دراسة: أدوية إنقاص الوزن قد تحسن صحة الكلى
أظهرت دراسة جديدة أن أدوية إنقاص الوزن يمكن أن تقلل من خطر تدهور وظائف الكلى، والفشل الكلوي، والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة تصل إلى 20%. وأشارت الدراسة إلى أن هذه الأدوية، التي تنتمي إلى فئة محفزات مستقبلات GLP-1، قد تقدم فوائد مهمة تتجاوز إدارة الوزن والسكر في الدم.
محفزات GLP-1 هي أدوية تساعد في خفض الوزن وإدارة مستويات السكر لدى مرضى السكري من النوع الثاني. كما أظهرت فوائدها في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى مرضى القلب. ومع ذلك، كان تأثيرها على صحة الكلى أقل وضوحًا حتى الآن.
نتائج الدراسة
نشرت الدراسة في مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology بعد تحليل 11 تجربة سريرية شملت أكثر من 85,000 مشارك. تضمنت الدراسة مرضى السكري من النوع الثاني وأشخاصًا يعانون من السمنة أو الوزن الزائد مع أو بدون مرض السكري.
- قللت الأدوية خطر الفشل الكلوي بنسبة 16% مقارنة بالدواء الوهمي (placebo).
- خفضت خطر تدهور وظائف الكلى بنسبة 22%.
- ساهمت في تقليل خطر الوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19%.
كما أكدت الدراسة الفوائد القلبية لهذه الأدوية، حيث قللت خطر الوفاة القلبية، والنوبات القلبية غير المميتة، والسكتات الدماغية بنسبة 14%. وانخفض معدل الوفاة لأي سبب بنسبة 13% لدى المرضى الذين تلقوا هذا العلاج.
تعليقات الباحثين
البروفيسور سونيل بادفي، الباحث الرئيسي وأستاذ مشارك في معهد جورج للصحة العالمية، أوضح: “نتائجنا تظهر لأول مرة أن محفزات GLP-1 تلعب دورًا رئيسيًا في الوقاية من الفشل الكلوي وأمراض الكلى المتقدمة. هذا يجعلها أداة حاسمة في علاج المرضى الذين يعانون من حالات طبية شائعة مثل السكري من النوع الثاني، الوزن الزائد، السمنة، أو أمراض الكلى المزمنة.”
وأضاف بادفي أن أمراض الكلى المزمنة تُعد من الحالات الصحية التقدمية التي تؤدي غالبًا إلى الفشل الكلوي وتتطلب الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى. وقال إن هذا المرض يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى ويزيد من تكاليف الرعاية الصحية.
تشير الإحصائيات إلى أن مرض الكلى المزمن يصيب حوالي 850 مليون شخص حول العالم، أي ما يعادل واحدًا من كل عشرة أشخاص. ويُعد المرض السبب العاشر للوفاة عالميًا، ومن المتوقع أن يصبح خامس أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة بحلول عام 2050.
انعكاسات على السياسات الصحية
البروفيسور فلادو بيركوفيتش، الباحث المشارك في الدراسة، أكد أهمية النتائج: “الدراسة تقدم دليلًا قويًا على الدور الذي يمكن أن تلعبه محفزات GLP-1 في مواجهة عبء الأمراض غير المعدية عالميًا.”
وأشار إلى أن هذه النتائج ستؤثر بشكل كبير على الإرشادات السريرية لإدارة أمراض الكلى والقلب. ودعا إلى تحسين وصول المرضى إلى هذه الأدوية لضمان استفادة الفئات التي تحتاجها.
شدد الباحثون على ضرورة تطبيق نتائج الدراسة في الممارسات السريرية لتحسين صحة المرضى عالميًا. وأكدوا أن توسيع نطاق الوصول إلى محفزات GLP-1 سيشكل خطوة محورية في معالجة الأعباء الصحية لأمراض الكلى والقلب.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇