دفء الطقس في بريطانيا خلال الأشهر الماضية يهدد المحاصيل الزراعية
دفء الطقس في بريطانيا خلال الأشهر الماضية نتج عنه خريف معتدل ساهم بنمو الكثير من محاصيل الخضروات والبطاطا في وقت أبكر من مواعيدها المعتادة، ما أدى إلى وفرة في الإنتاج، وعليه صارت هناك مخاوف من نقص الكمية بداية عام 2023.
ثمار الملفوف والقرنبيط التي كان من المفترض أن تكون جاهزة في وقت لاحق من ديسمبر أو في يناير من العام المقبل أصبحت جاهزة للحصاد الآن، حيث نما بعضها ووصل إلى أحجام ضخمة بسبب الخريف المعتدل بشكل استثنائي.
تغير الطقس في بريطانيا يربك المزارعين
يقول المزارعون الذين امتدت خبرتهم الزراعية لعقود من الزمن إنهم لم يروا أيّ شيء من هذا القبيل من قبل، وأنهم اضطروا إلى “الاستغناء عن الجداول الزمنية للبذر والحصاد بسبب المناخ الذي لا يمكن التنبؤ به”.
قال غاي سينغ واتسون، مؤسس شركة صندوق الخضروات العضوية ريفرفورد، لصحيفة الغارديان إنّ لديه مئات الأطنان من الخضروات الفائضة بسبب الطقس “المذهل”. وهو يعمل مع FareShare، وهي مؤسسة خيرية توزع فائض الغذاء على الفقراء، للحصول على بطاطا إضافية لأولئك الذين يحتاجون إليها.
وأضاف واتسون: “زرعت الخضروات لخمسة وثلاثين عامًا وكنت أخطط لبذرها وحصادها كل عام بناء على ما تعلمته، ولكن الأمور اختلفت 180 درجة هذا العام وأصبحت كل خبرتي السابقة عديمة الجدوى!”
فالمناخ يتغير بسرعة كبيرة، وقد أصبحت لدينا وفرة في كمية الخضار المنتجة الآن أكثر من حاجة السوق
انخفاض الطلب وفقا للطقس
أمّا مارتن لاينز، الذي يرأس شبكة الزراعة الصديقة للطبيعة فقال : “لقد سمعت الشيء نفسه من المزارعين. عندما يتغير الطقس ويكون أكثر دفئًا من المعتاد، ينخفض الطلب وتلغي محلات السوبر ماركت العقود.”
أضاف مارتن: الطلب الاستهلاكي هو السبب أيضًا؛ فالطقس المعتدل يعني أنّ الناس ليسوا بعد في مزاج للزهرة والملفوف.
بدوره قال مارك توفنيل، رئيس جمعية الأراضي والأعمال الريفية: “لقد تسبب الجفاف الشديد خلال فصل الصيف في فوضى في غلة المحاصيل، والآن يتضرر طلب المستهلكين على الخضروات الشتوية بسبب طقس نوفمبر الدافئ بشكل غير معقول. في حين أنّ محلات السوبر ماركت تتكيف من خلال تقديم الخضروات – مثل البطاطا – ذات الحجم الأصغر، وعليه يضطر المزارعون للحد من كمية الخضار التي ينتجونها حيث لا أحد يتحمل معهم ذلك.
وفي الخلاصة فالتغير المناخي أنتج خضروات شتوية يتناولها الناس عادة في أوقات البرد والشتاء قبل أوانها في الخريف الذي غلب عليه الدفء، وقل على إثره الطلب عليها، الأمر الذي ينذر بنقص متوقع فيها في بريطانيا بداية العام المقبل.
اقرأ أيضًا:
مطار هيثرو على موعد مع إضراب عمال شحن الأمتعة بين يدي عيد الميلاد
الطقس في بريطانيا: توقعات بتساقط الثلوج على أجزاء من البلاد لأول مرة هذا العام
البريكست يزيد فاتورة المواد الغذائية في المنزل البريطاني بقيمة 210 باوندات
الرابط المختصر هنا ⬇