العرب في بريطانيا | وثائق الغارديان تكشف عن الحياة الماجنة التي كان...

1445 شوال 11 | 20 أبريل 2024

وثائق الغارديان تكشف عن الحياة الماجنة التي كان يعيشها سيف الإسلام القذافي!

وثائق الغارديان تكشف عن الحياة الماجنة التي كان يعيشها سيف الإسلام القذافي!
فريق التحرير July 22, 2022

في حفلة قيل إنها أروع حفلة في منتجع بونتا ديل إيستي الفخم في الأوروغواي، وفر منظم الحفلة لزبونه الخاص جدًّا “سيف الإسلام القذافي” جوًّا ماجنًا من موسيقى حية وألعاب نارية وعارضات يسبحن في المسبح! إلا أن نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لم يُفضِّل الألعاب النارية. 

كشفت وثائق صحيفة الغارديان عن بعض تفاصيل المجون في حياة سيف الإسلام القذافي التي أفادت إحداها تخصيص 34.300 دولار للمنظِّم الذي طُلب منه إيصال خروف مشوي كامل كل يوم إلى فيلا الحفلة -بين 30 ديسمبر 2006 و6 يناير 2007- التي أقام فيها نجل معمر القذافي ورفاقه قادمًا من جنوب إفريقيا.

لدى سيف الإسلام القذافي أسباب للاحتفال طبعًا، إذ إنه كان الوريث الظاهر لدكتاتورية والده معمر القذافي ووجهها الدولي المقبول؛ فهو من كان يقود المفاوضات مع بريطانيا بشأن تفجير لوكربي. في حين أطلق عليه المنتدى الاقتصادي العالمي لقب “القائد العالمي الشاب” حيث كان يدرس في وقت فراغه الدكتوراه في كلية لندن للاقتصاد.

 

 

وتوجد الآن مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني والوثائق التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان وموقع الأخبار البريطاني “Tortoise Media” تسلط الضوء على أنشطة الحاكم المحتمل في وقت كان يدخل فيه الحياة العامة ويقود تقاربًا مع الحكومات الغربية.

تقدم المراسلات بين سيف ورفاقه لمحة نادرة عن قلب نظام القذافي خلال فترة محورية في علاقة ليبيا ببريطانيا.

استمر سطوع نجم النجل والحاكم الليبي المحتمل أربع سنوات أخرى إلى أن اندلعت الحرب الليبية الأولى مدفوعة بالانقلاب على نظام والده “الكليبتوقراطي” (حكم اللصوص) الذي أسفر عن إعدام معمر القذافي، ثم القبض على سيف الذي اختفى بعدها عن الأنظار.

 

Protest In Libya Against The Candidacy Application Of Saif Al-islam Al-gaddafi And Khalifa Haftar
من أرشيف وكالة الأناضول – احتجاجات ضد ترشح سيف الإسلام القذافي للإسلام (Anadolu Images)

 

بعد عشر سنوات خرج سيف الإسلام القذافي من ظلمات الأسر في معقل المتمردين في الزنتان مرتديًا لباسًا أمازيغيًّا محليًّا ليعلن ترشحه للرئاسة. ووقَّع على أوراق ترشيحه بيده المصابة بسبب الضربات الجوية التي أطاحت بنظام والده. وقد أرجأت الخلافات الحاصلة بين القبائل المتنافسة الانتخابات، ما أثار موجة من الاحتجاجات هذا الشهر.

ومن جهة أخرى تضغط الأمم المتحدة من أجل الاتفاق على موعد جديد للانتخابات التي من المتوقع أن يمنح فيها عدد من الليبيين أصواتهم لسيف الإسلام. ويتوق الليبيون إلى الاستقرار النسبي الذي ساد حكم القذافي؛ لأنهم عانوا فترة طويلة من صدمة الحرب الأهلية بين القبائل الحاكمة.

“لقد كانت رحلة طويلة”! هكذا صرح سيف الإسلام القذافي قائلًا للصحفيين في نوفمبر الماضي عندما أعلن حملته: عليك أن تعود ببطء وببطء!

 

 

سيف الإسلام القذافي متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

وعلى الرغم من ملامح دعم الشعب الليبي، فإن هناك بعض العقبات أمام نجل القذافي، حيث من المقرر أن يمثُل سيف الإسلام أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية (جرائم القتل والاضطهاد التي نفذتها قوات الأمن باسمه خلال الحرب)، ما يثير تساؤلات كبيرة حول شرعيته للمنصب.

وعندما انتقل سيف الإسلام القذافي إلى لندن في عام 2002، تشكَّل فريق من المسؤولين والعناصر التمكينية لإدارة شؤونه. إذ تعاملت شركة الاستثمار الأجنبي الليبية (LFIC) في لندن مع الأمور الإدارية، في حين أدار الأنشطةَ غير الدراسية مجموعةٌ من الشباب الليبي، ومنهم فيصل الزواوي -منظم حفلة بونتا ديل إستي الماجنة- الذي كان عضوًا في ذلك الوقت مع الاتحاد الليبي لكرة القدم.

وكانت أوروغواي مجرد وجهة واحدة من بين الوجهات التي حط فيها سيف الإسلام القذافي. وكان الزواوي يتعامل مع السفن في البحر الأبيض المتوسط، والنوادي في منطقة البحر الكاريبي، وطائرة خاصة ويتصل بالعارضات!

وفي عام 2003 بعد قبول معمر القذافي تبعات تفجير لوكربي (الطائرة الأمريكية التي انفجرت فوق قرية لوكربي الاسكتلندية) وتحمل المسؤولية بدفع تعويضات لأسر الضحايا، ركز نجله سيف الإسلام جهوده على الإفراج المبكر عن عبد الباسط المرغي -أحد الرعايا الليبيين المتهمين بالتفجير- لأسباب صحية تتمثل في إصابته بسرطان البروستاتا، وذلك بإنشاء موقع لحملة الإفراج عن هذا الأخير (www.justiceformegrahi.com) والضغط على الصحفيين والأطباء لتفرج عنه المحكمة الاسكتلندية، حتى إن الوثائق أشارت إلى خطاب أرسله سيف الإسلام إلى الوزير الأول الاسكتلندي ألكس سالموند يُعرب فيه عن شكره وامتنانه للتعاون معهم على إطلاق سراح المرغي.

 

وثائق الغارديان تكشف عن الحياة الماجنة التي كان يعيشها سيف الإسلام القذافي!
وثائق الغارديان تكشف عن الحياة الماجنة التي كان يعيشها سيف الإسلام القذافي!

 

لهذا السبب يُلقَّب سيف الإسلام برجل المفاوضات والوحيد الذي يتعامل مع الحكومة البريطانية، وخصوصًا أنه متمكن جدًّا من اللغة الإنجليزية وذو طلعة بهية.

وبعد اندلاع الحرب في ليبيا بأسبوعين وعد سيف الإسلام بالقتال إلى آخر رمق وحتى آخر رصاصة، ما جعل المنتدى الاقتصادي العالمي يقطع علاقته به.

ويبدو أن الزواوي -مساعد سيف الإسلام- بدأ حينها شراء المعدات الحربية من مجموعة ابن جبر الإماراتية بقيمة 23.8 مليون يورو من المركبات العسكرية. لكن الزواوي كان يبحث عن منفذ له في نفس الوقت، حيث أجرى اتصالاته حول شراء شقق وسط لندن، ولاحقًا وسط مدينة دبي.

بعد أيام قليلة من تلقي المعدات الحربية، ابتعد الزواوي عن هذا الموضوع وأصبح شاهدًا متعاونًا في القضية المرفوعة ضد سيف في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي! وشكل علاقات مع المجلس الوطني الانتقالي الذي سيطر على طرابلس بعد الثورة. في النهاية خان الزواوي سيف الإسلام القذافي بإخباره أحد كبار أعضاء المجلس أن نجل الديكتاتور كان قريبًا من النيجر وطلب من الطبيب علاج يده المشوهة.

 

المصدر The Guardian

 


 

اقرأ المزيد

فضيحة وثائق أوبر.. قادة ومسؤولون أوروبيون متورطون في مساعدة الشركة

وثائقي لبي بي سي يظهر مقاطع فيديو لم يسبق عرضها من حياة الملكة إليزابيث

وثائق: وزارة الداخلية هددت طالبي لجوء بالترحيل بسبب جرائم مزعومة لم يرتكبوها