بوريس جونسون: كاميرون حاول رشوتي للتخلي عن البريكست
كشف رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون عن تفاصيل صادمة بشأن محاولات ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء الأسبق، للتأثير على موقفه من استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016.
وفقًا لجونسون، حاول كاميرون إغراءه بوظيفة مرموقة في مجلس الوزراء مقابل دعمه للبقاء في الاتحاد الأوروبي، في خطوة وصفها جونسون بأنها محاولة “رشوة” للتخلي عن دعمه لحملة الخروج.
تصريحات بوريس جونسون
جاءت هذه الادعاءات خلال مقابلة أجراها جونسون مع ستيفن بارتليت، نجم برنامج “دراجونز دين” على بي بي سي.
وقال جونسون إن الخلاف نشب بينهما بشأن استفتاء الاتحاد الأوروبي، واعترف بأن التوترات كانت عالية في ذلك الوقت.
وأوضح جونسون أن التوترات بينهما كانت في ذروتها، إذ كان كل منهما يتبنى موقفًا متعارضًا بشأن الاستفتاء.
خلال المقابلة، سأل بارتليت جونسون عن رد فعل كاميرون عندما أدرك أنه قد يصوت لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي.
يزعم جونسون أن كاميرون أخبره: “إذا خرجت ودعمت البقاء، فيمكنك الحصول على منصب من الخمسة الأوائل في مجلس الوزراء. لم أتمكن من تحديد ما المنصب الذي يشغله الخمسة الأوائل”.
وتابع: “لقد وجدت الأمر صعبًا للغاية. لقد كتبت الكثير والكثير من المقالات التي أشرت فيها إلى المشاكل الديمقراطية التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي، وأخيرًا أتيحت لنا الفرصة لحل هذه المشكلة”.
وأضاف: “كنت أفكر في الخروج في إجازة ولم أعرف كيف أشرح له الأمر، كانت هذه هي الحقيقة. فقال لي: “الأمر لا يتعلق بالمقالات، بل يتعلق بمستقبل البلاد”.
“قلت له، “حسنًا، أوافقك الرأي بشأن مستقبل البلاد”، ولكنني كنت لا أزال أفكر في الخروج في إجازة. فقال لي: “حسنًا، إذا خرجت، فسوف أفسد عليك حياتك إلى الأبد”، وهو ما اعتقدت أنه تهديد كبير جدًا”.
البريكست والخلافات بين قيادات حزب المحافظين
في المقابل، كان كاميرون، الذي شغل منصب رئيس الوزراء آنذاك، ملتزمًا تمامًا بإجراء الاستفتاء والبقاء في الاتحاد الأوروبي.
ورأى أن بقاء بريطانيا داخل الاتحاد سيضمن استقرارها الاقتصادي والسياسي، وقاد حملة قوية محذرًا من المخاطر الكبيرة التي قد تنتج عن الخروج.
بالنسبة لجونسون، شكل استفتاء عام 2016 لحظة فاصلة في تاريخ السياسة البريطانية.
حيث كان جونسون واحدًا من أبرز المدافعين عن حملة المغادرة، وأكد خلال حملته أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيمثل فرصة لاستعادة السيطرة على القوانين والقرارات بعيدًا عن التأثيرات الأوروبية.
ووصف جونسون مغادرة الاتحاد الأوروبي بأنها وسيلة لاستعادة السيادة الوطنية، معتبرًا أن الخروج سيمنح المملكة المتحدة حرية اتخاذ قراراتها السياسية والاقتصادية بشكل مستقل.
تباينت مواقف جونسون وكاميرون بشكلٍ حاد بشأن الاستفتاء، ما أدى إلى تصاعد التوترات بينهما وأثر بشكل كبير على مستقبل السياسة البريطانية.
ففي حين إن كاميرون رأى أن البقاء داخل الاتحاد الأوروبي هو السبيل الأمثل لضمان الاستقرار، اعتبر جونسون أن بريطانيا بحاجة إلى التحرر من القيود التي يفرضها الاتحاد واستعادة قدرتها على اتخاذ قراراتها بشكل مستقل.
يشير هذا الكشف إلى مدى عمق الخلافات بين قيادات حزب المحافظين بشأن قضية البريكست، ومدى تأثير هذه الخلافات على مستقبل البلاد.
المصدر: إكسبرس
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
15°C
