حقن إنقاص الوزن قد تصبح مجانية في صيدليات بريطانيا
في خطوة تهدف إلى مكافحة السمنة وتحسين صحة المجتمع، قد تُصبح حقن إنقاص الوزن متاحة مجانًا في صيدليات بريطانيا، وذلك ضمن جهود هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) لتوسيع نطاق الوصول إلى هذه الأدوية الحيوية.
حقن “ويغوفي” و”مونجاررو” على رأس المبادرة
تُعد أدوية “ويغوفي” و”مونجاررو” من أبرز الخيارات المستخدمة في إنقاص الوزن، حيث أثبتت الدراسات فعاليتها في مساعدة الأشخاص على فقدان 20 في المئة من وزنهم تقريبًا. حاليًا، تتوفر هذه الأدوية فقط عبر عيادات إدارة الوزن المتخصصة في المستشفيات، ولكن مع وجود قوائم انتظار طويلة تصل إلى عامين. ولهذا السبب، لم يتمكن سوى 50 ألف مريض من الحصول على هذه الأدوية، رغم أن هناك حوالي 15 مليون بريطاني يعانون من السمنة ويُعتبرون مؤهلين للحصول عليها.
التوسع في توزيع الحقن من خلال صيدليات المجتمع
كجزء من مبادرة جديدة من قبل الحكومة البريطانية، سيُطرح دواء “مونجاررو” في صيدليات المجتمع التابعة لـNHS في تجربة تركز على تسريع الوصول إلى هذه الأدوية للمناطق المحرومة. ومن المتوقع أن تستهدف هذه التجربة المناطق التي تشهد مستويات مرتفعة من البطالة والسمنة، بهدف تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين صحة الأفراد.
تعتبر صيدليات المجتمع بالفعل نقطة وصول رئيسية للأدوية الأخرى مثل المضادات الحيوية، وتعمل الحكومة على تطبيق نفس النظام لإصدار حقن إنقاص الوزن عبر الصيادلة بعد استشارة قصيرة. سيكون هذا النظام بمثابة اختبار لنموذج جديد لتوسيع توفر الأدوية دون الحاجة إلى زيارة العيادات المتخصصة.
تجارب ونتائج مشجعة للأدوية
أظهرت التجارب أن “مونجاررو”، الذي يُصنع بواسطة شركة “إيلي ليلي” الأمريكية، يساعد الأشخاص في فقدان 20 في المئة من وزنهم. وفي ديسمبر الماضي، وافقت هيئة مراقبة الصحة “نايس” على استخدامه ضمن خدمات NHS، وقالت إنه يمكن تقديمه خارج المستشفيات في عيادات الأطباء العامين أو الصيدليات.
الاستفادة الاقتصادية وتخفيف العبء عن NHS
تشير تحليلات إلى أن هذه الأدوية يمكن أن تساعد في الوقاية من أمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، ما سيساهم في تقليل التكاليف المرتبطة بعلاج هذه الأمراض في النظام الصحي، والتي تصل إلى حوالي 11.4 مليار باوند سنويًا.
كما أن الحكومة البريطانية تتعاون مع “إيلي ليلي” في تنفيذ تجربة تستمر خمس سنوات في مانشستر لدراسة تأثيرات “مونجاررو” على تحسين إنتاجية العمل ومنع الأمراض المرتبطة بالسمنة، وهو ما يُتوقع أن يساعد في تخفيف الضغط على خدمات NHS.
تحديات واهتمامات في تطبيق النظام
على الرغم من الفوائد المحتملة لهذه التجربة، هناك بعض القلق بشأن ضرورة توفير الدعم المناسب للمرضى الذين يستخدمون هذه الأدوية، مثل مراقبة الحالة النفسية والنظام الغذائي. وقد حذر الخبراء من أن الأدوية قد تكون لها آثار جانبية ويجب تقديم الدعم الكامل لضمان استخدام آمن وفعال لهذه الأدوية.
أثنى البروفيسور جيسون هالفورد من الجمعية الأوروبية لدراسة السمنة على الجهود المبذولة لتوسيع توفر هذه الأدوية، مشيرًا إلى أن الصيدليات يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تسهيل الوصول إليها. ومع ذلك، أكد على أهمية التأكد من وجود الدعم الكافي للمرضى في هذا النظام الجديد.
استجابة الحكومة والآراء السياسية
من جانبه، أكد وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ أن هذه الأدوية قد يكون لها تأثير “هائل” على تحسين صحة المجتمع وزيادة إنتاجية العمل في بريطانيا، ما سيعود بالنفع على الاقتصاد الوطني. وأضاف أن مثل هذه الأدوية قد تصبح أحد الأدوات الرئيسية في تحسين نوعية الحياة وتقليل معدلات البطالة.
المصدر: thetimes
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
11°C
