حكومة ليز تراس تتهاوى.. وبريطانيا تتجه نحو نفق مظلم
يبدو أن حكومة ليز تراس أصبحت على شفير الهاوية وسط تحركات كبار الأعضاء في حزب المحافظين؛ لمناقشة طريقة سريعة للإطاحة بها، وإنقاذ الحزب بعد تراجع معدل التأييد له ولرئيسة الوزراء شخصيًّا.
جلسة مصيرية!
ولا يصعب استشفاف مدى الورطة التي تغرق فيها تراس إلى الحدّ الذي اعتُبرت فيه جلسة المساءلة التي واجهتها أمام مجلس العموم الأربعاء 19 أكتوبر حاسمة بشأن مستقبلها السياسي، ولا سيما بعد الإقالات والتعيينات والتخلّي عن ميزانيتها والتنصل من المسؤولية.
وبالفعل صدحت أصوات حزب العمال المعارضة في آذان حزب المحافظين خلال جلسة المساءلة، وواجهت ليز تراس سيلًا من الأسئلة الساخنة من السير كير ستارمر الذي يعارض التحولات والتقلبات التي تشهدها حكومتها.
ولكن تراس لم تواجه السيناريو الكابوس المتمثل في تنديد نواب حزب المحافظين بها أو دعوتها علانية إلى الاستقالة، إذ إن بعضهم ما زال متفائلًا بشأن إنقاذها لمنصبها من خلال “الخطة المالية المتوسطة الأجل” المقرر الإعلان عنها في 31 أكتوبر.
حكومة ليز تراس تتهاوى!
وبعد ساعات من اعتذار رئيسة الوزراء أمام مجلس العموم لارتكابها أخطاء في الميزانية المصغرة، خرجت وزيرة الداخلية البريطانية سوالا برافرمان لتعلن استقالتها بعد إرسال وثائق رسمية من بريدها الإلكتروني الشخصي، في خرق واضح للقواعد الأمنية الحكومية.
وفي خطاب الاستقالة قالت برافرمان: إنها تتحمل مسؤولية الخطأ الذي ارتكبته، وأكدت أن لديها “مخاوف جدية” إزاء التزام الحكومة باحترام التعهدات التي قدمتها للناخبين في الانتخابات الأخيرة.
ولكن أحد الوزراء قال: إن برافرمان تفتقر إلى المصداقية، وإنها تحاول إنقاذ سمعتها من خلال إخفاء انتهاكها للقواعد الحكومية وإظهار استقالتها على أنها نتيجة للخلافات السياسة.
وبهذا الصدد قال مصدر في داونينغ ستريت لموقع “آي نيوز”: إن ليز تراس لن تخاطر بسمعتها مثلما فعل بوريس جونسون عندما سمح لوزيرة الداخلية في حكومته بريتي باتيل بالبقاء على الرغم من إدانتها بخرق القانون الوزاري والتنمر على موظفيها.
وفي وقت لاحق عينت تراس جرانت شابس- الذي كان يشغل منصب وزير النقل في حكومة بوريس جونسون- وزيرًا للداخلية على الرغم من معارضته الصريحة لها، والتحذيرات من أن أيامها في داونينغ ستريت باتت معدودة!
هذا وانضم اللورد ديفيد فروست وزير “بريكست” السابق إلى قائمة أعضاء البرلمان في حزب المحافظين الذين يطالبون رئيسة الوزراء بالاستقالة، ولكن النواب المتمردين لم يحلوا مشكلتهم الأساسية، وهي الإخفاق في العثور على خليفة لتراس يمكنه جذب دعم واسع عبر الحزب.
يُذكَر أنه بموجب قواعد الحزب تتمتع تراس بالحماية من التصويت بحجب الثقة عن قيادة الحزب مدة عام، لكن من الممكن تغيير تلك القاعدة!
السير كير ستارمر ينتقد سياسات حكومة ليز تراس أمام مجلس العموم (يوتيوب)
اقرأ أيضًا:
استقالة وزيرة الداخلية في بريطانيا سويلا بريفرمان دون تحقيق حلمها بترحيل المهاجرين
بنك إنجلترا يصدر بيانا ينتقد فيه قرارات حكومة ليز تراس التي أدت لانخفاض قيمة الباوند
بدء توزيع الحقائب الوزارية.. من هم أعضاء حكومة ليز تراس الجديدة؟
الرابط المختصر هنا ⬇