حزب العمال يفقد واحدًا من كل عشرة أعضاء خلال عام واحد

أظهرت الأرقام الرسمية أنّ حزب العمال خسر ما يقارب 37,215 عضواً خلال عام 2024، أي بنسبة 10.05% من إجمالي عضويته، ليصل العدد الكلي إلى 333,235 عضواً بنهاية ديسمبر.
ويأتي هذا التراجع على الرغم من فوز الحزب بالانتخابات العامة، لكنه يعكس خيبة أمل متزايدة لدى القواعد الشعبية من سياسات الحزب.
غضب القواعد من قرارات ستارمر

(Anadolu Agency)
واجه زعيم الحزب ورئيس الوزراء، السير كير ستارمر، موجة من الغضب بين الأعضاء بسبب سلسلة قرارات مثيرة للجدل، أبرزها:
- قطع مدفوعات وقود الشتاء عن ملايين المتقاعدين.
- الإبقاء على سقف إعانة الطفل الثاني.
- حظر منظمة Palestine Action وتصنيفها كجماعة إرهابية.
وأظهرت استطلاعات الرأي أنّ أكثر من 70% من أعضاء الحزب يعارضون حظر المنظمة، بينما أيّد القرار 21% فقط.
انتكاسات داخلية وتراجعات سياسية
تعرض ستارمر لانتكاسة داخلية خلال المؤتمر السنوي للحزب بعدما صوّت المندوبون ضد إلغاء مدفوعات وقود الشتاء.
وكانت الحكومة قد ألغت الدعم عن 10 ملايين متقاعد، لكنها اضطرت للتراجع بعد نتائج ضعيفة في الانتخابات المحلية. وفي يونيو، أعادت وزيرة المالية رايتشل ريفز المدفوعات إلى نحو 9 ملايين متقاعد، فيما بقي أقل من مليوني شخص خارج نطاق الدعم.
وفي يوليو، واجه ستارمر معارضة داخلية جديدة، إذ أعلن أكثر من 120 نائبًا من حزب العمال رفضهم مقترحات الحكومة لخفض إعانات ذوي الاحتياجات الخاصة بمقدار 5 مليارات باوند سنويًا، ما دفعه إلى التراجع مرة أخرى.
تقلص الفجوة مع حزب ريفورم
بلغت عضوية حزب العمال ذروتها في عهد جيريمي كوربن عام 2019 عند 532 ألف عضو، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين لتصل إلى أدنى مستوى منذ 11 عاماً.
ورغم احتفاظ الحزب بأكبر عدد من الأعضاء في بريطانيا، تقلّصت الفجوة مع حزب ريفورم البريطاني (Reform UK) بقيادة نايجل فاراج إلى أقل من 100 ألف عضو، حيث سجّل الحزب 234,482 عضواً وفق بيانات موقعه الرسمي.
وتجاوز الإصلاح في نهاية ديسمبر عضوية حزب المحافظين، التي لم تتعدَّ 131,680 عضواً. ورغم تشكيك زعيمة المحافظين كيمي بادينوك في دقة عداد عضوية الإصلاح، إلا أنّ الحزب قدّم لوسائل الإعلام أدلة تثبت أنّ الأرقام مسجّلة في الوقت الفعلي عبر نظام تحقق مستقل.
حسابات مالية متباينة بين الأحزاب
تأخر حزب العمال في تقديم حساباته المالية، مبرراً ذلك بـ”تأخيرات غير متوقعة”. وتشير تقارير إلى أنّ الحزب سجّل خسارة قدرها 851 ألف باوند في 2023، وهو أقل من التوقعات السابقة التي قدّرت العجز بـ 2.5 مليون باوند.
أما حزب المحافظين فسجّل خسارة أكبر بلغت 1.9 مليون باوند نتيجة تراجع التبرعات بمقدار 9 ملايين باوند. في المقابل، حققت أحزاب أخرى فوائض مالية:
- حزب ريفورم: 1.5 مليون باوند.
- حزب الديمقراطيين الأحرار: 1.1 مليون باوند.
- حزب الخضر: 232,457 باوند.
ورغم أنّ الديمقراطيين الأحرار حققوا أفضل نتائجهم الانتخابية على الإطلاق بانتخاب 72 نائباً في يوليو 2024، فإن عضويتهم انخفضت من 86,599 إلى 83,174 عضواً.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أنّ التراجع الكبير في عضوية حزب العمال يعكس فجوة متنامية بين القيادة وقواعدها الشعبية. فعلى الرغم من الانتصار الانتخابي، إلا أنّ القرارات المثيرة للجدل، خاصة تلك المرتبطة بالملف الاجتماعي والاقتصادي، أضعفت الثقة بين الحزب وأعضائه.
وتعتبر المنصة أنّ هذا التراجع يشكّل إنذاراً مبكراً للحزب الحاكم، إذ يُظهر أنّ الاستقرار السياسي لا يُقاس فقط بالنجاح الانتخابي، بل أيضاً بقدرة القيادة على الحفاظ على وحدة القاعدة وتماسكها. ومن وجهة نظرنا، فإن أي استمرار في تجاهل صوت الأعضاء قد يفتح المجال أمام صعود أحزاب منافسة، خصوصاً حزب ريفورم البريطاني الذي يقترب تدريجياً من تقليص الفجوة في العضوية والنفوذ الشعبي.
المصدر: التلغراف
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
آخر فيديوهات القناة
Error 403: The request cannot be completed because you have exceeded your quota..
Domain code: youtube.quota
Reason code: quotaExceeded
Error: No videos found.
Make sure this is a valid channel ID and that the channel has videos available on youtube.com.