هل ستحذو بريطانيا حذو أيرلندا في قرار اعترافها بدولة فلسطين؟
أعلنت حكومات إسبانيا والنرويج وأيرلندا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في الـ28 من أيار/مايو الجاري، في ظل تساؤلات عما إذا كانت بريطانيا ستحذو حذو هذه الدول.
وفي تصريحات منسقة، أعلن رؤساء حكومات الدول الثلاث أنهم اتخذوا هذه الخطوة لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود، في ظل ارتفاع كبير في أعداد الشهداء في قطاع غزة.
“لا سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين”
بدوره قال الزعيم النرويجي يوناس جاستور: “لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين، ولا يمكن التحدث عن حل الدولتين دون الاعتراف بدولة فلسطين”.
أما نظيره الأيرلندي فقد قال: “سيتخذ مسؤولو الدول الثلاث المذكورة الخطوات اللازمة للاعتراف بدولة فلسطين”.
وعلَّق كريس دويل مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني على هذه الخطوة بالقول: “إن إعلان عدد من الحكومات الغربية السعي للاعتراف بدولة فلسطين يكشف عن وجود صدع في المجتمع الدولي، بين الحكومات التي لا تزال ترى إسرائيل دولة ديمقراطية تحترم القانون الدولي، والحكومات الأخرى التي لم تَعُد تعتقد ذلك”.
ورجّح دويل أن يعترف مزيد من الدول بدولة فلسطين في المستقبل القريب، مستبعدًا أن تكون بريطانيا من بين هذه الدول، رغم تصريح وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في كانون الثاني/يناير الماضي، أن الاعتراف بدولة فلسطين يمكن أن يُسهِم في إحياء مفاوضات السلام.
الحكومة البريطانية تحافظ على دعمها لإسرائيل
وقال دويل: “لا أعتقد أن الحكومة البريطانية ستعترف بدولة فلسطين، لا سيما أنني كنت برفقة كاميرون عندما أظهر نهجًا مختلفًا قليلًا في التعامل مع إسرائيل، وقال حينها: إن إسرائيل لا تمتلك حق الفيتو لمنع إقامة دولة فلسطينية “.
وأضاف: “لكن يبدو أن أحدهم عمد إلى قص أجنحة كاميرون وإسكاته، بعد أن زاد من حدة انتقاداته لإسرائيل، وأعتقد أن رئاسة الوزراء في داونينج ستريت تدخّلت لإدارة السياسات الخاصة بإسرائيل”.
وأشار دويل إلى أن الحكومة البريطانية ستُبقي على دعمها الكبير لإسرائيل، وستعتمد على هذه القضية لإحداث شرخ في الانتخابات القادمة؛ إذ إن الحكومة ستربط دعم القضية الفلسطينية بحزب العمال والمسلمين واليسار المتطرف، الذي يمثله الزعيم السابق لحزب العمال جيريمي كوربين.
وأشار دويل إلى أن ما يجري قد يزيد من تعقيد الموقف بناء على سلوك إسرائيل، مشيرًا إلى أن استجابة إسرائيل للضغوط الخارجية تكون عدوانية في العادة.
ويأتي ذلك بعد أن رد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش على إعلانات الاعتراف بفلسطين، عبر تقديم مزيد من الخطط لتوسيع المستوطنات وفرض العقوبات على المسؤولين الفلسطينيين، إضافة إلى فرض عقوبات على أي دولة تعترف بدولة فلسطين من جانب واحد.
ماذا قال ديفيد كاميرون عن الاعتراف بدولة فلسطين؟
وتوقّع الوزير البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط أليستير بيرت أن بريطانيا ستسير في النهاية على خطى إسبانيا والنرويج وإيرلندا، وستعترف بالدولة الفلسطينية.
وقال بيرت: “لم يَعُد السؤال يحوم حول اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين من عدمه، بل متى ستعترف بها، لا سيما أن العديد من الدول الداعمة لحل الدولتين تبيّن لها أن من الضروري الاعتراف بدولة فلسطين لإعادة الحياة لحل الدولتين”.
وأضاف: “لكن بعض الدول الداعمة لحل الدولتين مثل بريطانيا، تُفضِّل ربط الاعتراف بدولة فلسطين بخطوات عملية على طريق حل الدولتين، علمًا أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أشار إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين لا يُشترَط أن يحدث بعد نهاية المفاوضات”.
وأردف قائلًا: “ويعني هذا أن بريطانيا ليست من الدول التي ستستخدم حق النقض (الفيتو) للاعتراض على حل الدولتين، وفي النهاية ستعترف بريطانيا بحل الدولتين”.
وكانت السلطة الفلسطينية قد رحّبت بإعلان بعض الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، بعد أن وجّهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات لمسؤولين إسرائيليين بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
المصدر: (i) آي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇