حادث تحطم الطائرة الهندية: ما الذي نعرفه حتى الآن؟

في مشهد مأساوي يعكس هشاشة السلامة الجوية في مواجهة أعطاب الصناعة وسرعة الإقلاع، تحطمت طائرة ركاب تابعة لشركة “إير إنديا” بعد دقائق فقط من مغادرتها مطار أحمد آباد في طريقها إلى لندن، ما أسفر عن مقتل نحو 294 شخصًا، من بينهم بريطانيون وهنود وبرتغاليون، إضافة إلى ضحايا على الأرض. وبينما تصاعد الدخان في سماء غوجارات، برزت قصة راكب واحد فقط نجا من الحادث، في مشهد أعاد إلى الأذهان أسوأ كوارث “بوينغ” في العقد الأخير.
الناجي الوحيد و”المقعد 11A”
الطائرة من طراز بوينغ 787-8، المعروفة باسم دريملاينر، أقلعت في الساعة 1:38 ظهرًا بالتوقيت المحلي، لكنها سرعان ما أطلقت نداء استغاثة، وفُقد الاتصال بها بعد أن وصلت إلى ارتفاع 625 قدمًا فقط. وسقطت في حي “ميغاني ناغار” السكني، حيث اصطدمت بمبنى يضم مساكن لأطباء، ما أدى إلى احتراق الطائرة بالكامل ومقتل العشرات ممن كانوا داخل المبنى. شركة الطيران أكدت أن 242 شخصًا كانوا على متن الطائرة، بينهم 169 هنديًا و53 بريطانيًا و7 برتغاليين وكندي واحد. وأعلنت الشرطة العثور على ناجٍ واحد فقط، وهو بريطاني كان يجلس بجوار مخرج الطوارئ في المقعد 11A في مقدمة الدرجة الاقتصادية. الصور التي انتشرت أظهرت تدميرًا شاملًا، فيما نُقل الناجي إلى المستشفى وهو يعاني من صدمة شديدة. القصة أثارت اهتمامًا واسعًا في الإعلام البريطاني والعالمي، لكنها لا تكفي لتفسير ما حدث ولا لتعزية مئات العائلات المنكوبة.
بوينغ في دائرة الشك مجددًا

رغم حداثة طراز الطائرة وكفاءته في تقنيات الوقود والضجيج، إلا أن هذا الحادث يُعد الأول من نوعه لطائرة بوينغ 787 منذ دخولها الخدمة عام 2011، ما يطرح تساؤلات جدية حول السلامة الفعلية لهذه الطائرات. التحقيقات لا تزال جارية، لكن خبير الطيران جون كوكس أشار إلى احتمال وجود خلل في إعدادات الإقلاع، تحديدًا في وضع الجنيحات والرفارف. الصور الأولية أظهرت زاوية طيران غير مستقرة قبل الانفجار. في ظل تكرار الكوارث المرتبطة بطرازات بوينغ، خاصة 737 ماكس، يُطرح السؤال: هل نحن أمام خلل هندسي بنيوي؟ أم أمام فشل في الرقابة الفنية والتدريب؟ شركة بوينغ التي تحاول منذ سنوات استعادة ثقة الأسواق بعد سلسلة من الحوادث الدامية، تجد نفسها اليوم مجددًا في قفص الاتهام، وهذه المرة على أرض الهند.
حين تتحوّل الكارثة إلى اختبار للعدالة
هذه الكارثة ليست مجرد مأساة عابرة، بل جرس إنذار عالمي لقطاع الطيران المدني بأسره. السلامة لا تُقاس بعدد الركاب ولا بعدد الرحلات، بل بمدى استعداد الشركات والحكومات لتحمّل المسؤولية حين تسقط طائرة، ويُقتل الركاب وهم في لحظة عبور بين مدينتين. إن قصة “المقعد 11A” قد تُسجَّل في كتب الصحافة كمعجزة، لكنها لا ينبغي أن تغطي على الأسئلة الثقيلة التي تطرحها الجثث المحترقة والحطام المتناثر.
موقف العرب في بريطانيا
تعبّر منصة “العرب في بريطانيا” عن تضامنها الكامل مع أسر الضحايا كافة، وتدعو إلى فتح تحقيق دولي شفاف، لا يكتفي برواية الناجي بل يكشف المسؤوليات البنيوية والتجارية والتقنية التي أدت إلى هذه الكارثة، ويعيد الاعتبار لحق الناس في السفر بأمان لا تحكمه صدفة المقاعد.
المصدر الغارديان
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇