دراسة: معظم الأطباء الأجانب في القطاع الصحي (NHS) يواجهون “اعتداءات عنصرية”

أظهرت دراسة حديثة شملت 2000 طبيب في بريطانيا، أن ثلاثة من كل خمسة أطباء أجانب يواجهون “اعتداءات عنصرية” في عملهم في هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، مثل: رفض المرضى تلقي العلاج منهم أو التشكيك في خبرتهم بسبب لون بشرتهم.
وأظهرت النتائج أن 58 في المئة من المشاركين في الدراسة واجهوا هذه الاعتداءات العنصرية، سواء من الزملاء أو المرضى. ومع ذلك فلم يبلغ معظمهم عما تعرّضوا له؛ لأنهم ظنوا أنه لن يُتَّخَذ أي إجراء بحق الفاعلين.
وأثارت النتائج مخاوف من أن يختار خريجو الطب الأجانب عدم العمل في هيئة خدمات الصحة الوطنية، التي باتت تعتمد كثيرًا على مهاراتهم؛ نظرًا إلى نقص الأطباء المحليين.
الأطباء الأجانب في القطاع الصحي الوطني يواجهون اعتداءات عنصرية

وفي هذا السياق سلطت دراسة (MDDUS IMGs) الضوء على حالاتٍ تعرَّض فيها الأطباء الأجانب لاعتداءات عنصرية، وقد أبدى بعض المرضى رغبتهم الصريحة في مقابلة أطباء ذوي بشرة بيضاء!
وبهذا الخصوص أكد الدكتور نعيم ناظم، رئيس القسم الطبي في (MDDUS)، خطورة هذه الاعتداءات العنصرية الصغيرة، مشيرًا إلى أنها قد تُسبِّب للأطباء الأجانب آثارًا نفسية خطيرة، وأن مصطلح “صغيرة” لا يعكس حقيقة التأثير الكبير الذي يمكن أن يكون له على الضحية.
وكشف الأطباء عن تعرضهم للإساءة عدة مرات حيث نُطِقت أسماؤهم بطريقة غير صحيحة، وشكّك بعض المرضى في جودة تدريبهم الطبي في بلدانهم. كما طلبوا من بعض المسلمات تغيير طريقة ارتداء الحجاب!
وتشير الإحصاءات إلى أن الأطباء الأجانب المرخص لهم يُشكِّلون أكثر من خُمُسي القوة الطبية العاملة في المملكة المتحدة، حيث يبلغ عددهم 357,198 طبيبًا. وتخرَّج 59 في المئة منهم في دول المملكة المتحدة، و36,058 في دول الاتحاد الأوروبي، و112,026 في أماكن أخرى من العالم.
إرشادات جديدة للإبلاغ عن الاعتداءات العنصرية في القطاع الصحي

وأعربت (MDDUS) عن صدمتها من النتائج المروعة التي كشفت عنها الدراسة، ما دفعها إلى التواصل مع المجلس الطبي العام (GMC)، الذي يُشرِف على مهنة الأطباء في المملكة المتحدة. وتسعى (MDDUS) إلى تعزيز جهود هيئة خدمات الصحة الوطنية لتحسين تعاملها مع الاعتداءات العنصرية التي يتعرض لها الأطباء الأجانب، ولا سيما أن عددًا قليلًا جدًّا منهم يُبلغون عن تلك الاعتداءات.
ويهذا الشأن قالت الدكتورة لطيفة باتل، رئيسة القوى العاملة في الجمعية الطبية البريطانية: إن حوادث العنصرية يتعرّض لها كثير من الأطباء الأجانب في هيئة الخدمات الصحية الوطنية كل يوم، ولكن المؤسف أن زملاءهم يتجاهلون تعرضهم للعنصرية.
وأضافت: “الاعتداءات العنصرية الصغيرة، مثل عدم نطق اسمك على نحو صحيح أو التشكيك في خبرتك لأنك تدربت في بلد مختلف، هي أمور ليست كبيرة ولكنها عنصرية، وتحدث في مكان يُفترَض أن يعامل فيه هؤلاء الأطباء معاملة حسنة”.
من جهة أخرى أكد متحدث باسم (GMC) أن الإرشادات الجديدة ستُلزِم الأطباء بالإبلاغ عن حوادث سوء المعاملة، ومنها الانتهاكات العنصرية، وذلك ضمن الجهود الرامية لحل هذه المشكلة، وستدخل هذه الإرشادات الجديدة حيز التنفيذ ابتداءً من يناير.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇