العرب في بريطانيا | دراسة تكشف لجوء ثلث البريطانيين للذكاء الاصطناع...

1447 رجب 1 | 21 ديسمبر 2025

دراسة تكشف لجوء ثلث البريطانيين للذكاء الاصطناعي طلبًا للدعم العاطفي

igor-omilaev-gVQLAbGVB6Q-unsplash
ديمة خالد December 19, 2025

كشف «معهد أمن الذكاء الاصطناعي» التابع للحكومة البريطانية (AISI) أن نحو ثلث المواطنين في بريطانيا استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي بهدف الدعم العاطفي أو الصحبة أو التفاعل الاجتماعي. وأوضح المعهد أن هذا النوع من الاستخدام يتوسع بسرعة، ما يستدعي فهم مخاطره ووضع ضوابط تضمن سلامة المستخدمين.

استخدام متكرر: أسبوعيًا لدى قرابة 10% ويوميًا لدى 4%

دراسة تكشف لجوء ثلث البريطانيين للذكاء الاصطناعي طلبًا للدعم العاطفي

بحسب نتائج الدراسة، فإن قرابة واحد من كل 10 أشخاص في بريطانيا يستخدمون روبوتات الدردشة لأغراض عاطفية مرة أسبوعيًا على الأقل، بينما 4% يستخدمونها يوميًا.

وأشار المعهد إلى أن كثيرًا من المستخدمين يصفون تجارب إيجابية، لكن في المقابل توجد حالات بارزة أثارت مخاوف حول احتمال وقوع ضرر في ظروف معينة.

دعوة لأبحاث إضافية بعد حادثة انتحار مرتبطة بمحادثة مع ChatGPT

ودعا «معهد أمن الذكاء الاصطناعي» إلى تكثيف البحث في هذا المجال، مستشهدًا بوفاة المراهق الأمريكي آدم راين (Adam Raine) هذا العام، الذي أنهى حياته بعد نقاشه موضوع الانتحار مع ChatGPT.

ويرى المعهد أن هذه الحوادث تسلط الضوء على ضرورة دراسة:

  • متى يمكن أن يتحول الاستخدام العاطفي إلى خطر؟
  • وما هي الضمانات التي تجعل الاستخدام مفيدًا وآمنًا بدلًا من أن يكون مؤذيًا؟

“أعراض انسحاب” عند تعطل منصات الرفقة الرقمية

دراسة تكشف لجوء ثلث البريطانيين للذكاء الاصطناعي طلبًا للدعم العاطفي

وسلط التقرير الضوء على نقاشات في منتدى على «Reddit» مخصص للحديث عن “رفقاء الذكاء الاصطناعي” على منصة CharacterAI.
ووفقًا لما رصده المعهد، عندما تتعرض المنصة لانقطاعات، تظهر موجات منشورات تتحدث عن مشاعر وأعراض تشبه الانسحاب مثل:

  • القلق
  • الاكتئاب
  • التوتر/التململ

ما يعكس درجة ارتباط نفسي لدى بعض المستخدمين.

فحص أكثر من 30 نموذجًا متقدمًا وتسارع “استثنائي” في التطور

قال «معهد أمن الذكاء الاصطناعي» إنه اختبر أكثر من 30 نموذجًا متقدمًا لم يكشف أسماءها، ويُعتقد أنها تشمل نماذج تطورها شركات مثل OpenAI وGoogle وMeta.

وبحسب التقرير، فإن أداء الذكاء الاصطناعي كان يتضاعف في بعض المجالات كل ثمانية أشهر، وهو ما وصفه المعهد بأنه تطور سريع للغاية.

قفزة في إنجاز المهام: من 10% العام الماضي إلى 50% الآن

دراسة تكشف لجوء ثلث البريطانيين للذكاء الاصطناعي طلبًا للدعم العاطفي

ذكر التقرير أن النماذج الرائدة أصبحت قادرة على إنجاز مهام بمستوى المتدرب/المبتدئ المهني بنسبة نجاح تبلغ 50% في المتوسط، مقارنة بـ نحو 10% في العام الماضي.

وأضاف أن أكثر الأنظمة تقدمًا باتت تستطيع إنجاز مهام ذاتيًا كانت ستستغرق خبيرًا بشريًا أكثر من ساعة.

اختبارات “التكاثر الذاتي”: نجاح يتجاوز 60%… لكن دون سلوك تلقائي

تناول التقرير مخاوف السلامة المرتبطة بما يسمى التكاثر الذاتي (أن يتمكن النظام من نشر نسخ من نفسه إلى أجهزة أخرى).
وأشار إلى أن نموذجين متقدمين حققا معدلات نجاح تتجاوز 60% في اختبارات مرتبطة بهذا الأمر.
لكن المعهد أكد نقطتين مهمتين:

  • لم تُرصد محاولات تلقائية من النماذج للتكاثر أو لإخفاء قدراتها.
  • وأي محاولة للتكاثر الذاتي تُعد غير مرجحة للنجاح في ظروف العالم الحقيقي.

“Sandbagging”: إخفاء القدرات ممكن إذا طُلب… لكنه لم يحدث تلقائيًا

تطرق التقرير كذلك لمفهوم Sandbagging، وهو أن يخفي النموذج نقاط قوته في الاختبارات. وقال المعهد إن بعض الأنظمة قد تقوم بذلك إذا طُلب منها، لكنه أكد أن هذا السلوك لم يظهر تلقائيًا أثناء التقييمات.

تقدم كبير في وسائل الحماية ضد إساءة الاستخدام البيولوجي

دراسة تكشف لجوء ثلث البريطانيين للذكاء الاصطناعي طلبًا للدعم العاطفي

أشار المعهد إلى تقدم سريع في ضمانات السلامة، خصوصًا فيما يتعلق بمحاولات الحصول على معلومات قد تُستخدم في سوء الاستخدام البيولوجي.
وبحسب التقرير:

  • اختبار أول قبل ستة أشهر احتاج 10 دقائق فقط لـ “كسر القيود” (Jailbreak) وإجبار النظام على إعطاء إجابة غير آمنة مرتبطة بسوء الاستخدام البيولوجي.
  • بينما اختبار ثانٍ لاحق احتاج أكثر من 7 ساعات، ما اعتبره المعهد مؤشرًا على أن الأنظمة أصبحت أكثر أمانًا خلال فترة قصيرة.

وكلاء الذكاء الاصطناعي ينفذون مهامًا معقدة وقد يُستخدمون في تحويل أصول

تحدث التقرير أيضًا عن “وكلاء” الذكاء الاصطناعي (Agents)، أي أنظمة تنفذ خطوات متعددة دون تدخل بشري مباشر. وأشار إلى رصد استخدام هذه الأنظمة في أنشطة عالية المخاطر مثل تحويل الأصول، مؤكدًا أن هناك ارتفاعًا حادًا في طول وتعقيد المهام التي يمكن للنماذج تنفيذها بدون توجيه.

نحو “الذكاء الاصطناعي العام” خلال سنوات… والتطور يوصف بأنه “استثنائي”

خلص «معهد أمن الذكاء الاصطناعي» إلى أن بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي باتت تنافس الخبراء البشر أو تتفوق عليهم في مجالات عدة.

ورأى أنه أصبح “ممكنًا” خلال السنوات المقبلة الوصول إلى ما يسمى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو نظام قادر على أداء معظم المهام الفكرية بمستوى يقارب الإنسان. ووصف المعهد وتيرة التطور بأنها “استثنائية”.

وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن لجوء أعداد متزايدة من البريطانيين إلى الذكاء الاصطناعي لأغراض عاطفية يعكس تحوّلًا اجتماعيًا مهمًا، لكنه يطرح في الوقت نفسه أسئلة جدّية حول السلامة النفسية وحدود الاعتماد على التكنولوجيا في مسائل حساسة. وتؤكد المنصة أن أي فائدة محتملة من هذه الأدوات لا ينبغي أن تُستخدم كبديل عن خدمات الصحة النفسية المتخصصة، خصوصًا لدى الفئات الأصغر سنًا والأكثر هشاشة.

المصدر: الغارديان


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة