خُطّة رمضان
فرض الله سبحانه وتعالى علينا صيام رمضان وحتى على الأمم التي من قبلنا من أجل حكم ٍكثيرةٍ و من أجلِ أن يعلّمنا التخطيط في حياتنا سواء قبل رمضان أم أثناء استقباله أوحين أدائه أو بعد الانتهاء منه كذلك!
لذلك كان من اللازم أن نعلم أنَّ سبب الصيام الأول و الأجلِّ و الأوحد هو تحقيق حقيقة التقوى وتسيير النفس بالتخطيط السليم لحياتها و معادها
وألّا نكون ممن قال الله فيهم ( يقول يا ليتني قدّمت لحياتي) [سورة الفجر : 24]
لذلك حري بكلّ شخص حسب ظروفه و معطياته رجلًا كان أو امرأة في الشرق أو الغرب .. أن يضعَ خطةً لنفسه في كلّ رمضان وأن يبني عليها ما سيكون من أيّامه وتزكية نفسه وحياته جُلّها
فرمضان هو مدرسة إيمانية لا تحتمل العبور من دون الاستزادة منها ومن فضائلها
وتكثر الرسائل و الكتابات حول كيفية استثمارِ المرأة والرجل لرمضان ولا بأس أن نأخذ بالقليل منها و نركّز عليه لنحظى بنتيجة وهدف مرجوّ .. أساسه هو قوله تعالى في آية الصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة : 183]
خير من أن تكثر علينا المشاريع والأهداف فلا نعرف من أين نبدأ وأين ستنتهي !
فخلال رمضان عليك بـ:
أولًا: الدعاء
لنخطط لأنفسنا و في دعائنا و بالذات الساعات الذهبية و التي لا يفوّتها على نفسه عاقل أن نركّز على تحقيق أهداف معينة نحن نسعى لها و نريدها من الله بقلب خاشع مكسور و جبين مرفوع بين يديه سبحانه
ثانيًا: الصدقة
التخطيط لحياتك الأخروية و تحويل المال الذي تملكه هنا بين يديك لتجده أمامك كما قال تعالى: ( يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بَنُونَ إلا مَن أتى الله بقلبٍ سليمٍ) [الشعراء : 88-89]
خطط لأن يكون لديك أنواع من الصدقات و الأُعطيات المالية و الحسّية التي لا تكلفك شيئًا والتي لا يُعذر بتركها أحد حين أقام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الحجة فقال (اتقوا النار ولو بشق تمرة) فهل منّا من يعجز عن ذلك الشِق ؟
ثالثًا: صفاء القلوب
خطط ليصفو قلبك و علاقاتك مع الآخرين وأن تكون علاقتك واضحة صافية مع الله سبحانه وتعالى أولًا و خاصةً .. ثمّ مع عباده عامةً ..
وأنت تناجي و تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وتدعوه (اللهمّ إنّك عفوٌ كريمٌ تحبُّ العفو فاعف عني)
خطط ألّا تبحث كثيرًا أو تسأل كثيرًا .. بل فكّر كيف تمضي كثيرًا في فعل الخير وفي العطاء وفي التسامح وفي كلّ ما يحبّه الله دون سواه
رابعًا: القرآن
خطط لتجديد علاقتك وصحبتك مع كتاب الله العزيز الذي طالما قرأناه فوجدنا فيه من الخيرات و العجائب ما تتجدّد كلّ مرة ونحن نقرأ ونتدبر آياته ومعانيه وكما قال تعالى : {خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين : 26]
فليكن لك خطة في القراءة بعد الصلوات أو في وقت السحر أو بعد صلاة الفجر ،، و آناء الليل وأطراف النهار بحيث لا ينتهي رمضان إلا وقد كان لديك حصاد عظيم وجمع كبير من الحسنات وكما قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ( مَن قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)
نحن أمة التخطيط و ترتيب الأفكار و استباق الزمن و التقديم للنفس خاصةً في مواسم العطاء و هبوب الخيرات
كتبني الله وإياكم من سعداء الدنيا و الآخرة.
و تقبل الله منا و منكم صيامنا و ختماتِ قرآننا و صالح الأعمال و أخلصها
اقرأ المزيد
كيف تحتضن الأندية الرياضية البريطانية اللاعبين المسلمين خلال شهر رمضان؟
أفضل المطاعم التي تقدم وجبة الإفطار في بريستول في رمضان 2022
هل يستطيع الطلبة المسلمون في بريطانيا مغادرة الفصول للصلاة في رمضان؟
الرابط المختصر هنا ⬇