حزب العمال في بريطانيا ينقلب على النقابات العمالية التي أنشأت الحزب
نشأ حزب العمال في بريطانيا من تحالف النقابات والهيئات العمالية بهدف حماية حقوق العمال، والدفاع عن حق الطبقة العاملة في أن يكون لها صوت ودور في الحياة السياسية.
حزب العمال في بريطانيا ينقلب على النقابات التي أسسته!
ولكن حزب العمال بدأ بفقدان هدفه المتمثل بالنضال من أجل النقابات العمالية التي أنشأته، وفقًا لما جاء في مقدمة مقال كتبه أوين جونز في صحيفة الغارديان.
إذ يقول جونز: إن النهج الذي اتخذه حزب العمال يبدو “وقحًا” في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع للرأي أن السبب الرئيس في فوز حزب العمال في الانتخابات الفرعية التي جرت في ويكفيلد الأسبوع الماضي يعود إلى إخفاق حزب المحافظين في معالجة الأزمة المعيشية وليس إلى وجود رؤية واضحة لدى حزب العمال.
There is only one person to blame for the Wakefield result.
The main reason that Wakefield's swing voters chose Labour was "Boris Johnson tried to cover up partygate, and lied to the public", followed by "Boris Johnson is not in touch with working-class people". pic.twitter.com/jrSDti39wB
— James Johnson (@jamesjohnson252) June 24, 2022
وقد برزت أزمة الهُوِية عند المعارضة في تصريحات ديفيد لامي وزير الخارجية في حكومة الظل، إذ قال: “إن حزبًا جادًّا في الحكومة لا يشارك في الاعتصامات”، إضافة إلى زعمه بأن عمال الخطوط الجوية البريطانية يسعون إلى زيادة الأجور في حين أنهم في الواقع يسعون إلى منع خفض أجورهم بنسبة 10 في المئة.
أما بالنسبة إلى زعيم حزب العمال السير كير ستارمر، فقد افتخر بعرض سجله في دعم إضرابات العمال بهدف الحصول على أصوات أعضاء حزب العمال، ولكنه الآن يحظر على نوابه المشاركة في الاعتصامات ليثبت مرة أخرى الخداع الذي يُمارَس في الحملات الانتخابية.
نقابات العمال مستعدة لتولّي زمام الأمور
ومع اقتراب صيف حارٍّ من الإضرابات فإن قرار حزب العمال بتبني موقف مُعادٍ للحركات العمالية قد يكون خطأً مكلفًا. هذا وقد اجتذب ميك لينش الأمين العام لنقابة عمال السكك الحديدية والنقل البري والبحري (RMT) إشادة شبه عالمية بمهاراته في الاتصال، وبسعيه الدؤوب في الدفاع عن حقوق عمال السكك الحديدية وحمايتهم من خسارة وظائفهم أو من تخفيض أجورهم في ظل نظام اقتصادي متدهور.
ولا يقتصر نضاله على حماية حقوق العمال فحسب، إذ إنه ينادي بتوزيع عادل للثروة على جميع الأشخاص الذين يعملون للحفاظ على استمرار المملكة المتحدة وحماية استقرارها الاقتصادي، وفقًا لما قاله لينش لشبكة سكاي نيوز.
وعلى عكس إضراب عمال المناجم الذي قوبل بمعارضة شعبية أظهرت استطلاعات الرأي تعاطفًا واسع النطاق مع إضراب نقابة عمال السكك الحديدية، ولا سيما بعد ارتفاع التضخم وانخفاض متوسط أجور الشباب العاملين إلى مستوى أقل مما كان عليه قبل الانهيار المالي في عام 2008.
وقد سنحت للنقابات فرصة تقديم نفسها على أنها المعارضة الحقيقية بعد ظهور الإضرابات أو حدوثها بالفعل في المطارات والمدارس والمحاكم ومحطات القطار. وبهذا الصدد أكد شارون جراهام الأمين العام لنقابة (Unite) أن النقابات العمالية أصبحت “صوت العمال الوحيد” في بريطانيا.
ويشير أوين جونز في مقاله إلى أن قادة النقابات الحاليين أثبتوا للجيل الجديد في بريطانيا أن الحركة العمالية القوية هي وحدها القادرة على ضمان حصول العمال على حصة عادلة من الثروة التي ينتجونها بشكل جماعي، وعلى منع حصول كبار المديرين التنفيذيين في الشركات البريطانية على أجر شهري يعادل أجر الموظف العادي في عام كامل.
كما رأى أن النقابات قادرة على استخدام منصاتها للدعوة بصوت عالٍ لسياسات يمكن أن تغير حياة العمال الذين يمثلونهم، مثل: ضريبة الثروة لتمويل الاستثمار في الخدمات العامة، والملكية العامة للمرافق، والحد الأدنى للأجور، وتوفير وظائف جيدة الأجر وآمنة.
وتابع جونز قائلًا: إن حزب العمال في عهد ستارمر أخفق في دعم الإضرابات وفي تبني تسوية سياسية ثابتة تواجه العديد من الممارسات الظالمة بحق العمال البريطانيين، مقارنة بزعيم حزب العمال السابق توني بليز الذي نجح في رفع الحد الأدنى للأجور، وإدخال الإصلاحات الدستورية، وتحقيق النمو الاقتصادي.
وختم جونز مقاله مؤكدًا استعداد النقابات العمالية البريطانية المهمشة منذ فترة طويلة لتولي زمام الأمور بعد أن تخلت النخبة السياسية في بريطانيا بشكل جماعي عن مصالح العمال.
حزب العمال في بريطانيا ينقلب على النقابات العمالية التي أنشأت الحزب (يوتيوب: سكاي نيوز)
اقرأ أيضًا:
بدء أكبر إضراب لموظفي القطارات في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇