دراسة: حظر الهواتف في المدارس لا يحسن أداء الطلاب
![أولياء أمور في بريطانيا يتفقون على حظر الهواتف الذكية على أطفالهم](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2024/09/WhatsApp-Image-2024-09-10-at-11.26.41.webp)
كشفت دراسة حديثة أن حظر الهواتف الذكية في المدارس لا يؤدي بمفرده إلى تحسين الأداء الأكاديمي للطلاب أو تعزيز رفاهيتهم النفسية. وأظهرت النتائج أن زيادة الوقت الذي يقضيه الطلاب على الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بانخفاض الدرجات، وضعف النوم، والسلوك التخريبي، وانخفاض معدلات النشاط البدني، إلا أن هذه التأثيرات لم تختلف بين المدارس التي تحظر استخدام الهواتف وتلك التي لا تطبق هذا الإجراء.
سياسات الحظر غير كافية لمواجهة التأثيرات السلبية
نُشرت الدراسة في مجلة (Lancet’s Regional Health Europe)، وخلصت إلى أن محاولات الحد من استخدام الهواتف خلال اليوم الدراسي لم تقلل من إجمالي الوقت الذي يقضيه الأطفال على أجهزتهم طوال اليوم. وبدلًا من ذلك، أكدت الدراسة أن أي قيود على استخدام الهواتف يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية شاملة تسعى إلى تقليل الاعتماد على الأجهزة الذكية بين الطلاب.
وشملت الدراسة 1,227 طالبًا في 30 مدرسة ثانوية، وخلصت إلى أنه لا يوجد دليل على أن السياسات التقييدية الحالية الخاصة باستخدام الهواتف في المدارس تحقق فوائد ملموسة على الصحة النفسية للمراهقين أو رفاهيتهم العامة.
وأوضحت الدراسة أن زيادة وقت استخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للطلاب، وسلوكهم داخل الفصول الدراسية، ومستوى نشاطهم البدني، وأنماط نومهم.
وأكد الباحثون أن التدخلات الرامية إلى تقليل استخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعود بفوائد على الصحة النفسية للمراهقين، شريطة أن تشمل الاستخدام داخل المدرسة وخارجها.
انتقادات لسياسات الحظر التقليدية
![المدرسة التي ارتادها الملك تشارلز تمنع الطلاب من استخدام الهواتف](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2023/09/WhatsApp-Image-2023-09-15-at-10.03.22-AM-300x169.jpeg)
في تعليقها على الدراسة، قالت الدكتورة فيكتوريا غوديير، الباحثة الرئيسة في جامعة برمنغهام، لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC): إن حظر الهواتف في المدارس ليس حلًّا كافيًا للمشكلات المرتبطة بالاستخدام المفرط للأجهزة الذكية.
وأضافت: “ما نوصي به هو أن الحظر وحده لا يكفي لمعالجة التأثيرات السلبية لاستخدام الهواتف. هناك حاجة إلى استراتيجيات أوسع نطاقًا تتجاوز مجرد منع استخدامها داخل المدارس”.
كما دعت الدراسة إلى اتباع نهج أكثر شمولية للتعامل مع استخدام الهواتف الذكية بين المراهقين، بحيث تُدمج السياسات التقييدية في إطار استراتيجي أشمل يعالج أنماط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الطلاب داخل المدرسة وخارجها.
وفي هذا السياق رحّب جو رايري، مدير حملة “طفولة بلا هواتف ذكية”، بنتائج الدراسة لكنه وصفها بأنها “مفاجئة إلى حد ما”.
وقال خلال مقابلة مع راديو بي بي سي 4: “يتزايد الاعتراف بين الأوساط التعليمية بأن امتلاك الأطفال هواتف ذكية خلال اليوم الدراسي يؤثر سلبًا على تركيزهم، وسلامتهم، وسلوكهم، وصحتهم النفسية”.
وأضاف: “التقرير يؤكد أن المشكلة أكبر من مجرد منع استخدام الهواتف في المدارس. إنها أزمة مجتمعية تتطلب استجابة عاجلة من أولياء الأمور، والمدارس، والحكومة”.
وحثّ رايري الآباء على تأخير إعطاء الهواتف الذكية لأطفالهم، منبّهًا إلى أن هناك حاجة إلى لوائح أكثر حزمًا لضمان أن تكون منصات التواصل الاجتماعي أكثر أمانًا وأقل إدمانًا للأطفال.
وأشار إلى أن الإحصاء الأكثر إثارة للقلق في التقرير هي أن متوسط الوقت الذي يقضيه الطلاب يوميًّا على هواتفهم الذكية يتراوح بين أربع وست ساعات، واصفًا ذلك بأنه “رقم مخيف يعكس مدى تأثير هذه الأجهزة على حياة الأطفال”.
موقف الحكومة من حظر الهواتف في المدارس
رفضت وزيرة التعليم البريطانية، بريجيت فيليبسن، الأسبوع الماضي الدعوات إلى سنّ قانون جديد يمنع استخدام الهواتف في الفصول الدراسية، ووصفت مقترح حزب المحافظين في هذا الشأن بأنه “مجرد حيلة إعلامية”.
ومع ذلك أكدت أن الهواتف الذكية ليس لها مكان داخل الفصول الدراسية، وأن المدارس يجب أن تتخذ إجراءات صارمة للحد من استخدامها.
استراتيجية حكومية لحماية الأطفال على الإنترنت
من جهته قال متحدث باسم الحكومة: إن المعلمين لديهم إرشادات واضحة بشأن كيفية التعامل مع استخدام الهواتف الذكية داخل المدارس.
وأضاف: “تركيزنا ينصب على ضمان سلامة الشباب، مع الاستفادة من الفرص التي توفرها التكنولوجيا الحديثة. بحلول الصيف، ستدخل حيز التنفيذ تدابير حماية جديدة للأطفال عبر قانون الأمان الإلكتروني، ما يضمن لهم تجربة إنترنت أكثر أمانًا تتناسب مع أعمارهم”.
وأشار إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم التأثير الكامل للهواتف الذكية على الأطفال، مؤكدًا أن الحكومة أطلقت دراسة جديدة بقيادة جامعة كامبريدج؛ للتحقيق في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على رفاهية الأطفال بصفة عامة.
إقرأ أيّّضا
الرابط المختصر هنا ⬇