هل تربح بريطانيا أم تخسر من حفل تتويج الملك؟
انتهت الاستعدادات لتتويج الملك تشارلز الثالث، الذي سيقام غدًا السبت في كنيسة وستمنستر أبي في لندن، في حفل تاريخي تعود أصوله إلى نحو ألف عام، وسيحضره رؤساء دول ودبلوماسيون إلى جانب المجتمع المدني والمنظمات الخيرية.
وبينما ينتظر كثيرون حول العالم مشاهدة مراسم الحفل التي تجذب اهتمام البريطانيين والأجانب من عشاق أخبار العائلة المالكة، يتساءل آخرون عن التكلفة الباهظة لحفل التتويج في وقت تعاني فيه بريطانيا من أزمة معيشية خانقة!
حفل التتويج.. عبءٌ إضافيّ أم بارقة أمل لانتعاش الاقتصاد المتعثر؟
منذ بدء الاستعدادات انقسم الرأي العام البريطاني بشأن حفل التتويج، ففي الوقت الذي انتقد فيه بعض الناس التكاليف الباهظة للحفل وعارضوا تمويل الحكومة البريطانية له، توقع بعضهم الآخر أن يُسهم في تدفق أكثر من مليار باوند للاقتصاد البريطاني.
وبحسَب ما ورد في إحدى الصحف المحلية فإن الملك تشارلز يدرك جيدًا الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها البريطانيون، لذا فقد أصرّ أن يكون الحفل أقل تكلفة وعلى نطاق أضيق من مراسم تتويج والدته الملكة إليزابيث عام 1953.
ورغم عدم إعلان قصر باكنغهام أو الحكومة البريطانية عن تكلفة مراسم التتويج، تشير التقارير إلى أن التكلفة المقدرة للحفل تتراوح بين 50 و100 مليون باوند. وبما أن الحفل هو من الفعاليات الرسمية والوطنية، فإن الحكومة مسؤولة عن تمويله إلى جانب المنحة السيادية التي يحصل عليها الملك سنويًّا لتمويل واجباته الرسمية وتغطية نفقاته الشخصية.
وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤخرًا شركة الاستطلاعات الحكومية (YouGov) أن 52 في المئة من سكان لندن يرفضون تمويل حفل التتويج من قبل دافعي الضرائب.
تباين في الآراء!
ولاحظت محطة بي بي سي لندن خلال الجولة التي أجرتها في إحدى شوارع لندن -حيث سيمرّ موكب التتويج- أن هناك تباينًا في آراء الشارع البريطاني بشأن الحفل.
فبينما انتقدت امرأة متقاعدة تُدعى كارول تكاليف الحفل الباهظة في ظل معاناة المواطنين في دفع فواتير التدفئة والطعام، أعرب لين الذي يعمل في متجر محلّي لبيع قطع غيار السيارات عن سعادته بالعطلة الرسمية بمناسبة التتويج، وعن تفاؤله بانتعاش الاقتصاد البريطاني المتعثر بفضل الإيرادات التي سيحققها الحفل.
هذا وتعتقد غرفة التجارة والصناعة في لندن (LCCI) أن التتويج سيُسهم في انتعاش الاقتصاد البريطاني، حيث ستتوافد الحشود إلى العاصمة؛ لمشاهدة الحدث التاريخي، وأنه سيساعد في تعافي قطاعَي السياحة والضيافة بعد الأزمة التي عصفت بهما بسبب كورونا وإضرابات القطارات.
كذلك تعتقد شركة (UK Hospitality) أن التتويج سيساعد الحانات والمطاعم والفنادق في تحقيق أرباح بقيمة 350 مليون باوند. ولكن المحلل ليث خلف من شركة الاستثمارات (AJ Bell) قال: يَصعُب جدًّا تحديد التأثير الاقتصادي لحدث مثل حفل التتويج، مؤكدًا أن أسعار السلع الأساسية والاستثمارات في الأعمال التجارية وإنفاق المستهلكين هي المؤشر لقوة أي اقتصاد في العالم.
ومع أن العطلة الرسمية هي فرصة مناسبة للراغبين بالسفر والراحة والاستجمام فإنها قد تؤثر سلبًا في إنتاجية بعض الشركات، حيث أشارت أرقام مكتب الإحصاء الوطني (ONS) إلى أن بعض الشركات تكبدت خسائر في مبيعاتها في يونيو 2022 بعد عطلة نهاية الأسبوع الرسمية التي استمرت أربعة أيام.
اقرأ أيضًا:
من المدعوون لحفل تتويج الملك تشارلز؟
الرابط المختصر هنا ⬇