دراسة تحذر: مواقد الغاز تلوث الهواء الداخلي أكثر من الشوارع المزدحمة في بريطانيا!

كشفت دراسة حديثة عن تلوث الهواء الداخلي للمنازل أكثر من الشوارع المزدحمة في بريطانيا بسبب استخدام مواقد الغاز.

وأجرت هيئة المستهلك البريطانية تحقيقًا ميدانيًا لقياس درجة نقاء الهواء داخل المنازل، وتوصلت إلى أن الطهي بالغاز ينتج ملوثات تتخطى الحدود الصحية الموصى بها.

تحقيق ميداني يكشف حجم التلوث الداخلي

وزوّدت هيئة حماية المستهلك خمسة متطوعين بأجهزة لمراقبة مدى نقاء الهواء، بينهم أربعة يستخدمون مواقد الغاز، وآخر يعتمد على موقد الحث الكهربائي. طُلب منهم تنفيذ سيناريوهات طهي مختلفة، مع مراعاة تشغيل شفاطات المطبخ وإغلاق النوافذ والأبواب، باستثناء اختبار وحيد أجري في بيئة جيدة التهوية.

وركزت الدراسة على قياس مستويات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) والجسيمات الدقيقة (PM2.5)، وهما من أخطر الملوثات الهوائية.

ويُعرف ثاني أكسيد النيتروجين بتأثيره السلبي على الجهاز التنفسي، لا سيما لدى الأطفال ومرضى الربو، بينما ترتبط جزيئات (PM2.5) بزيادة مخاطر الأمراض القلبية والرئوية.

وأظهرت النتائج أن تشغيل موقد الغاز يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستويات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، والذي تتضاعف مستوياته مع طول مدة الاستخدام وزيادة عدد الشعلات المشتعلة.

في إحدى التجارب، تضاعفت ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) بمجرد تشغيل شعلة واحدة للطهي البطيء، وظلت المستويات المرتفعة قائمة لساعات.

مقارنة بين المواقد الغازية والكهربائية

وأكدت الدراسة أن مواقد الغاز تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد النيتروجين نتيجة احتراق الغاز الطبيعي. أما المتطوع الذي استخدم الموقد الكهربائي، فقد سجل مستويات طبيعية، متأثرة فقط بالتلوث الخارجي.

وخلال فترة الدراسة، بلغ متوسط نسبة غاز ثنائي أكسيد النيتروجين المسجل في طريق ماريليبون المزدحم بلندن 33 ميكروغرامًا لكل متر مكعب، بينما وصلت نسبة جزيئات PM2.5 إلى 14 ميكروغرامًا.

في المقابل، سجل بعض مستخدمي مواقد الغاز ارتفاعات قياسية، حيث تجاوز معدل جزيئات (PM2.5)  600 ميكروغرام لكل متر مكعب أثناء قلي الخضروات، وهو مستوى يفوق الحد الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية بأضعاف.

ولم تقتصر الملوثات الناتجة عن الطهي على المطبخ، بل انتشرت بسرعة إلى باقي أنحاء المنزل، خاصة في البيوت ذات التصميم المفتوح. وبيّنت النتائج أن مستويات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) وجزيئات (PM2.5) ظلت مرتفعة لساعات، لكن فتح النوافذ ساعد في تقليل التلوث خلال 45 دقيقة لدى ثلاثة من المشاركين.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة “دلتابول” أن 25 في المئة فقط من مستخدمي مواقد الغاز في المملكة المتحدة يشعرون بالقلق بشأن تأثيرها على صحتهم، بينما أعرب 36 في المئة عن قلق أكبر تجاه تلوث الهواء الخارجي.

تأثير الغاز على تلوث الهواء الداخلي

وعلّقت إميلي سيمور، خبيرة الطاقة والاستدامة في هيئة حماية المستهلك، قائلة: “من المدهش أن نشاطًا يوميًا مثل الطهي يمكن أن يتسبب في مستويات تلوث خطيرة داخل منازلنا”.

وأضافت: “لا تزال هناك حاجة لفهم تأثيرات التلوث الداخلي على الصحة، لكن تهوية المنزل واستخدام شفاطات المطبخ يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر بشكل كبير.”

وقالت أيضًا: “إذا كنت تستخدم موقد غاز، فقد يكون من المفيد التفكير في الانتقال إلى موقد كهربائي عند استبدال جهاز الطهي الخاص بك.”

المصدر: Guernsey Press

اقرأ أيضًا :

• دراسة: التلوث يهدد الصحة العقلية للأطفال
• كارديف الأولى في التلوث في ويلز لعام 2023
• مدن بريطانية تفرض ضرائب إضافية على السيارات للحد من التلوث