انتقادات لكبير موظفي داونينغ ستريت الجديد لعلاقته بمجموعات ليبية ذات صلة مع روسيا
يتعرض كبير موظفي داونينج ستريت الجديد لانتقادات شديدة بسبب علاقته بمجموعات ليبية ذات صلة بروسيا.
زعم حزب العمال أن منصب مارك فولبروك في رئاسة موظفي داونينج ستريت لم يعد قابلًا للاستمرار؛ بعد اكتشافه وهو يذكر أنه قبل تعيينه حاول تغيير سياسة بريطانيا الخارجية من خلال ترتيب لقاء وزيرين في الحكومة مع فتحي باشاغا، وهو سياسي ليبي له صلات بمجموعة فاغنر الروسية.
موظف بالداونينغ ستريت له علاقة بشخصيات ليبية ذات صلة مع روسيا
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة الغارديان وصحيفة سانداي تايمز في وقت سابق أن فولبروك بصفته الرئيس التنفيذي لاستراتيجيات فولبروك رتب مجيء باشاغا إلى لندن في يونيو، حيث التقى وزير الأعمال آنذاك كواسي كوارتنج ووزير التربية ناظم الزهاوي.
لم يسجل أي من الوزراء الاجتماعات التي يبدو أنها تستهدف إقناع الحكومة البريطانية بتبني سياسة الحياد الواسع في ليبيا ودعم باشاغا.
بعد فترة وجيزة من زيارة باشاغا إلى لندن، عقدت لجنة اختيار الشؤون الخارجية جلسة استثنائية غير مثبتة عبر القمر الصناعي معه.
وكانت الجلسة غير عادية البتة؛ نظرًا إلى أن اللجنة لم تكن تُجري تحقيقًا في ليبيا في ذلك الوقت، ولا يبدو أنها مرتبطة بأي عمل من أعمالها الأخرى، ومنحت باشاغا إلى حد كبير منبرًا للضغط من أجل الحصول على الدعم البريطاني.
كما أن أعضاء اللجنة الذين حضر القليل منهم الجلسة بالكاد طعنوا في ادعاء باشاغا بأنه رئيس الوزراء الشرعي لليبيا.
يُذكَر أن ليبيا منقسمة على نطاق واسع بين طرفين: أحدهما في طرابلس ويعتمد على الدعم التركي ويقوده عبد الحميد دبيبة، والآخر مقره في الشرق ويعتمد على دعم روسيا والإمارات العربية المتحدة.
دخل باشاغا -قبل زيارة لندن- طرابلس متوقعًا وصوله إلى إثارة انتفاضة في دعمه، ومع ذلك فقد أُجبر على التراجع بسرعة بعدما أخفق وميليشياته في دخول طرابلس.
كان باشاغا قد شكَّل تحالفًا منفردًا، ليس فقط مع المتحدث القوي لمجلس النواب الليبي عقيلة صالح، بل كذلك مع رجل شرق ليبيا العسكري القوي خليفة حفتر، وهو رجل متهم بارتكاب جرائم حرب.
فرضت القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة حفتر حصارًا دمويًّا على طرابلس في 2019-2020 بدعم الآلاف من مرتزقة مجموعة فاغنر التابعة للكرملين. لم يُهزم الحصار الوحشي والمدمّر اقتصاديًّا إلا عندما تدخلت تركيا لتوفير التدريب والمُعَدات العسكرية للقوات العسكرية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد دبيبة.
شخصيات ليبية تابعة لروسيا
وجاء ادعاء باشاغا رئاسة وزراء ليبيا نتيجة تصويت على قرار الثقة الصادر عن مجلس النواب وتوصية أعضاء المجلس الأعلى للدولة. ويزعم مجلس النواب أن دبيبة كان ينبغي له أن يتنحى بعد أن كان مستحيلًا إجراء الانتخابات كما كان مخططًا لها في ديسمبر.
والتقت سفيرة بريطانيا في ليبيا كارولين هورندال باشاغا بنفسها، لكن بريطانيا تبنت موقفًا محايدًا على نطاق واسع، ويركز على ضرورة اتفاق الطرفين على شروط الانتخابات الوطنية.
وسبق لكوارتنج أن دافع عن حفتر وكتب كتابًا يدعو فيه بريطانيا إلى دعم الرجل القوي. وقد فعل ذلك بعد زيارة ليبيا، حيث التقى حفتر بالاشتراك مع ليو دوشيرتي الذي يشغل الآن منصب وزير الخارجية المسؤول عن أوروبا.
دافع فولبروك عن نفسه قائلًا: إنه شخص محايد تجاه السياسة الليبية، لكن 9 دول على الأقل -وهي: إيطاليا وفرنسا والإمارات وروسيا وتركيا وألمانيا ومصر وقطر وتونس- لها مصلحة مباشرة في ليبيا.
وفي رسالة مشتركة إلى ليز تراس، حذرت نائبة زعيم حزب العمال أنجيلا راينر ووزير خارجية الظل ديفيد لامي، رئيسة الوزراء من أن “استمرار وجود فولبروك لا يُشكِّل خطرًا أمنيًّا محتملًا فحسب، بل يمثل تهديدًا مستمرًّا لمصداقية وآفاق “دبلوماسية بريطانيا والمعايير الأخلاقية في الحكومة”، وصرَّحا قائلَين: “لا مكان في الرقم 10 لفولبروك”.
وبهذا الصدد يدعو حزب العمال إلى إجراء تحقيق كامل ومستقل في الحادث وأثره في دبلوماسية بريطانيا، فضلًا عن الأخلاق واللياقة في الحكومة. وهذا يشمل دور وسلوك الوزراء والمسؤولين في تسهيل زيارة باشاغا والمشاركة اللاحقة في انتهاك واضح للموقف الدبلوماسي البريطاني الراسخ، فضلًا عن فشل التدقيق والعملية في داونينج ستريت.
جدير بالذكر أن ليز تراس لم تعيِّن مستشارًا للأخلاقيات بشأن القانون الوزاري، لذلك قد لا يجري التحقيق رسميًّا في مدى ملاءمة اجتماعات الوزراء التي تتعارض مع السياسة الخارجية الرسمية لبريطانيا.
اقرأ أيضًا:
ليز تراس تضع قواعد صارمة للباس الموظفين في داونينغ ستريت
جونسون يحضّر لإرسال منسق حفلات داونينغ ستريت سفيرا إلى الرياض
الرابط المختصر هنا ⬇