تأثير غزة على حزب الخضر البريطاني في الانتخابات المقبلة
كشفت استطلاعات الرأي في بريطانيا أن حزب الخضر قد يحصد عددًا كبيرًا من الأصوات الانتخابية في كل من إنجلترا وويلز، خاصةً بعد أن نجح الحزب في الحصول على تأييد ناخبي حزب العمال الغاضبين من مواقف زعيم الحزب كير ستارمر تجاه ما يجري في قطاع غزة.
وفي هذا الصدد وزع داعمو حزب الخضر رسائل على سكان منطقة بريستول سنترال الواقعة في مدينة بريستول جنوب غرب البلاد، أواخر شهر أيار/ مايو الماضي.
حزب الخضر يجذب ناخبي العمال في بريستول
وانتقدت الرسالة التي وقعها 396 من أنصار حزب الخضر مواقف حزب العمال من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودعت أنصار حزب العمال لمنح أصواتهم لحزب الخضر.
وورد في الرسالة ما يأتي:” مرت ستة أشهر منذ أن طلب زعيم حزب العمال كير ستارمر من نواب حزبه عدم التصويت لصالح قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقد نفذ نواب حزب العمال عن مدينة بريستول أوامر ستارمر”.
وورد أيضًا:” سيصوت كثير من سكان المنطقة هنا للمرشحة كاري دينير، زعيم حزب الخضر الذي عُرف بمواقفه الداعية لإقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
هذا وتتولى كارلا دينير زعامة حزب الخضر إلى جانب أدريان رامزي منذ عام 2021، وقد خاضت انتخابات عام 2019 ضد مرشح حزب العمال في بريستول، لكنها حصلت على عدد أقل من الأصوات.
وتأمل مرشحة حزب الخضر في بريستول سنترال أن تتمكن من هزيمة حزب العمال، لاسيما أن حملتها الانتخابية تركز على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
أما على الصعيد المحلي في بريطانيا فقد أصبحت غزة أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت العديد من أنصار حزب العمال التقليديين لمنح تأييدهم لحزب الخضر خلال الأشهر القليلة الماضية.
وحقق حزب الخضر إثر ذلك فوزًا كبيرًا في الانتخابات المحلية في بريستول خلال شهر أيار/ مايو الماضي، ليصبح أكثر الأحزاب تمثيلًا ضمن المجلس المحلي للمدينة.
حزب الخضر قد يحقق فوزًا تاريخيًا في بريستول
وكان حزب الخضر يحظى بمقعد برلماني واحد لتمثيل دائرة بريستول سنترال في البرلمان البريطاني، كما أن غالبية أنصار الحزب لا تتجاوز أعمارهم 25 عامًا، وربعهم ولدوا في بلد آخر.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن حزب الخضر قد يفوز بمقعد برلماني ثانٍ في بريستول للمرة الأولى في تاريخه.
ومن المتوقع أن يحظى حزب الخضر ب 6 في المئة من أصوات الناخبين في المدينة، وهي أفضل نتيجة قد يحققها حزب الخضر في الانتخابات البرلمانية في تاريخه، مستفيدًا من سخط ناخبي العمال على سياسات زعيمهم كير ستارمر تجاه الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان زعيم حزب العمال كير ستارمر قد تراجع عن العديد من السياسات الاقتصادية اليسارية التي عُرف بتبيها عندما كان مرشحًا لمنصب زعيم حزب العمال.
وأعرب عدد من مسؤولي حزب العمال في الأشهر الماضية عن قلقهم، من خسارة الحزب تأييد شريحة واسعة من ناخبيه بسبب مواقف ستارمر المؤيدة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكان ستارمر قد أدلى بتصريح مثير للجدل في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يقول فيه إن لإسرائيل الحق في قطع الكهرباء والمياه عن قطاع غزة، وطلب من نواب حزبه عدم التصويت لصالح قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة في إحدى جلسات البرلمان البريطاني التي عقدت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
مواقف حزب الخضر الداعمة لقطاع غزة
إثر ذلك قال نائب زعيم حزب الخضر زاك بولانسكي إن حكومة المحافظين وحزب العمال متواطئتان في جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة.
ودعا حزب الخضر إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كما طالب أنصاره بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل، ودعموا حملة مقاطعة إسرائيل داعين لتجميد الاستثمارات البريطانية في إسرائيل وفرض العقوبات على الشركات الإسرائيلية.
ووفقًا للبرنامج الانتخابي الذي نشره حزب الخضر يوم الأربعاء الماضي، فقد تعهد الحزب بأن يدعم نوابه في البرلمان الجهود الدولية الداعية لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، كما تعهد حزب الخضر بدعم القضية التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
يُذكَر أن حزب الخضر انتزع عدة مقاعد من حزب العمال في الانتخابات المحلية التي أُجريت في أيار/مايو الماضي، وحصل حزب الخضر على 74 مقعدًا في المجالس المحلية، ولديه نحو 812 عضوًا في هذه المجالس في جميع مناطق إنجلترا.
المصدر : ميدل إيست آي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇