حق التصويت في الانتخابات يعود لملايين البريطانيين في الخارج
سيستعيد أكثر من 3 ملايين بريطاني، ممن يقيمون في الخارج منذ أكثر من 15 عامًا، حق التصويت في جميع الانتخابات في المملكة المتحدة، ابتداء من يوم الثلاثاء. ويأتي هذا القرار بعد انتهاء فترة الـ15 عامًا التي كانت تقيِّد حق التصويت للمقيمين في الخارج، والتي تمثل نهاية عقدين من الوعود الحكومية المتعاقبة.
وفي ضوء هذا التطور، يُفتَح الباب أمام ملايين آخرين للحصول على حق التصويت، ما يعزز مشاركتهم في الانتخابات العامة المقبلة، التي لم يُحدِّد موعدَها بعد رئيسُ الوزراء ريشي سوناك.
وأكدت مجموعة الحملة البريطانية في أوروبا أن هذا التغيير يضع المملكة المتحدة على خطى الديمقراطيات الكبرى الأخرى، إذ يُسمح فيها بحق التصويت مدى الحياة، بخلاف الوضع السابق.
حق التصويت في الانتخابات يعود لملايين البريطانيين في الخارج
وتعليقًا على هذا القرار التاريخي، صرحت رئيسة المجموعة، جين جولدينج: “يُعَد التصويت حقًّا أساسيًّا للمواطنين بصرف النظر عن مكان إقامتهم، ويمثل هذا التغيير تحولًا تاريخيًّا في سياق الامتيازات الانتخابية في المملكة المتحدة، وذلك بعد سنوات من الجهود المستمرة، ويشمل ذلك جهود الناشط البارع هاري شيندلر الذي فارق الحياة للأسف قبل أن يستفيد من هذا القرار ويمارس حقه في التصويت”.
وفي سياق الانتخابات البرلمانية، يُسمح للناخبين المهتمين بالتسجيل في آخر دائرة انتخابية سجلوا فيها أو في المكان الذي عاشوا فيه إذا لم يكونوا مسجلين من قبل. وهذه الخطوة مهمة على وجه الخصوص للشبان البالغين الذين انتقلوا إلى الخارج ولم يشاركوا قط في انتخابات المملكة المتحدة.
ونُفِّذ تمرير التشريع الثانوي الذي يسمح بالتصويت في الـ18 من ديسمبر/كانون الأول، ويُعَد هذا بمثابة تحقيق لتطلعات الذين خاب أملهم بالحكومات السابقة، حيث كانت قد وعدت بمنح حق التصويت للمقيمين البريطانيين في الخارج لفترة طويلة.
يشار إلى أن هذا التطور يضع حدًّا لمعركة قضائية استمرت 20 عامًا تقريبًا، وقادها الراحل هاري شيندلر، الذي قاوم قاعدة الـ15 عامًا في حقوق التصويت ورفع القضية إلى المحكمة العليا في عام 2016. وعندما لم تلتزم الحكومات المتعاقبة بوعودها، رفع القضية إلى المحكمة العليا ومحكمة العدل الأوروبية.
حق التصويت في الانتخابات البريطانية
ولم يفقد شيندلر الأمل قط في أن تُحقق حملته أخيرًا نجاحها، وبالفعل أعلن في مارس 2022 أن معركته “على وشك الانتهاء” عقب صياغة التشريع النهائي وتمريره في البرلمان أثناء حياته.
ولكن مفهوم التصويت مدى الحياة لا يحظى بدعم عام في البرلمان. وقد أثار بول سكريفن، أحد أقرانه من الديمقراطيين الليبراليين، تساؤلات عن مدى صواب منح شخص لم يعش في المملكة المتحدة لفترة تصل إلى 50 عامًا حق الرأي في السياسات التي قد لا تؤثر عليه مباشرة.
وفي رأي جين جولدينغ، يَظهر على البريطانيين المقيمين في الخارج تأثرهم بالمخاوف الانتخابية نفسها التي يواجهها السكان في المملكة المتحدة، من ضمنها: قضايا الصحة ورعاية المسنين، وسياسات التعليم التي تؤثر على أطفالهم المبعدين إلى مدارس أو جامعات في المملكة المتحدة، إضافة إلى سياسات الهجرة التي تلامس قضايا مواطنين آخرين، ويشمل ذلك أزواجًا بريطانيين.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇