اللاجئ والمخرج السوري حسان عقاد يحذر من بريطانيا أن بلاده يكاد يطويها النسيان
حصل اللاجئ و المخرج السوري حسان عقاد بعد رحلة محفوفة بالمخاطر إلى المملكة المتحدة ، على الجنسية البريطانية أخيرًا، إلا أنّه مازال يروي للعالم معاناة السويين وقضية اللاجئين، و يحذر من أنّ قضية بلاده قد يطويها النسيان .
مرّ حسان عقاد بمراحل صعبة في حياته فمن القائمة السوداء و المطاردة والتعذيب في سوريا إلى الفرار إلى أوروبا عبر زوارق الموت الخطرة.،
جعلت من هذا الشجاع رمزًا للأمل للكثيرين بعد نشر لقطات مؤثرة لمحنته.
كثيرًا ما تصدّر العقاد عناوين الصحف في المملكة المتحدة من خلال حملاته من أجل التغيير، وخاصة أثناء أزمة وباء كورونا. من خلال عمله كعامل نظافة في المستشفى ، نشر رسالة فيديو قوية إلى رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون دفعت الحكومة إلى إجراء تغيير جذريّ في سياسة استبعاد عمال هيئة الصحة الوطنية المهاجرين من خطة التعويضات .
حسان عقاد يردد ‘قلبي لا يزال في سوريا’
يظهر عمل العقاد للتوعية بسوريا ومعاناة اللاجئين من خلال الفيلم الوثائقيّ: (Our Journey to Europe) ، الذي فاز بجوائز عالمية في عام 2017.
مؤخرًا تمّ عرض فيلم على نتفليكس ، كان منتجًا مشاركًا فيه ، بعنوان ”السباحتان” ، يحكي قصة يسرا وسارة مارديني ، وهما شقيقتان لديهما أحلام أولمبية أُجبرتا على الفرار من سوريا.
يعرض الفيلم لقطات حقيقية قام العقاد في رحلته المحفوفة بالمخاطر بتصويرها من خلال هاتفه الخاص..
وفي تصريح له قال: “كلّ الأعمال الذي كنت و ما أزال أقوم بها خلال السنوات السبع الماضية تتمحور حول بلدي والنازحين “.
“قلبي لا يزال هناك. للأسف ، سوريا لا تحظى بالاهتمام الذي كانت عليه في وقت سابق لأنّ العالم عرف بعدها الكثير من المآسي الأخرى حول العالم ، من أوكرانيا إلى الوباء.
و يضيف ” صحيح أنّ النضال الحقيقيّ ، في إدلب وحلب. لكن لدينا ملايين الأشخاص الذين يعيشون في مخيمات اللجوء. يحتاجون إلى التعليم والعلاج النفسيّ و الجسديّ والدعم القانونيّ ، يحتاجون جميعًا إلى المساعدة “.
كما صرّح عقاد قائلًا “تساعد قصص اللاجئين الواقعية في زيادة الوعي
و تسليط الضوء حول معاناة اللاجئين السوريين من خلال أفلام وثائقية ومقالات مكتوبة ووسائل أخرى ، لاسيما فيلم “السباحتان”.
يقول: “مشكلتنا الكبرى عدم ايصال حكايتنا للجميع”. معظم البريطانيين العاديين لم يلتقوا بمهاجرين. وليس لديهم فكرة عن معاناتنا
“عندما تعرف بقضيتك و معاناتك ، حينها تستطيع الحصول على المساعدة و التعاطف .”
حسان عقاد يُحذّر من وباء الكوليرا
الآن، مع انتشار الكوليرا في وطنه ، يحاول المخرج الحائز على جائزة بافتا الحصول على مساعدات خيرية من أجل أبناء وطنه.
سيزور حسان عقاد كنيسة سانت مارغريت في وستمنستر لإلقاء خطاب مؤثر الأسبوع المقبل ضمن الحفل السنوي لمؤسسة هاندز اب ، وسيستغل المناسبة لجمع تبرعات من أجل محاربة وباء الكوليرا .
و بهذا الصدد صرّح عقاد “هذا الحدث مهم للغاية – إنه من أجل قضية منقذة لحياة الكثيرين. سوريا بحاجة للمساعدة قبل تفشي وباء الكوليرا. “المستشفيات هناك معدمة.”
مع مجموعة من الضيوف بما في ذلك جون مكارثي ، الرهينة البريطانيّ الأطول احتجازًا في لبنان ، والممثلين جولي كريستي وجيريمي آيرونز وسينيد كوزاك ، من المقرر أن يجمع الحدث مساعدات لإبقاء العيادات الصحية مفتوحة في سوريا.
الجنسية البريطانية.
الجنسية البريطانية بالنسبة لعقاد حلم أصبح حقيقة، كان ذلك بمثابة استعادة لحريته- مثل التخطيط لرحلة من المملكة المتحدة لزيارة عائلته في الإمارات العربية المتحدة -.
قال: “كان الحصول على الجنسية البريطانية أفضل ما حصل في حياتي. لقد منحني شعورًا بالأمان الذي فقدته منذ عقد من الزمان. أنا مدرج على القائمة السوداء في سوريا. لا يمكنني العودة أبدًا ، شعرت أنني لا أنتمي إلى أيّ مكان.
“عندما حصلت على الجنسية ، شعرت بالأمان مرة أخرى. بريطانيا أخيرًا هي بيتي.
مع عبور أكثر من 45000 شخص القنال في قوارب صغيرة للوصول إلى المملكة المتحدة هذا العام ، يقول العقاد إنّ بريطانيا بحاجة إلى التعامل مع الأزمة بشكل أكثر فعالية.
في وقت سابق من هذا العام ، انتقد خطط وزارة الداخلية لإرسال المهاجرين إلى رواندا ، ووصفها بأنّها “فشل أخلاقيّ ومعنويّ”.
قال: “حكومة المملكة المتحدة ليست جادة في حلّ أزمة المهاجرين”. “كان هجوم القنبلة الحارقة على دوفر مفجعًا. نحتاج إلى البحث عن الحلول المناسبة. بدلًا من منع المهاجرين من القدوم. لقد كان خطاب الحكومة خطيرًا جدًا.
و يضيف “لم يتوقف الناس عن المجيء إلى هنا و طلب اللجوء والمخاطرة بحياتهم. إنّه أمر خطير للغاية عندما يصف البعض اللجوء على أنّهم غزو – فهو يعطي الضوء الأخضر للأشخاص لمعاملة اللاجئين معاملة سيئة.
في عام 2020 ، أصبح العقاد رمزًا للتعاطف مع طالبي اللجوء. فقد ساهم المخرج ومنظف المستشفى بشكل كبير في التوعية أثناء الوباء
في الأسبوع المقبل ، سيكون عقاد ضيف شرف الكنيسة و على ضوء الشموع و الترانيم، يأمل العقاد أن يفعل كلّ ما بوسعه للمساعدة في جمع 120 ألف جنيه إسترلينيّ (143،526 دولارًا) لسوريا ، حيث يوجد 35500 حالة كوليرا مشتبه بها وحوالي 100 حالة وفاة.
قال: “أعرف ما يمرّ به الشعب السوري”. و أضاف : “من دون مساعدة الناس ، لا يمكن إنقاذ الناس في سوريا. لأنّه ورغم كلّ هذا ، لا تزال سوريا مهمة”.
اقرأ أيضا
اللاجئ السوري الشهير حسان العقاد يدعو بريتي باتيل للاستقالة
الداخلية البريطانية تحاول إبعاد اليمنيّين والأفغان بعد فشلها مع السوريين
الرابط المختصر هنا ⬇