“دلّني”.. منصة عربية جديدة تسد فجوة الخدمات الثقافية للمهاجرين في بريطانيا

فريق التحرير July 22, 2025

في خطوة تسعى لتلبية احتياجات متنامية بين أبناء الجالية العربية في المملكة المتحدة، أُطلقت مؤخرًا منصة إلكترونية جديدة باسم “دلّني”، بهدف ربط المستخدمين العرب بمقدّمي خدمات يتحدثون لغتهم ويشاركونهم خلفيتهم الثقافية.

المشروع الذي انطلق مطلع عام 2025، هو نتاج تجربة شخصية عاشها مؤسس المنصة فضل العنزي، وهو عربي مقيم في بريطانيا، حين واجه صعوبة هو وزوجته بعد انتقالها من الكويت في العثور على خدمات أساسية تتماشى مع العادات والتقاليد العربية. يقول العنزي:

“كنا نبحث عن أشياء نعتبرها بديهية في مجتمعاتنا، مثل مزينة شعر نسائية، أو خبازة تصنع الكليجة، أو حتى منسقة زينة لعيد الفطر، لكن لم نجد أي دليل واضح أو جهة موثوقة ترشدنا”.

من هنا، وبدافع شخصي ومجتمعي، وُلدت فكرة “دلّني”، كمنصّة تربط بين العرب في المهجر ومزودي الخدمات الذين يتحدثون العربية ويفهمون السياق الثقافي والاجتماعي للمستخدمين.

منصة تجمع بين الاحترافية والخصوصية الثقافية

تتميز “دلّني” بكونها منصة ذات طابع مجتمعي وثقافي، تجمع بين التقنية الحديثة وفهم عميق لاحتياجات الجالية العربية. فهي لا تقتصر على عرض الخدمات، بل تقدم أدوات عملية تمكّن مزودي الخدمة من إدارة أعمالهم بشكل احترافي، مثل:

لوحة تحكم شاملة لإدارة الخدمات والملف الشخصي.
نظام جدولة المواعيد وتنظيم الطلبات.
إمكانية التواصل المباشر مع العملاء.
تقييمات ومراجعات لبناء الثقة.
إحصائيات تحليلية لمساعدة مقدّمي الخدمة على تطوير أعمالهم.

الرؤية التي تقود المشروع، كما يشرح العنزي، هي أن تصبح “دلّني” المرجع الأول للعرب في بريطانيا ممن يبحثون عن خدمات مألوفة وموثوقة، تُقدَّم بلغة مفهومة وبروح من الانتماء.

جمهور مستهدف متعدد.. وحلول واقعية

تستهدف المنصة شريحتين رئيسيتين من المجتمع العربي في بريطانيا:

المستخدمون الباحثون عن خدمات مألوفة: سواء كان ذلك لتصفيف الشعر، تزيين حفلات الزفاف، تعليم الأطفال اللغة العربية، أو طلب أطباق تقليدية للمناسبات.
مزوّدو الخدمات الناطقون بالعربية: من الخبازين المنزليين إلى فنانات الحنّة، ومزيّني الشعر، والمصوّرين، ومنسّقي الحفلات، وصولًا إلى الاستشاريين المستقلين. توفر المنصة لهؤلاء فرصة للتعريف بخدماتهم، والوصول إلى جمهور يبحث عنهم فعلًا.

وفي بيئة غالبًا ما تكون فيها اللغة أو الفهم الثقافي حاجزًا، تقدّم “دلّني” مساحة يشعر فيها المستخدم أنه يتعامل مع “أهل بيته”، سواء كان طالبًا للخدمة أو مقدمًا لها.

أكثر من مجرد دليل خدمات

ما يميّز “دلّني” هو أنها لا تُقدّم نفسها كدليل إعلاني فقط، بل كمنصّة تمكينية. تسعى لأن تكون نقطة انطلاق لمشاريع صغيرة، أو فرص دخل إضافي للعاملين من المنزل، خصوصًا من النساء والمبدعين الذين يجدون صعوبة في دخول السوق البريطاني من بوابته الرسمية.

وقد أشار العنزي إلى أن الفريق القائم على المنصة يعمل حاليًا على تطوير النسخة التجريبية بالتعاون مع مجموعة من المستخدمين الأوائل، بهدف تحسين التجربة باستمرار وفقًا للاحتياجات والملاحظات.

نحو نموذج رقمي يعزز الاندماج دون أن يفقد الهوية

رغم أن المنصة تخاطب جمهورًا عربيًا داخل بريطانيا، إلا أنها لا تعزلهم عن المجتمع البريطاني، بل تسعى – كما يقول المؤسسون – إلى خلق مساحة يشعر فيها المستخدم بالأمان الثقافي، ويمارس فيها حقه في الوصول إلى خدمات مألوفة دون تنازل عن خصوصياته.

كما تطمح “دلّني” إلى لعب دور في دعم الاندماج الإيجابي من خلال تمكين أفراد الجالية من تحويل مهاراتهم إلى مصادر دخل واستقرار، وتعزيز شبكات الثقة المتبادلة داخل المجتمع العربي في بريطانيا.

اقرأ أيضًا:

الرابط المختصر هنا ⬇