العرب في بريطانيا | حادثة الطعن المروّعة في قطار هنتنغدون.. كل ما ن...

1447 جمادى الأولى 22 | 13 نوفمبر 2025

حادثة الطعن المروّعة في قطار هنتنغدون.. كل ما نعرفه حتى الآن

حادثة الطعن المروّعة في قطار هنتنغدون.. كل ما نعرفه حتى الآن
فريق التحرير November 2, 2025

أُصيب عشرة أشخاص، بينهم تسعة في حالة حرجة، في حادثة طعن جماعي مروّعة وقعت مساء السبت داخل قطار متجه إلى لندن بالقرب من بلدة هنتنغدون في مقاطعة كامبريدجشير. وقد أعلنت شرطة النقل البريطانية “حالة طوارئ كبرى”، مؤكدة اعتقال شخصين على خلفية الهجوم الذي هزّ الرأي العام في بريطانيا.

وقع الهجوم في حوالي الساعة السابعة وأربعين دقيقة من مساء السبت 1 نوفمبر 2025 على متن قطار شركة LNER الذي كان ينطلق من مدينة دونكاستر إلى محطة كينغز كروس في لندن.

وبحسب بيان شرطة النقل البريطانية (BTP)، فقد تم استدعاء عناصرها إلى محطة هنتنغدون بعد تلقي بلاغات عن وقوع عدة طعنات داخل القطار.

وقد توقّف القطار اضطراريًا في المحطة، لتتدخل قوات الشرطة المسلحة وفِرَق الإسعاف الجوي والطبي بسرعة كبيرة.

شهود عيان وصفوا المشهد بأنه كان “مليئًا بالفوضى والذعر”، إذ فرّ الركاب بين العربات وأغلق بعضهم أبواب المراحيض على أنفسهم، فيما كان المهاجم يلوّح بسكين كبيرة قبل أن تتمكن الشرطة من السيطرة عليه باستخدام صاعق كهربائي.

وأكدت الشرطة ظهر الأحد أن حادثة الطعن لا تُعامل كعمل إرهابي، مشيرة إلى أن مرتكبَيها “بريطانيان” دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل حول هويتيهما.

ويرى مراقبون أن هذا التصريح يكشف عن ازدواجيةٍ مألوفة في توصيف الجرائم داخل بريطانيا، إذ غالبًا ما تُستبعد صفة “الإرهاب” عندما لا يكون الجناة من المسلمين أو اللاجئين.

طعن جماعي والتحقيقات جارية

أفادت الشرطة بأن عشرة أشخاص نُقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، تسعة منهم في حالة حرجة تهدد حياتهم، بينما لم تُسجَّل أي حالة وفاة حتى الآن.
وقد نُقل المصابون إلى مستشفيات في كامبريدج ولندن، وسط مخاوف من تفاقم الإصابات لدى بعضهم.

أكدت شرطة النقل البريطانية أنها تقود التحقيق بدعم من قسم مكافحة الإرهاب، بعد أن فُعِّل مؤقتًا بروتوكول “بلاتو” الخاص بالتعامل مع الهجمات الإرهابية المحتملة.

وقالت الشرطة في بيانها:

“ما زال التحقيق في مراحله الأولى، ونُولي الأولوية القصوى لمعرفة ملابسات هذا الهجوم المروّع وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة.”

وأوضحت السلطات أن شخصين أُوقفا على ذمة التحقيق، من دون أن تُعلن هويتهما أو دوافعهما المحتملة.

روايات شهود العيان

أحد الركاب قال لصحيفة الإندبندنت:

“سمعنا صراخًا مفزعًا، كان الناس يركضون ويصرخون ‘معه سكين! لقد طُعنت!’. الدماء غطّت الأرض، والمشهد كان أشبه بكابوس.”

شهود آخرون أكدوا أن المهاجم انتقل بين عربات القطار قبل أن تتمكن الشرطة من إيقافه عند محطة هنتنغدون.

اضطرابات في حركة القطارات

أدى الحادث إلى شلل في حركة القطارات على الخط الرئيسي بين دونكاستر ولندن كينغز كروس، إذ أعلنت شركة LNER عن تعطيل العديد من الرحلات وأصدرت تنبيهًا للمسافرين بعدم السفر يوم الأحد 2 نوفمبر بسبب استمرار التحقيقات والأعمال الجنائية في الموقع.

كما أغلقت الشرطة الطرق المحيطة بمحطة هنتنغدون – بما في ذلك أجزاء من طريق A1307 – حتى صباح الأحد.

ردود الفعل الرسمية

وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الهجوم بأنه “مروّع ومقلق للغاية”، مؤكدًا تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم، وشكر قوات الطوارئ على سرعة استجابتها.

أما النائب المحلي جوناثان دجانوغلي فقد دعا المواطنين إلى التحلّي بالهدوء وتجنّب نشر الشائعات ريثما تتضح نتائج التحقيق.

ما زال مجهولًا

لم تُكشف هوية المشتبهَين أو أعمار الضحايا بعد، في انتظار الانتهاء من فحوص الأدلة الجنائية واستجواب الشهود.

ودعت شرطة النقل كل من يمتلك معلومات أو تسجيلات مصوّرة إلى التواصل معها على الرقم 0800 40 50 40 مع الإشارة إلى البلاغ رقم 663 بتاريخ 01/11/25.

صدمة في المجتمع المحلي

تعيش بلدة هنتنغدون – المعروفة بهدوئها وكونها محطة رئيسية للمسافرين – حالة من الحزن والذهول، حيث تجمّع السكان صباح الأحد قرب المحطة لوضع الزهور والدعاء للمصابين.

ووصف أحد القادة المحليين الحادث بأنه “مأساة هزّت مجتمعنا بأكمله”.

ما جرى في قطار هنتنغدون جرس إنذارٍ يعيد التذكير بضرورة ترسيخ ثقافة الوعي والسلامة في الأماكن العامة.

فهذا التصاعد المقلق في حوادث العنف يطرح تساؤلاتٍ حقيقية حول العوامل الاجتماعية والنفسية التي تدفع إلى مثل هذه الأفعال المؤلمة.

نقف تضامنًا مع الضحايا وعائلاتهم، ونؤكد أن الأمن لا يتحقق فقط بوجود الشرطة، بل ببناء منظومة قيمية تحترم الإنسان وتصون كرامته في كل مكان.

فالعنف لا وطن له، لكنه يترك خلفه جرحًا إنسانيًا واحدًا هو جرحنا جميعًا.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة