خطة حكومية تهدد تدريب الممرضين البريطانيين وتزيد اعتماد NHS على الكوادر الأجنبية

أقدمت الحكومة البريطانية على تجميد المنح المقدَّمة للجامعات لتغطية التكاليف المرتفعة لتدريب الكوادر الطبية، ما يُعد خفضًا فعليًّا في التمويل عند احتساب معدلات التضخم. هذه الخطوة التي تم اتخاذها بهدوء، تُنذر بتداعيات خطيرة على قدرة هيئة الصحة الوطنية (NHS) في إنجلترا على تقليص اعتمادها على العمالة الأجنبية، وهو ما يتعارض مع تعهدات الحكومة السابقة.
الجامعات تدق ناقوس الخطر

في الوقت الذي تكافح فيه الجامعات البريطانية للإبقاء على برامج التمريض قائمة، كشفت الأبحاث عن قيام العديد من المؤسسات الأكاديمية بخفض أعداد المحاضرين لتقليل النفقات. وفي ظل تجميد التمويل، تواجه هذه الجامعات أزمة قد تهدد استمرارية الدورات الطبية، خاصة في مجالات التمريض، والقبالة، والمهن الصحية المساعدة مثل المسعفين وأخصائيي الأشعة والمعالجين المهنيين.
تحذيرات من انهيار مسار التمريض الجامعي
حذرت باتريشيا ماركيز، المديرة التنفيذية للكلية الملكية للتمريض في إنجلترا، من أن القرار قد يكون كارثيًا، مؤكدة أن “تجميد التمويل يعني فعليًا خفضًا حقيقيًا، مما سيؤدي إلى خسائر إضافية في الوظائف وتهديد مباشر للجدوى المالية لدورات التمريض”. وأضافت أن البرامج الجامعية تمثل المسار الأكبر لدخول مهنة التمريض، مطالبة بإطلاق تمويل إضافي لمواجهة ارتفاع التكاليف وضمان استمرارية هذه البرامج.
ضغوط على التدريب المهني وتراجع في الخطط الوطنية
بدورها، انتقدت فيفيان ستيرن، المديرة التنفيذية لاتحاد جامعات المملكة المتحدة، الخفض، مشيرة إلى أنه “سيزيد من صعوبة الوضع الحالي” وسيؤثر سلبًا على قدرة البلاد في تدريب كوادرها الصحية. ولفتت إلى أن هذا الإجراء، بالإضافة إلى تقليص تمويل برامج التدريب المهني (Apprenticeships)، سيُقوض جهود تطوير القوى العاملة الصحية على المدى الطويل.
أهداف حكومية متناقضة
على الرغم من أن وزيرة التعليم، بريجيت فيليبسون، أكدت في رسالتها إلى مكتب الطلاب (OfS) ضرورة إعطاء الأولوية لدورات التمريض باعتبارها ذات أهمية استراتيجية، إلا أن تخصيص التمويل لم يكن كافيًا لتجنّب خفض فعلي في التمويل. وفي الوقت ذاته، استهدفت فيليبسون منحًا مخصصة لتخصصات أخرى مثل الإعلام والصحافة، واصفة بعضها بـ”الشهادات التافهة”.
اتهامات بعدم الجدية في خفض الهجرة
انتقدت لورا تروت، وزيرة التعليم في حكومة الظل، هذه الإجراءات معتبرة أنها تُثبت عدم جدية الحكومة في خفض الهجرة، وقالت: “في الوقت الذي ينبغي أن نُدرب فيه مزيدًا من البريطانيين ليصبحوا ممرضين، قامت الحكومة بخفض منح الجامعات وألغت تقريبًا جميع برامج التدريب المهني المتقدم، ما تسبب في فجوة تُقدَّر بـ11,000 وظيفة ضمن خطة القوى العاملة في NHS”.
رأي منصة “العرب في بريطانيا – AUK”
ترى منصة “العرب في بريطانيا – AUK” أن القرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة بتجميد التمويل المخصّص لدورات التمريض تُمثل خطرًا مزدوجًا على مستقبل الكوادر الطبية البريطانية وعلى قدرة NHS في الاعتماد على كوادر وطنية مستقرة. ويُعد هذا القرار تناقضًا صريحًا مع الوعود الانتخابية للحكومة بإنهاء الاعتماد على العمالة الأجنبية.
وإذ تدعو المنصة إلى إعادة النظر في هذه السياسة، فإنها تُشدد على أهمية دعم الجامعات البريطانية لتأدية دورها الحيوي في تأهيل الكفاءات الطبية محليًا، وترى أن المساس ببرامج التدريب الصحي سيُؤدي إلى نتائج عكسية تؤثر سلبًا على جودة الرعاية الصحية وتزيد من أعباء الهجرة غير المنضبطة. كما تُشجع على تعزيز الشفافية في مخصصات الإنفاق العام ومراعاة التوازن بين أولويات الدفاع والصحة والتعليم.
المصدر: التلغراف
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇