مخاوف من تداعيات خفض دعم فواتير الطاقة للشركات في إبريل 2023
ستقلص الحكومة البريطانية دعم فواتير الطاقة الذي تقدمه للشركات في إبريل، بعد أن حذرت من أن المستوى الحالي للدعم كان مكلفًا جدًّا. وتزداد المخاوف من تداعيات خفض دعم فواتير الطاقة المقدم للشركات في إبريل 2023.
وبموجب المخطط الجديد، ستحصل الشركات على تخفيض على أسعار الجملة بدلًا من تحديد التكاليف كما هو الحال في ظل النظام الحالي.
وستحصل القطاعات التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، مثل صناعة الزجاج والسيراميك والصلب، على تخفيض أكبر من القطاعات الأخرى، ما يعني أن الشركات ستستفيد من هذا المخطط عندما تكون فواتير الطاقة الخاصة بها مرتفعة فقط.
وبينما رحَّبت قطاعات صناعية بالإعلان، أشارت قطاعات أخرى إلى أنه لا يتناسب مع الأعمال التي تعاني مع ارتفاع التكاليف وتكافح من أجل البقاء.
ويستمر المخطط الجديد حتى نهاية مارس 2024.
ويُطبَّق مخطط دعم الطاقة بشكل أساسي على الشركات، ولكنه في الوقت نفسه يشمل الجمعيات الخيرية ومؤسسات القطاع العام مثل المدارس والمستشفيات.
وقد أطلقت الحكومة مخطط دعم الفواتير في سبتمبر الماضي بعد ارتفاع الأسعار في أعقاب الوباء والحرب في أوكرانيا.
يُذكَر أن أسعار الغاز بالجملة هي الآن أقل من المستوى الذي كانت عليه قبل الغزو الروسي، لكنها لا تزال أعلى بثلاث أو أربع مرات من متوسطها على المدى الطويل. وقالت الحكومة في إعلانها: إنها ستخفض دعم الطاقة للعام المقبل إلى 5.5 مليار باوند.
“نقدم الدعم بقدر استطاعتنا”
قال وزير المالية جيريمي هانت: “أولويتي الآن هي معالجة أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، وهو ما تعاني منه العائلات والشركات على حد سواء”.”وهذا يعني اتخاذ قرارات صعبة لخفض التضخم، مع تقديم أكبر قدر ممكن من الدعم للعائلات والشركات”.
وأضافت الحكومة: إن كبار المصنعين الذين تكون فواتيرهم مرتفعة في العادة سيحصلون على تخفيض أكبر من غيرهم، ويعادل هذا الدعم نحو 700 ألف باوند على مدى اثني عشر شهرًا.
وفي هذا السياق قالت وزارة الخزانة: إن هذه الشركات ستتلقى مزيدًا من الدعم؛ لأنها -والمنافسين في جميع أنحاء العالم- أقل قدرة على نقل التكاليف المرتفعة إلى الزبائن.
مخاوف من نتائج خفض دعم فواتير الطاقة
لكن شارلين ليونز الرئيسة التنفيذية لشركة بلاك شيب بريويري صرَّحت قائلة: إنه على الرغم من أن شركتها مؤهلة للحصول على مزيد من الدعم؛ لأنها تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، فإن الخطة الجديدة كانت “مخيبة للآمال”!
وقالت لبي بي سي: “ستظل أسعار الطاقة ترتفع بشكل كبير بالنسبة لنا وللجميع أيضًا. أنت تتحدث عن زيادة قدرها 200 ألف باوند سنويًّا، وهذا لا يستمر في كثير من الشركات، ومن ذلك مؤسستنا”.
وفي هذا الشأن قال كلايف واتسون رئيس مجموعة (City Pub Group): إن ثقتنا بالحكومة لن تعود إلى سابق عهدها “حتى نرى فواتير الطاقة بالمستويات التي كانت عليها في العام الماضي”. وأضاف: إن المجموعة أوقفت العمل بمخطط التوسع حتى تتضح الأمور وتنتهي حالة الاضطراب وانعدام اليقين التي نمر بها. وقد أثارت الشركات في السابق مخاوف من الوصول إلى “حافة الانهيار” إذا لم تتلقَّ مزيدًا من الدعم لمواجهة ارتفاع الفواتير، ما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف والإفلاس.
وأكد توم ثاكراي من مجموعة الضغط التجارية أن “المخطط الجديد الذي أقرته الحكومة البريطانية والذي يشمل رفع الدعم عن فواتير الطاقة لن يستفيد منه الجميع إذا بقي على شكله الحالي”. وقال: “مستهلكو الطاقة بكميات كبيرة وأصحاب التجارة العالمية هم من أكثر الناس تأثرًا بالأزمة الحالية، لذا فإن الدعم الإضافي لهذه الشركات هو خطوة مرحب بها”.
وفي أثناء ذلك قالت غرفة التجارة البريطانية: إن مدة المخطط الجديد “قصيرة جدًّا” بالنسبة للشركات التي تعاني بالفعل من ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ 40 عامًا.
جدير بالذكر أن كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هوو بيل حذر من أن التضخم قد يستمر فترة أطول من المتوقع، على الرغم من الانخفاض الأخير في تكاليف الطاقة بالجملة.
اقرأ أيضا
كيف يمكن الاستفادة من الدعم الحكومي لمواجهة فواتير الطاقة في بريطانيا؟
دعم حكومي مرتقب للمساعدة في تخفيف أعباء فواتير الطاقة المنزلية في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇