دراسة: مستويات تلوث الهواء في بريطانيا عالية لدرجة ضارة بالصحة
أظهرت دراستان حديثتان أن تلوث الهواء في بريطانيا -نتيجة انبعاثات المركبات والمصانع- يضر جسم الإنسان كثيرًا، ولا سيما القلب والرئتين.
وأفادت دراسة أمريكية أنه لا توجد كمية آمنة من الشوائب الدقيقة المعروفة باسم (PM2.5)، وأن استنشاقها -سواء الكميات الكبيرة منها أو الصغيرة- يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والرئتين.
وأشار أحد البحوث إلى أن استنشاق هذه الشوائب يرفع احتمال دخول المستشفى والإصابة بسبعة من أمراض القلب والأوعية الدموية في الولايات المتحدة.
ويُظهِر تحليل شمل 60 مليون شخص في الولايات المتحدة تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر أن هناك زيادة بنسبة 29 في المئة في احتمال دخول المستشفى بسبب استنشاق (PM2.5)، ما يثير قلق كثيرين، ويستدعي اتخاذ تدابير فعالة؛ للحد من تلوث الهواء وتأثيره على الصحة.
تلوث الهواء في بريطانيا: دراسات حديثة تكشف عن تأثيرات صحية كثيرة
أضف إلى ذلك أنه حتى المستوى الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية ليس آمنًا بمفرده، وفقًا للدراسة الثانية. وتسجل الدراسة زيادة كبيرة في زيارات المستشفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، فضلًا عن زيارات الطوارئ بسبب مشكلات التنفس عند استنشاق جزيئات (PM2.5) على المدى القصير، وهي أقل من الحد الذي حددته منظمة الصحة العالمية.
وبهذا الشأن قال جريجوري ويلينيوس، عالم البيئة في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن والمشارك في البحث: “نشهد تأثيرات متعددة ناجمة عن هذا التلوث، من مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى الربو، وهو يؤثر على الأفراد بمستويات منخفضة للغاية، وليس على الفئات العمرية المتقدمة فقط. إنه خطر محدق يهددنا جميعًا”.
وتنتج جزيئات (PM2.5) على وجه الخصوص باحتراق الوقود الأحفوري في السيارات والشاحنات ومحطات الطاقة والعمليات الصناعية. ويمكن أيضًا أن تنبعث هذه الجسيمات نتيجة حرائق الغابات، التي تشهد زيادة في بعض المناطق بسبب تغير المناخ. وعندما تُستنشق هذه الجزيئات، تترسب في الرئتين، ما يؤدي إلى تفاقم العديد من المشكلات الصحية.
وكالة البيئة الأمريكية تعزز معايير جودة الهواء للحد من انبعاثات PM2.5
وتُعَد الأخطار الناجمة عن هذا التلوث معروفة منذ مدة، وتشير أبحاث سابقة إلى أن نحو 5 ملايين شخص يفقدون حياتهم سنويًّا حول العالم نتيجة تلوث الهواء بالوقود الأحفوري. ويُعَد تلوث الهواء والماء سببًا لوفاة واحدة من كل ست وفيات على مستوى العالم.
ويحد المعيار الجديد من انبعاثات (PM2.5) السنوية من 12 ميكروجرامًا لكل متر مكعب إلى 9 ميكروجرامات لكل متر مكعب. ومع أن هذا ما زال أعلى من الحد الذي وضعته منظمة الصحة العالمية -والذي يبلغ 5 ميكروجرامات لكل متر مكعب- فإنه يظل تحسنًا واضحًا. ولكن البحث الجديد يُظهر أن هذا المعيار الوطني الجديد لا يكفي لحماية الصحة العامة، وفقًا لمؤلفي الدراستين اللتين نُشِرتا في المجلة الطبية البريطانية (BMJ).
جدير بالذكر أن عتبات (PM2.5) في دول أخرى، مثل المملكة المتحدة وجميع دول الاتحاد الأوروبي، تظهر أعلى بكثير من إرشادات منظمة الصحة العالمية، ما يستدعي تشديد الإجراءات لمكافحة تلوث الهواء الذي يُعَد قاتلًا.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇