مورغان ماك سويني يتحول إلى عبء يلاحق ستارمر وحزب العمال

تراكمت في الأسابيع الأخيرة مؤشرات تُظهر كيف خرج «رجل الظل» في داونينغ ستريت إلى العلن. مورغان ماك سويني، كبير الموظفين والمُهندس الحزبي السابق في «لابور توغيذر»، صار في قلب عاصفة سياسية وإعلامية تُبرز خللًا أعمق في طريقة الحكم، وتكشف طبقةً من «المدبّرين» الذين يعملون خلف الستار ويؤثّرون في الحياة العامة على نحوٍ مسموم.
أزمات متلاحقة في دائرة ستارمر
بدأت الأزمة ببصمة محرجة تتعلق بصلات بيتر ماندلسون بجيفري إبستين، بينما دُفِع نحو ترشيح ماندلسون سفيرًا لدى واشنطن قبل أن ينهار هذا المسار. داخل هذا السياق تسربت تفاصيل مواجهة غاضبة بين كير ستارمر ومستشاره الأبرز، إذ علا الصوت: «مفروض تحميني من أشياء كهذه». بعد ذلك مباشرةً، تلقّت ماكينة داونينغ ستريت ضربة ثانية مع استقالة بول أوفندن، مدير الاستراتيجية السياسية وحليف ماك سويني، عقب الكشف عن رسائل مسيئة ذات طابع جنسي بحق ديان أبوت، في مقتطفات من كتابٍ تحقيقي مرتقب للصحافي بول هولدن بعنوان «الخديعة: كير ستارمر، مورغان ماك سويني وأزمة الديمقراطية البريطانية».
صندوق سري وتبرعات مخفية؟
يكشف هولدن في كتابه ادعاءاتٍ بوجود «صندوق سري غير قانوني» وتبرعات تفوق 700 ألف باوند لكيان مرتبط بماك سويني («لابور توغيذر»)، وأن هدفه كان تسريع طريق ستارمر إلى داونينغ ستريت. المحافظون وجّهوا رسالةً إلى لجنة الانتخابات عبر رئيسهم كيفن هولينريك بزعم أنّ أدلة جديدة تُثير سؤالًا عن شبهة جنائية، وأنّ الأموال استُخدمت لإسقاط جيرمي كوربن وضمان انتخاب ستارمر زعيمًا. تتخذ القضية بعدًا إضافيًا مع الإشارة إلى أنّ سجلات مجلس العموم لا تُظهر إفصاحًا من ستارمر عن أي دعم من هذا الكيان، رغم قواعد تُلزم النواب بالإعلان عن أي إسناد يتجاوز 1,500 باوند للحملات الداخلية أو الخارجية. في المقابل، قلّل الوزير بات ماكفادن من شأن مزاعم المخالفة، مشيرًا إلى أنّ لجنة الانتخابات اطّلعت على الملف سابقًا ولا شيء تُضيفه حتى الآن، فيما يواصل ستارمر إبداء «ثقة كاملة» بماك سويني، وتتجنّب الحكومة الإجابة عن أسئلة تتصل بفترة عمله داخل «لابور توغيذر».
صحافة تحقيق مزعِجة لداونينغ ستريت
بول هولدن ليس من صحافة «الهمس والولائم» في وستمنستر. خبرته متجذّرة في تعقّب الفساد، وقد عمل مباشرةً مع لجنة زوندو في جنوب أفريقيا في قضايا «الاستيلاء على الدولة» وغسل الأموال. قراءته المُسبقة لكتابه توحي بعملٍ شديد الجدية يُصوّر انحدار ستارمر من يسارٍ «مشرف» نحو يمينٍ «عنصري»، واضعًا ماك سويني في قلب هذا التحوّل. يتسع المشهد لتشريح أثر «صنّاع الكواليس» على الحياة العامة، مع إيماءة إلى خطاب إينوك باول و«جزيرة الغرباء» واستثمار الانقسام لتثبيت السلطة. ويطلّ شبح قرارٍ إداري آخر: خروج سو غراي من منصب كبيرة الموظفين لصالح ماك سويني بعد حملة تسريباتٍ مُربكة؛ قرارٌ يبدو اليوم، في ضوء المستجدات، خطأً سياسيًا فادح الكلفة.
المصدر: ميدل إيست اي
اقرأ أيضًا:
- حمزة يوسف على رأس منتدى جديد لدعم حضور المسلمين في السياسة البريطانية
- منظمات حقوقية تحذّر من خطط الحكومة البريطانية لإطلاق بطاقة هوية رقمية إلزامية
- بورتسموث تشهد صدامات بين مؤيدين ومعارضين للهجرة
جميع المقالات المنشورة تعبّر عن رأي أصحابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة
الرابط المختصر هنا ⬇