حكومة ستارمر تتجه لاتخاذ قرارات اقتصادية صعبة على المواطنين
حذر مسؤول بارز في حكومة ستارمر من أن مزيدًا من الصعوبات الاقتصادية قد تكون بانتظار المواطنين، بالتزامن مع استعداد الحكومة لتطبيق قيود صارمة على الإنفاق العام، وهي إجراءات يرى بعض النواب والناشطين أنها قد تفاقم أزمة تكلفة المعيشة.
وفي هذا السياق قال بات ماكفادن، مسؤول مكتب مجلس الوزراء، يوم الأحد: على الناخبين الاستعداد لتحمل قرارات حكومية أخرى صعبة، بالتزامن مع خطاب ستارمر الذي سيتهم فيه المحافظين بتحويل البلاد إلى “خراب وأنقاض”.
حكومة ستارمر تتخذ إجراءات اقتصادية
وقد تعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات شديدة؛ نتيجة قرارها الذي يقضي بإنهاء مدفوعات الوقود الشتوية لملايين المتقاعدين، مع تحذيرات نواب حزب العمال من أن هذا القرار قد يؤدي إلى معاناة أكثر الفئات ضعفًا في البلاد من “شتاء قاسٍ”.
وتواجه الحكومة ضغوطًا لإنهاء حد دعم الأسرة المعيلة لطفلين فقط، وتمديد صندوق دعم الأسر بقيمة مليار باوند، الذي من المقرر أن ينتهي في أيلول/ سبتمبر.
ولكن ماكفادن أشار إلى أن ستارمر ووزيرة المالية راشيل ريفز، من غير المرجح أن يعيدا النظر في هذه القرارات خلال الأشهر المقبلة.
وأكد مسؤول مكتب مجلس الوزراء في حديثه مع “سكاي نيوز” على ضرورة اتخاذ قرارات صعبة؛ لضمان السيطرة على وضع المالية العامة، مشيرًا إلى العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخفاق في ذلك.
وفي تصريحات أخرى لوسائل الإعلام، أكد ماكفادن أن الحكومة بدأت بالفعل مسار التغيير في هذا البرلمان، وأن مزيدًا من التغييرات ستأتي في السنوات المقبلة.
يُذكَر أن وزيرة المالية الحالية راشيل ريفز، قد ألقت خطابًا في تموز/ يوليو الماضي، اتهمت فيه الحكومة السابقة بترك فجوة مالية في الموازنة العامة بقيمة 22 مليار باوند.
وأوضحت أن هذه الفجوة هي السبب وراء قرارها الذي يقضي بتخصيص مدفوعات الوقود الشتوية للمستفيدين من ائتمان المعاشات التقاعدية فقط، وإلغائها بالكامل لنحو عشرة ملايين متقاعد، ومن المتوقع أن يعاود ستارمر طرح هذا الموضوع في خطابه المقبل الذي سيلقيه غدًا الثلاثاء.
إرث صعب
ويرى كبار شخصيات حزب العمال أن لديهم فرصة محدودة لتحميل الحكومة السابقة تبعة قرارات الحكومة الحالية التي لم تلقَ شعبية، ومن هذه القرارات إطلاق سراح المجرمين غير العنيفين من السجون بعد قضاء 40 في المئة فقط من مدة عقوبتهم؛ لتخفيف الضغط على السجون، وهي خطوة سيبدأ تنفيذها الشهر المقبل.
ومع عودة نواب حزب العمال إلى وستمنستر بعد العطلة الصيفية، يواجه كل من رئيس الوزراء ووزيرة المالية ضغوطًا متزايدة؛ للتراجع عن بعض قراراتهما الاقتصادية، مثل تخفيضات مدفوعات الوقود الشتوية، وقرار عدم إنهاء حد استحقاق الإعانة لطفلين فقط.
وفي تصريحات لصحيفة “الغارديان”، حذرت نائبة حزب العمال عن وسط يورك، راشيل ماسكل، من أن هذه التخفيضات قد تسبب معاناة كبيرة “لأكثر الفئات ضعفًا في فصل الشتاء” وردًّا على ذلك، دافع بات ماكفادن عن قرار تقييد مدفوعات الوقود الشتوية، مشيرًا إلى أن ائتمان المعاشات وضمانة الزيادة الثلاثية للمعاشات سيساعدان في تخفيف المعاناة عن المتقاعدين الفقراء.
وأشار إلى أن ضمانة الزيادة الثلاثية تعني أن المعاشات ستزيد بما يتماشى مع أعلى نسبة بين التضخم الاستهلاكي ونمو الأجور، أي 2.5 في المئة.
وحث ماكفادن المتقاعدين المؤهلين للحصول على ائتمان المعاشات على الاستفادة منه، منوِّهًا بأهمية حماية المعاشات خلال فترة هذا البرلمان رغم القرارات الصعبة المتخذة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيَّضا
الرابط المختصر هنا ⬇