العرب في بريطانيا | الجارديان: أدلة دامغة على دعم إسرائيل لعمليات ن...

1447 جمادى الثانية 15 | 06 ديسمبر 2025

الجارديان: أدلة دامغة على دعم إسرائيل لعمليات نهب قوافل الإغاثة في غزة

الجارديان: أدلة دامغة على دعم إسرائيل لعمليات نهب قوافل الإغاثة في غزة
محمد سعد December 1, 2025

تزداد الشهادات الميدانية التي تكشف جانبًا خفيًّا وخطيرًا من مسار العدوان على غزة، إذ يؤكد مؤرخ فرنسي بارز وجود “أدلة دامغة” على دعم القوات الإسرائيلية لمجموعات نهب هاجمت شاحنات الإغاثة في الوقت الذي كانت فيه المجاعة تهدد حياة الفلسطينيين. وتأتي هذه الشهادة من مصدر غربي مستقل دخل القطاع في وقت كانت فيه إسرائيل تمنع الإعلام الدولي من الوصول إليه.

شهادة ميدانية رغم المنع الإسرائيلي

الجارديان: أدلة دامغة على دعم إسرائيل لعمليات نهب قوافل الإغاثة في غزة
أدلة تشير إلى استخدام المساعدات كأداة لتجويع السكان ودعم ميليشيا مناوئة لحماس

نقلت صحيفة الجارديان عن المؤرخ الفرنسي جان-بيير فيليو، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة (Sciences 𝖯𝗈)، قوله إنه أمضى أكثر من شهر داخل غزة بين نهاية 2024 وبداية 2025، حيث استضافته منظمة إنسانية دولية في منطقة المواصي جنوب القطاع، وهي منطقة أعلنتها إسرائيل لاحقًا “منطقة إنسانية” رغم الاكتظاظ الهائل فيها.

ويؤكد فيليو أنه شاهد “أدلة لا يمكن دحضها” على تقديم قوات الاحتلال دعمًا مباشرًا لمجموعات نهب هاجمت قوافل الإغاثة، وذلك عبر استهداف عناصر الحماية الذين كانوا يرافقون الشاحنات. ويشير إلى أن دخوله غزة تم عبر التفاف على القيود الإسرائيلية المشددة، التي منعت الإعلام الدولي والمراقبين المستقلين من الوصول إلى القطاع خلال تلك الفترة.

هجمات سهّلت نهب قوافل الإغاثة

في كتابه الجديد «مؤرخ في غزة»، يروي فيليو مشهدًا وقع قرب موقع إقامته في المواصي، حين كانت الأمم المتحدة تختبر مسارًا جديدًا لتأمين مرور المساعدات بعد هجمات متكررة من مجموعات محلية يائسة ومليشيات وعصابات.

ويقول: إن 66 شاحنة تحمل الدقيق ومستلزمات النظافة انطلقت من معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، ثم تحركت على طول الطريق المحاذي لمصر قبل أن تتجه شمالًا على الطريق الساحلي. وقد جنّدت حماس عائلات نافذة لتوفير حماية مسلّحة للقافلة، إلا أن القافلة تعرّضت لإطلاق نار مباشر فور دخولها الطريق الساحلي.

ويكتب: “كان ذلك ليلًا، وكنت على بُعد مئات الأمتار فقط. كان واضحًا تمامًا أن الطائرات الإسرائيلية المروحية الصغيرة (الكوادكوبتر) كانت توفر دعمًا للّصوص الذين هاجموا فرق الحماية المحلية”.

ويضيف أن الجيش الإسرائيلي قتل “اثنين من وجهاء المنطقة” بينما كانا في سيارتهما استعدادًا لحماية القافلة، وأن 20 شاحنة تعرضت للنهب، رغم أن الأمم المتحدة اعتبرت فقدان ثلث القافلة “تحسنًا” مقارنة بعمليات النهب شبه الكاملة التي سبقت ذلك.

دوافع إسرائيل: تشويه الخصم والضغط على الأمم المتحدة

بحسَب فيليو، كانت الأهداف الإسرائيلية مزدوجة:

  • تشويه صورة حماس وإظهارها عاجزة عن حماية المساعدات.
  • إضعاف الأمم المتحدة وإظهار فشلها في إيصال الإغاثة.

ويقول المؤرخ: “سمحت إسرائيل لشبكات محلية تعتمد عليها -وهم الناهبون- بإعادة توزيع المساعدات لتعزيز نفوذهم أو بيعها للحصول على المال بدل الاعتماد على التمويل الإسرائيلي المباشر”.

ردّ جيش الاحتلال الإسرائيلي

غزة, المساعدات الإنسانية, الجارديان, العدوان على غزة, انتهاكات إسرائيل
أحدث العدوان الإسرائيلي دمار كبير وتم استهداف المدنيين بما فيهم النساء والأطفال بشكل منهجي

نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي الاتهامات، وقال متحدث عسكري: إن الغارة التي أشار إليها فيليو كانت تستهدف “سيارة تقل عناصر مسلحين كانوا يخططون لتحويل شحنة مساعدات إلى مخازن تابعة لحماس”.

وأضاف أن الضربة “نُفذت بدقة لتجنب الإضرار بالمساعدات”، مؤكدًا أن الجيش “يعمل وفق القانون الدولي لتسهيل دخول الإغاثة إلى سكان غزة”.

وثائق أممية تدعم الاتهامات

تتوافق رواية فيليو مع مذكرة داخلية للأمم المتحدة تحدثت عن “تساهل إسرائيلي -إن لم يكن دعمًا مباشرًا-” لبعض العصابات التي شاركت في عمليات النهب خلال العدوان.

كما اتهم فيليو الجيش الإسرائيلي باستهداف طريق جديد حاول برنامج الغذاء العالمي فتحه لتجاوز نقاط النهب على الطريق الساحلي، مؤكدًا أن القصف كان “متعمدًا” لتعطيل المسار البديل.

اعتراف إسرائيلي بدعم ميليشيا مناهضة لحماس

ورغم نفي إسرائيل المستمر دعمها للنهب، فقد أقرّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ساعدت “قوات شعبية” مناهضة لحماس، وهي ميليشيا محلية يضم بعض أفرادها -بحسَب تقرير الغارديان- عناصر تورطوا في نهب المساعدات.

غزة مختبر لـ”عالم ما بعد القانون”

الجارديان: أدلة دامغة على دعم إسرائيل لعمليات نهب قوافل الإغاثة في غزة
حجم دمار غير مسبوق في القطاع (أنسبلاش)

بينما تتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات وتنفي الحركة ذلك، يقول فيليو الذي زار غزة لعقود إنه وجد هذه المرة “دمارًا شاملًا لا يشبه أي شيء رآه من قبل”.

يحذر فيليو من أن ما شهدته غزة يمثل “مختبرًا مرعبًا” لعالم يتراجع فيه دور الأمم المتحدة والقانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان، ويصفه بأنه “عالم مفترس وغير عقلاني”.

جرائم ضد الإنسانية تكشف عن نفسها

تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن الاتهامات التي وثّقها المؤرخ الفرنسي — إلى جانب المذكرات الأممية والشهادات الميدانية — تعكس جانبًا ممنهجًا يكشف جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها إسرائيل بتحويل الجوع إلى سلاح واستهداف قوافل الإغاثة خلال العدوان على غزة، سواء عبر عرقلة مساراتها أو السماح لعصابات محلية بالاستيلاء عليها. وترى المنصة أن هذه الوقائع تكشف مأساة إنسانية مركّبة يعيشها الفلسطينيون، حيث يتحول الغذاء والدواء إلى أدوات صراع، ويصبح المدنيون  الطرف الأكثر تضررًا في ظل غياب منظومة دولية قادرة على حماية المساعدات أو ضمان وصولها بأمان.

المصدر: الجارديان


اقرأ أيضاً

 

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة