدت قدمها في الحرب وشاركت في ماراثون مانشستر لجمع التبرعات للأطفال الفاقدي أطرافهم.
وصلت ديمة إلى بريطانيا في سنة ٢٠١٧ في رحلة طويلة بعد تركها لبلدها سوريا. تاركةً خلفها منزلها وقدمها بعدما فقدتها إثر قذيفة دمّرت منزلها وهي في الثامنة عشرَ من عمرها في إدلب، سوريا.
بدأت رحلة ديمة وعائلتها بعد بضع شهور من الحادثة المؤلمة في لبنان حيث اجتمعت مع باقي إخوتها. عاشت ديمة وعائلتها في لبنان لحوالي ٦ سنوات قبل أن تبدأ بريطانيا بفتح أبوابها للاجئين السوريين لإعادة التوطين خلال برنامج الأمم المتحدة. فكانت الفرصة متاحة لفتح أبواب جديدة لها ولعائلتها ولطرفها المفقود بعد ست سنوات متتالية.
بعد السفر لبريطانيا بدأت ديمة تبني حياتها من الصفر مع عائلتها المكونة من أخاها وأختها ومعهم أمها؛ “كان التأقلم صعب جداً في البداية، مجتمع جديد، وحياة جديدة، وعادات وتقاليد مختلفة، ولكن كان علينا التأقلم والإعتياد فلم يكن لدينا أي خيار آخر”.
كانت أمنية ديمة أن تستطيع المشي مرة أخرى. “كنت أنتظر هذه اللحظة لتتحقق -أمنيتي- وأمشي مرة أخرى، فبعد القدوم إلى بريطانيا تحققت أمنيتي.”
كان على ديمة أن تعتاد على الطرف الجديد وعلى الحياة الجديدة ولكن ديمة أثبتت للحياة أن لا صعب سيقف في طريقها لتحقيق رغباتها وأمنياتها. هي الآن تدرس هندسة الديكور، ومع الكثير من الدعم من الأشخاص الذين سخرهم الله لها، بدأت رحلتها مع العلاج الفيزيائي وكما قالت “وقفت على أقدامي مرة أخرى.”
وبعد عشر سنوات من فقدانها لطرفها قررت المشاركة في مارثون مانشستر وطوله ١٣ مايل (٢١ كيلومتر)، “لم أُفكر كثيراً في موضوع المشاركة -في الماراثون- ولم أتدرب حتى لكي أجري كل هذه المسافة، ولكن كنت متحمسة جداً للماراثون ولجمع التبرعات للأطفال لكي أرسم على وجوههم البسمة، حتى يستطيعوا اللعب من جديد ويشعروا أنهم أطفال طبيعون كغيرهم من الأطفال ويعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية”.
“كان دعم عائلتي وأصدقائي من جمعية سوريات حافز كبير لي لأشارك وأكمل المارثون.”
الرابط المختصر هنا ⬇