دراسة: معدلات الوفاة بالسرطان أعلى بنسبة 60% في أفقر المناطق ببريطانيا
كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا (Cancer Research UK) عن فجوة خطيرة في معدلات الوفاة بالسرطان بين سكان المناطق المحرومة والأكثر ثراءً في بريطانيا.
وأظهرت التحليلات أن خطر الوفاة نتيجة الإصابة بالسرطان يرتفع بنسبة 60% بين الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر فقرًا مقارنةً بأولئك القاطنين في المناطق الميسورة.
28,400 حالة وفاة إضافية سنويًا بسبب الفقر
ووفقًا للتقرير، تُسجل بريطانيا حوالي 28,400 حالة وفاة إضافية سنويًا تُعزى مباشرة إلى الفقر، أي ما يعادل 78 وفاة يوميًا نتيجة تأثير الظروف المعيشية الصعبة على الصحة العامة.
وأوضحت المؤسسة أن معدل الوفيات لجميع أنواع السرطان مجتمعة في المناطق الأكثر حرمانًا يصل إلى 337 وفاة لكل 100 ألف شخص، مقارنةً بـ 217 وفاة لكل 100 ألف شخص في المناطق الأكثر ثراءً.
سرطان الرئة في صدارة الأسباب
لفتت الدراسة إلى أن 47% من هذه الوفيات تعود إلى سرطان الرئة، حيث كان معدل الوفاة بسبب هذا المرض أعلى بنحو ثلاثة أضعاف في المناطق الفقيرة مقارنةً بالمناطق الثرية.
وتُعزى هذه الفجوة الكبيرة إلى ارتفاع معدلات التدخين في المناطق المحرومة، إذ تتجاوز معدلات المدخنين في هذه المناطق ثلاثة أضعاف نظيرتها في المناطق الثرية.
الفقر وتأخير التشخيص
كشف التقرير عن أن الفقر لا يؤثر فقط على معدلات الإصابة، بل يمتد ليشمل تأخير التشخيص والعلاج.
إذ أن المرضى الذين يعيشون في المناطق الأكثر حرمانًا في إنجلترا أكثر عرضة بنسبة تصل إلى ثلث للانتظار أكثر من 104 أيام لبدء العلاج بعد إحالتهم بشكل عاجل.
بالإضافة إلى ذلك، تزيد فرص تشخيص المرض لديهم في حالات الطوارئ بنسبة تزيد عن 50%، وهو ما يقلل من فرص الشفاء نظراً لاكتشاف المرض في مراحل متأخرة.
التدخين: السبب الأكبر للإصابة بالسرطان
أوضحت مؤسسة أبحاث السرطان أن التدخين لا يزال هو السبب الرئيسي للإصابة بالسرطان في بريطانيا، مشيرة إلى أن معدلات التدخين في المناطق المحرومة أعلى بثلاث مرات من المعدلات المسجلة في المناطق الغنية.
هذه النسب المرتفعة تُسهم بشكل رئيسي في زيادة معدلات الإصابة والوفاة بسرطان الرئة في هذه المناطق.
أكد الدكتور إيان ووكر، المدير التنفيذي للسياسات والمعلومات في مؤسسة أبحاث السرطان، أن هذه الأرقام “صادمة وغير مقبولة” لكنها “قابلة للتجنب” من خلال سياسات فعالة.
وقال: “لا ينبغي لأحد أن يكون أكثر عرضةً للوفاة بسبب هذا المرض المدمر لمجرد المكان الذي يعيش فيه. تحسين الوصول إلى خدمات هيئة الصحة الوطنية (NHS) من خلال التمويل والابتكار سيكون أمرًا حيويًا لضمان تقديم الرعاية العادلة لكل من يحتاجها.”
ودعا ووكر الحكومة البريطانية إلى استغلال خطة السرطان الوطنية الجديدة لتحسين الاستثمارات في قطاع الرعاية الصحية وضمان معالجة التفاوتات في تقديم خدمات العلاج.
الحلول الوقائية: الإقلاع عن التدخين والتشخيص المبكر
من جانبها، شددت كاريس بيتس، رئيسة برنامج عدم المساواة في مؤسسة أبحاث السرطان، على أهمية تمويل برامج الإقلاع عن التدخين بشكل مستدام، معتبرة ذلك أحد الحلول الفعالة للحد من معدلات الإصابة بالسرطان في المناطق المحرومة.
وأضافت: “نحتاج إلى تطوير وسائل أفضل للتشخيص المبكر، مثل فحوصات الرئة المستهدفة، التي أثبتت قدرتها على إنقاذ الأرواح في المجتمعات الأكثر عرضة للخطر. من الضروري تنفيذ هذا البرنامج في جميع أنحاء إنجلترا وتعميمه لاحقًا على الدول الأربع بالمملكة المتحدة.”
التزام هيئة الصحة الوطنية بتحسين الرعاية
أكد البروفيسور بيتر جونسون، المدير الوطني السريري للسرطان في هيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS)، أن هناك جهودًا كبيرة تُبذل لتقديم التشخيص المبكر والعلاج الفوري لجميع المرضى.
وأشار إلى أن مبادرات الفحص المبكر، مثل فحص الرئة المستهدف، ساهمت في تحسين فرص الكشف المبكر عن المرض لدى الفئات الأكثر حرمانًا.
وأشار جونسون إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في تقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء فيما يتعلق بتقديم خدمات الرعاية الصحية، حيث تضاعفت الإحالات العاجلة لحالات السرطان خلال العقد الأخير، وبلغت معدلات النجاة من السرطان أعلى مستوياتها في تاريخ بريطانيا.
وختم بقوله: “تلتزم هيئة الصحة الوطنية بشكل كامل بتحسين الوصول إلى رعاية السرطان، ونعمل حاليًا على زيادة هدف المعيار السريع للتشخيص، لضمان حصول نحو 100 ألف مريض إضافي على التشخيص أو التأكيد بالسلامة خلال أربعة أسابيع فقط بحلول العام المقبل.”
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
8°C
