كشف تقرير جديد عن تراجع متوسط العمر المتوقع في المملكة المتحدة مقارنة بدول أوروبا الغربية، حيث أصبحت بريطانيا ضمن الدول الأقل أداءً في هذا المجال.
وفقًا لتحليل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، يبلغ متوسط العمر المتوقع في المملكة المتحدة 80.9 عامًا فقط، وهو أقل بثلاث سنوات من بعض الدول الأوروبية الأخرى. هذا المتوسط يقل بستة أشهر عن متوسط العمر المتوقع في دول الاتحاد الأوروبي الـ27، البالغ 81.5 عامًا.
بريطانيا في ذيل قائمة أوروبا الغربية
بروفيسور بريطاني يؤكد عدم وجود أسباب مقنعة لارتفاع معدلات الوفاة بشكل غير مسبوق (بيكساباي)
حلّت المملكة المتحدة في المرتبة الأخيرة بين دول أوروبا الغربية من حيث متوسط العمر المتوقع. وتشير البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية للفترة ما بين 2021 و2023 إلى أن العمر المتوقع في إنجلترا وويلز يبلغ الآن 79 عامًا للرجال و83 عامًا للنساء.
منذ عام 2017-2019، الذي سجل أعلى مستوى لمتوسط الأعمار في بريطانيا، شهد الرجال تراجعًا بمقدار ستة أشهر والنساء بثلاثة أشهر. وقد أرجع خبراء هذا الانخفاض إلى انتشار السمنة، الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والوفيات الزائدة الناتجة عن جائحة كوفيد-19 وما بعدها.
تفاوت في التعافي عبر أوروبا
يمكن كبار السن في بريطانيا من المتقاعدين المطالبة بدعم إضافي (Pixabay)
تقرير “الصحة في لمحة: أوروبا 2024” أوضح أن معظم الدول الأوروبية استعادت مستويات الأعمار المتوقعة إلى ما قبل الجائحة، بينما لا تزال بريطانيا متأخرة. تصدرت سويسرا القائمة بمتوسط عمر متوقع يبلغ 84.2 عامًا، تلتها إسبانيا بـ84 عامًا، ثم إيطاليا بـ83.8 عامًا.
الدول الثلاث تتفوق على المملكة المتحدة بفارق يزيد عن ثلاث سنوات. واحتلت بريطانيا المرتبة 21 من بين 39 دولة أوروبية، متراجعةً خلف دول مثل فرنسا، بلجيكا، أيرلندا، وهولندا.
حتى الدول الأصغر مثل مالطا، قبرص، اليونان، وسلوفينيا سجلت معدلات عمر متوقعة أعلى من المملكة المتحدة. وبحسب بيانات عام 2019، سُجل أدنى متوسط أعمار في أوروبا في أوكرانيا ومولدوفا، حيث بلغ 73.4 و73.3 عامًا على التوالي، وذلك بسبب الأزمات السياسية والصراعات المستمرة.
تحديات أمام بريطانيا
معدلات الوفاة في بريطانيا تشهد ارتفاعًا كبيرًا، رغم انحسار وباء كورونا
في ظل هذه المعطيات، تواجه بريطانيا تحديًا كبيرًا لاستعادة مكانتها بين الدول ذات متوسطات الأعمار الأعلى في أوروبا. تحسين النظام الصحي، معالجة السمنة، وتعزيز برامج الوقاية من الأمراض المزمنة قد تكون من الأولويات التي تحتاجها الحكومة. ومع استمرار الفجوة بين بريطانيا وباقي دول أوروبا الغربية، يبدو أن الطريق نحو تحسين جودة الحياة والصحة العامة في المملكة المتحدة يتطلب جهودًا مستدامة ومركزة.