ديفيد هيرست: لماذا لا تعامل حكومة بريطانيا المسلمين كما تعامل اليهود؟
أكد الكاتب والصحفي البريطاني ديفيد هيرست أن معدلات الإسلاموفوبيا في بريطانيا بلغت حدًا غير مسبوق، حيث أشار 92% من المسلمين الذين شملتهم استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنهم شعروا بانعدام الأمان نتيجة أعمال العنف الأخيرة في البلاد.
وأشار هيرست إلى أن واحدًا من كل ستة مسلمين في بريطانيا واجهوا حوادث عنصرية بعد جريمة الطعن التي هزت مدينة ساوثبورت.
وأوضح هيرست أن مسلمي بريطانيا لا يحظون بالمعاملة التي يحظى بها أتباع الديانات الأخرى في البلاد، نتيجة تأثر الرأي العام تجاه المسلمين بمواقف الحكومة والقادة السياسيين.
ديفيد هيرست يسلط الضوء على الرفض الغربي للأصوات الفلسطينية
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أثرت نبرة الرئيس جو بايدن ومواقفه مما يجري في غزة على الموقف العام تجاه العرب والمسلمين بشكل عام، حيث انخفضت نسبة الآراء المتعاطفة مع المسلمين خاصة بين أنصار الحزب الديمقراطي، وفقًا لما قاله هيرست.
بل وذهب الأمر بالديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد رفض دعوة أحد المتحدثين الفلسطينيين ومنعه من إلقاء كلمة في مؤتمر اللجنة الوطنية الديمقراطية.
ولم يكن الموقف العام من المسلمين في بريطانيا أفضل مما هو عليه في الولايات المتحدة الامريكية، كما يرى هيرست؛ فقد شهدت البلاد أسوأ موجة من أعمال الشغب العنصرية منذ عقود، خلال فترة بداية تولي كير ستارمر لمنصب رئيس الوزراء. وقد اشتعلت موجة العنف هذه بناءً على كذبة مفادها أن مرتكب جريمة القتل التي أدت إلى مقتل ثلاث فتيات في ساوثبورت هو مسلم الديانة.
وتحدث هيرست عن زيارة ستارمر لمسجد في مدينة سوليهول على خلفية أعمال العنف التي لحقت بأبناء المجتمع المسلم، لكن رغم ذلك لم يبذل ستارمر أو أعضاء حكومته أي جهد حقيقي لمقابلة ممثلي المجتمع المسلم والجالية الفلسطينية في بريطانيا.
وتجاهل ستارمر محاولات المجلس الإسلامي البريطاني الاتصال به على خلفية أعمال العنف التي اندلعت في البلاد، رغم معرفته بأن المجلس الإسلامي البريطاني هو أكثر الهيئات الإسلامية تمثيلًا لمسلمي البلاد.
ويؤكد هيرست أن المجلس الإسلامي البريطاني يمثل أكثر من 500 منظمة ومؤسسة إسلامية في البلاد، سواء قبل ستارمر هذه الحقيقة أم لا. ومن بين هذه المؤسسات، مساجد ومدارس ومجالس محلية وشبكات مهنية وجماعات حقوقية.
حكومة بريطانيا تتجاهل دعوات المنظمات الإسلامية
ووفقًا لهيرست، فإن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تجاهل دعوات أكثر من 80 منظمة إسلامية طالبته باتخاذ خطوات ملموسة لحل مشكلة الإسلاموفوبيا، وإجراء مراجعة وتحقيق شامل في أعمال الشغب التي اندلعت مؤخرًا.
وأشار هيرست إلى أن الحكومة البريطانية التي تجاهلت دعوات العديد من المنظمات الإسلامية لم تفعل الشيء نفسه مع ممثلي اليهود في بريطانيا، حيث التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالحاخام الأكبر ليهود بريطانيا إفراي ميرفيس، وناقشا السياسات الخارجية للبلاد.
وتساءل هيرست هنا: هل كان لامي سيسارع لعقد نفس الاجتماع مع أحد أئمة المسلمين دون أن يثير ذلك سخط الشارع اليميني وصخب سائل الإعلام؟
ويؤكد هيرست أن لامي لم يظهر أي تحفظ في لقاء الحاخام الإسرائيلي، بل تحدث معه دون أي خجل عما وصفه ب”التهديدات الوشيكة” التي تواجه إسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى القرارات التي اتخذتها الحكومة البريطانية على ضوء ما يجري في قطاع غزة، وأهمية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.
وتحدث هيرست أيضًا عن اللقاء الذي جمع وزير العلوم البريطاني بيتر كايل بالعديد من المجموعات اليهودية مثل (Community Security Trust)، ومجموعة مجلس النواب اليهودي في بريطانيا، وجماعة (Holocaust Educational Trust)، حيث ركز هذا اللقاء على مناقشة التدابير اللازمة لمكافحة انتشار معاداة السامية عبر الإنترنت.
ويتساءل هيرست: لماذا لم يلتقِ الوزير كايل بممثلي المجتمع المسلم في بريطانيا لمناقشة انتشار معاداة السامية على وسائل التواصل الاجتماعي؟!
المصدر: ميل إيست آي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇