عصابات تروج لـ “جوازات سفر بريطانية مزورة” عبر السوشيال ميديا!
نشرت عصابة ألبانية فيديوهات ترويجية لـ”جوازات سفر بريطانية مزورة” عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وظهر في الفيديو الذي نشرته العصابة جوازات سفر بريطانية مزورة و مزودة برقائق إلكترونية عالية الجودة وقادرة على تجاوز الفحوص الأمنية المطلوبة عند دخول المملكة المتحدة.
كما تمتلك جوازات السفر المزورة علامات مائية وميزات أمان مطابقة للجوازات الأصلية بحيث لا تستطيع أجهزة المسح الضوئي تمييزها.
وعرض أحد أعضاء العصابة جواز سفر بريطاني على مراسل لصحيفة الديلي البريطانية مقابل 3500 باوند، إلى جانب جوازات سفر أخرى لدول الاتحاد الأوروبي مقابل 2000 باوند، وقال عضو العصابة: “لقد دخل أناس كثيرون المملكة المتحدة بهذه الطريقة! يتوفر لدينا جميع وثائق السفر التي يطلبها الناس، سواء كانت جوازات سفر فرنسية أو بريطانية أو إيطالية، كل ما تحتاجون إليه أصبح متوفرًا!”.
وقال أحد المزورين في مقطع على تيك توك: “يمكن لجميع المهتمين بالحصول على جوازات سفر أوروبية التواصل معي”.
جوازات سفر بريطانية مزورة ب 3500 باوند وأخرى لدول الاتحاد الأوروبي ب 2000 باوند
وقد حقَّق مقطع الفيديو 17.000 مشاهدة، وتستخدم العصابة شعارًا يتضمن رسمًا كاريكاتوريًّا للملكة إليزابيث.
وأخفى مراسل صحيفة الديلي ميل هُوِيته الحقيقية عندما أجرى اتصالًا برئيس العصابة، وزعم المراسل أنه يسعى لجلب أقاربه إلى المملكة المتحدة، وأنه بحاجة إلى جوازات سفر بريطانية مزورة، في حين رفع رئيس العصابة “نيك” إبهامه خلال مكالمة الفيديو مؤكداً توفر الجوازات المطلوبة! علمًا أن نيك يقيم في ألبانيا.
وقد اتصل مراسل الديلي ميل أيضًا بابن عم رئيس العصابة الذي يعيش في برمنغهام بعد أن وصل إلى المملكة المتحدة بجواز سفر مزور، وقال الأخير: “لقد وصلت إلى المملكة المتحدة بنسخة مزورة طبق الأصل عن جواز السفر البريطاني”.
وقال نيك: “إن ابن عمه مشهود له بإصدار جوازات سفر بريطانية مزورة مطابقة للأصلية وتحتوي على الرقائق الإلكترونية للتحقق من أن آلات المسح الضوئي لن تميزها”.
وأضاف نيك: “تحتوي الرقاقة الإلكترونية على كل التفاصيل الخاصة بالشخص من الاسم والجنسية إلى تاريخ الميلاد والطول واسم العائلة”.
وأرسل نيك مقاطع فيديو لابن عمه الذي يصنع جوازات السفر المزورة.
وكشف أحد مزوري جوازات السفر عن أحدث جوازات السفر المزورة والمزودة بجميع الخصائص الأمنية، وذلك في فيديو عبر تطبيق تيليغرام.
ويتضمن الفيديو لقطات لجواز سفر بريطاني يعود إلى امرأة أُصدِر ومُسِح مسحًا ضوئيًّا عبر أجهزة الحاسوب والماسح الصوئي. “أشار الفيديو إلى أن جواز السفر الإنجليزي مزود برقائق عالية الجودة وبيانات تظهر في الأنظمة الأمنية البريطانية”.
وقالت العصابة لمراسل صحيفة الديلي ميل: “إن جوازات السفر البريطانية مرتفعة الثمن، وتباع بمبلغ 3500 باوند إلى جانب رسوم التوصيل، وبينما تباع جوازات السفر الخاصة بدول الاتحاد الأوروبي بـ 2000 باوند، تعد جوازات السفر السلوفينية المزورة أكثر شيوعًا”.
وظهر في مقطع فيديو لأحد أفراد العصابة وهو يحمل جواز سفر سلوفيني مزور وتذكرة سفر على متن رحلة في شركة رايان إير متجهة من إسبانيا إلى مطار ستانستيد بتاريخ 31 كانون الأول/ديسمبر، وعُلِّق على الفيديو بالقول: “عرضنا للعام الجديد جواز سفر مزورًا فُحِص بعناية في المطار وعبر أجهزة الحاسوب، وهو آمن 100 في المئة!”.
وأظهرت المنشورات الأخرى تذاكر سفر ووثائق مزورة لأشخاص وصلوا إلى مطار ليدز ومانشستر.
هذا وتٌنتج عملية جوازات السفر المزورة في ألبانيا، لكنها تباع للمسافرين القادمين من جميع أنحاء العالم.
وعندما اتصلت صحيفة الديلي ميل بالعصابة وجَّهت مراسلها إلى وكيل العصابة في بريطانيا، فقال الأخير الذي ادعى أن اسمه جيمي: “إنه دخل إلى المملكة المتحدة منذ 10 أعوام باستخدام جواز سفر مزور ويعيش حاليًّا في لوتون.
عصابات التزوير تفاخر بجودة جوازات السفر والأوراق الثبوتية المزورة
وتروج العصابة أيضًا رخص قيادة بريطانية وتأشيرات بريطانية وشهادات ولادة وزواج ووثائق لقاح كورونا.
وحازت صفحة إحدى العصابات على الإنترنت (pasport.idcard.albania) على إعجاب أكثر من ثلاثة آلاف متابع، ونشرت الصفحة مقاطع فيديو تظهر طائرة متجهة إلى إنجلترا، إضافة إلى لقطات ل”جوازات سفر بريطانية مزورة”، وكان مكتوبًا: “جوازات سفر دولية مزودة بتأشيرات إلى إنجلترا بأسعار ممتازة وسرعة فائقة، فاتصلوا بنا!”.
كما عرضت صفحة العصابة على إنستغرام صورًا لأوراق ثبوتية، وعلَّقت العصابة: “يتوفر لدينا جوازات سفر بريطانية مزورة”.
مزورة طبق الأصل، وبطاقات هُوِية ووثائق قيادة للاتحاد الأوروبي يمكن استخدامها في المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي على حد سواء”.
ومن ضمن الأوراق التي تباع بطاقة هُوِية ووثيقة قيادة بسعر 800 باوند، ويمكن الحصول على مجموعة أخرى مؤلفة من بطاقة هُوِية وجواز سفر وشهادة قيادة بـ 2000 باوند. وأشارت العصابة إلى أن الوثائق ذات جودة عالية وأنها أُنتِجت في أيرلندا.
ومن الصعب اكتشاف الجوازات المزورة عند مسحها من قبل دائرة الهجرة، ويعتقد أن البيانات الواردة فيها لا تخضع تلقائيًا لمطابقتها بتلك الموجودة في قاعد البيانات الأصلية الخاصة بجوازات السفر.
وقال الدكتور بين غرينغ من موقع (Migration Watch UK): “إن ما تنشره العصابات عن جوازات السفر المزورة يؤكد تطور التقنيات المتبعة في تجارة التزوير”.
وأضاف: “إن شراء جواز سفر بـ 3500 باوند ودخول الأراضي بموجبه يُعَد مؤشرًا واضحًا على الثغرات الكبيرة التي يعاني منها أمن الحدود في المملكة المتحدة”.
“إذا لم تتبع الحكومة إجراءات أكثر صرامة وجدية فإننا قد نفقد السيطرة على الحدود، وسيؤدي ذلك إلى تهديد أمن العائلات في المملكة المتحدة”.
وحذرت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة من أن تزوير الأوراق الثبوتية سيزيد انتشار الجريمة في بريطانيا نظرًا إلى تسلل العديد من المجرمين إلى البلاد دون اكتشافهم.
وبحسَب الأرقام فإن حرس الحدود يكشف في كل عام عن 2000 وثيقة وورقة ثبوتية مزورة.
هذا وحذف موقع تيك توك صفحة العصابة بعد تنبيهه من قبل صحيفة الديلي ميل، وقال المتحدث باسم تيك توك: “لا مكان للنشاط الإجرامي على موقعنا، وسيُحظَر أي محتوى يروج أنشطة غير قانونية، كما سنتخذ إجراءات ضد كل من يخترق إجراءاتنا”.
وقال المتحدث باسم مكتب إصدار جوازات السفر في بريطانيا: “إن تزوير جوازات السفر جريمة لا يمكن التهاون معها، لذا سنتخذ الإجراءات القانونية الكاملة لمعاقبة المشتركين في أمر كهذا. ندرك أن المجرمين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي من أجل ترويج منتجاتهم المزورة، ومن ثَمّ ندعو وسائل التواصل الاجتماعي إلى اتخاذ إجراءات ضدهم”.
اقرأ أيضاً
اعتقال 3 أشخاص في بريطانيا لقيامهم بتزوير بيانات اللقاح على أجهزة رسمية
بريطانيا تلاحق متلقي المعونات عبر حسابات البنوك والسوشيال ميديا لكشف المحتالين
مكتب الجوازات في بريطانيا يطلب 100 باوند إضافية لتسريع طلبات تجديد الجوازات
الرابط المختصر هنا ⬇
