دراسة: الأطفال الذين وُلدوا خلال فترة وباء كورونا يفتقرون إلى التواصل
كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين وُلدوا خلال فترة جائحة كورونا يعانون من تأخر في مهارات التواصل، وظهر ذلك بوضوح بين طلبة المدارس الابتدائية إذ يعاني المعلمون من تعليمهم كيفية التفاعل مع الآخرين.
تأثير جائحة كورونا على مهارات تواصل الأطفال
وأفاد مكتب “أوفستد” – وهو مكتب المعايير البريطاني لقطاع التعليم – أن هذه الصعوبات تشمل تكوين الصداقات والتكيف مع الدروس نتيجة مشاكل في النطق واللغة، وهي مشكلات نتجت عن تأثير الجائحة على سلوك الأطفال ومهاراتهم الاجتماعية.
وأشار التقرير إلى أن الإغلاق المطول خلال الجائحة أثر على تطور الأطفال في السنوات الأولى من حياتهم.
وأوضح المفتشون أن بعض المدارس اضطرت إلى تعديل المناهج الدراسية للأطفال في سن الرابعة لتناسب من يعاني من مشاكل في النطق واللغة.
الأطفال يعانون من صعوبات في التعلم
وقد لاحظت هذه المدارس زيادة في عدد الأطفال الذين يواجهون هذه التحديات، ما صعّب عليهم التعبير عن احتياجاتهم، وتكوين الصداقات، والمشاركة في اللعب التفاعلي.
وقال مارتن أوليفر، كبير مفتشي “أوفستد”: “رغم أن هناك بعض التقدم الملحوظ في تعليم حصص القراءة المبكرة والرياضيات، لا تزال المدارس تواجه آثار الجائحة المستمرة، حيث يحاول العديد من الأطفال تعويض التعلم الذي فقدوه”.
وانتقد التقرير، الذي شمل 20 مدرسة ابتدائية، الطريقة التي تُطبق بها بعض المدارس مناهج المرحلة الأساسية الأولى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وسبع سنوات. وأشار إلى أن بعض الأطفال حُرموا من التعليم الأساسي بسبب تسارع المعلمين في إنهاء المنهج الدراسي.
وكشف التقرير أن العديد من الأطفال في الصف الأول كانوا صامتين وتركيزهم مشتت. كما أنهم بدوا محبطين.
ولاحظ المفتشون أن الأطفال الذين لا يخرجون كثيرًا ولا يجربون نشاطات جديدة في منازلهم ومع أسرهم غالبًا ما يجدون صعوبة في كتابة تقارير عن عطلتهم أو مشاركة تجاربهم خلال حصصهم المدرسية.
وقد دعت نقابات المعلمين إلى توفير مزيد من الدعم للمدارس لتمكينها من تقديم المساعدة للأطفال الذين يعانون من تأخر في مهارات التواصل. وأوضح جيمس بوين، مساعد الأمين العام للرابطة الوطنية لمديري المدارس، أن الأطفال الذين وُلدوا خلال فترة الجائحة تأثروا بشكل كبير بإغلاق المدارس، ما أثر سلبًا على تعليمهم المبكر.
وفي ختام التقرير، حذرت “أوفستد” من أن العديد من أساليب التعلم القائمة على اللعب في المدارس الابتدائية لا تقدم للأطفال الفرص اللازمة لتطوير مهاراتهم في حل المشكلات والتعاون. وذكرت أن هذه الأنشطة قد تشغل الأطفال بدنيًا، لكنها لا تساهم في تعزيز نموهم العقلي بالشكل المطلوب.
—————————————————————-
اقرأ أيضًا
مجالس محلية تطالب أولياء الأمور بدفع نصف تكلفة رعاية أطفالهم
أولياء أمور في بريطانيا يتفقون على حظر الهواتف الذكية على أطفالهم
لماذا تزداد أعداد الأطفال الذين يدرسون في المنزل في بريطانيا؟
الرابط المختصر هنا ⬇