خطط إصلاح اللجوء تثير الذعر بين اللاجئين في بريطانيا… وسوري يقدّم شهادة مؤلمة
“أطفالي دائمًا يسألونني: هل سيتم ترحيلنا؟ هل سنتمكن من البقاء هنا؟” بهذه الكلمات عبّر فاتح شعبان، اللاجئ السوري المقيم في كانتربري، عن القلق العميق الذي يساوره بعد إعلان الحكومة البريطانية خططها لإصلاح قوانين اللجوء. وأضاف: “أصعب ما في الأمر أنني لا أملك إجابات لأسئلتهم”.
وصل شعبان مع أسرته إلى بريطانيا في نوفمبر 2022 بعد أن حصل على وظيفة كباحث جامعي، ويخشى أن “تدمر هذه الإصلاحات كل ما بناه منذ قدومه”. ومع إعلان حزب العمال عن خطط لجعل وضع اللاجئ مؤقتًا وخاضعًا للمراجعة كل 30 شهرًا، يقول لاجئون في جنوب شرق إنجلترا إنهم “يعيشون في حالة قلق مستمرة”.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: “لقد أوضحت وزيرة الداخلية أن الحصول على الإقامة الدائمة ليس حقًا، بل امتيازًا يجب كسبه من خلال المساهمة والاندماج”.
التهديد المستمر لأطفال أكاديمي سوري وسط تغييرات بريطانية جديدة

الدكتور فاتح شعبان، الأكاديمي السوري المطرود والمصنّف من قبل سلطات الأسد كـ”مجرم”، قال إن مجتمع كانتربري كان “مرحبًا جدًا” به وبعائلته، لكنه أشار إلى أن “المقترحات الجديدة خلقت حالة من عدم اليقين تؤثر على كل تفاصيل حياتنا”.
ويعبر شعبان، قبل كل شيء، عن قلقه على أطفاله الأربعة. فابنته الكبرى تدرس لشهادة GCSE، بينما تأمل ابنته البالغة من العمر 10 سنوات – والتي يصفها والدها بأنها “قاموس العائلة” – في الالتحاق بإحدى المدارس التخصصية. وقال: “إذا غادرنا بريطانيا الآن، أعتقد أن مستقبل أطفالي سيكون مهددًا”.
ويشير شعبان إلى أن ديسمبر يمثل مرور عام على سقوط بشار الأسد، لكنه يؤكد أن سوريا “ليست آمنة بعد”. فالاشتباكات الدامية تتواصل بشكل منتظم، فيما لا تزال العديد من المستشفيات والمدارس والمنازل مدمرة بعد 13 عامًا من الحرب.
وكان الدكتور شعبان مطلوبًا لدى أجهزة الأمن، وسُلبت ممتلكات أسرته بعد أن صنف كـ”مجرم” لرفضه العودة إلى سوريا للعمل تحت نظام الأسد. وكان يأمل أن يؤدي سقوط الأسد إلى استعادة حقوقه، لكنه يشير إلى أن الحكومة الجديدة لم تؤكد ذلك بعد.
وفقد شعبان اثنين من إخوته خلال الحرب، ويتوق لزيارة قبورهم بعد أن فاتته جنازاتهم. وقال: “آمل أن أتمكن يومًا ما من العودة إلى سوريا لإعادة بناء بلدي، لكن التحديات لا تزال كثيرة”.
خطط الحكومة البريطانية لجعل وضع اللاجئين مؤقتًا تزيد من حالة القلق النفسي والاجتماعي بين اللاجئين الذين بدأوا في بناء حياتهم في بريطانيا بعد سنوات طويلة من المعاناة.
في ظل هذه الظروف، يصبح استقرار الأطفال والعائلة وقدرتهم على التخطيط لمستقبلهم أمراً بالغ الأهمية، كما يتطلب الأمر وجود آليات واضحة لحماية الحقوق الإنسانية والقانونية للاجئين السوريين وغيرهم على حد سواء. أي تجاهل لهذه الجوانب قد يؤدي إلى آثار اجتماعية ونفسية واسعة، ويؤثر على اندماج اللاجئين في المجتمع البريطاني بشكل كامل.
المصدر : بي بي سي
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
