جنود سابقون في فرقة خاصة بالجيش البريطاني يستعدون للقتال دفاعًا عن أوكرانيا
تطوّع العشرات من الجنود السابقين في القوات الخاصة بالجيش البريطاني إلى جانب مجموعة من المقاتلين الهواة للقتال ضد القوات الروسية في أوكرانيا، وقد أبدوا استعدادهم للموت في سبيل ذلك.
ومن بين هذه المجموعات القتالية: شون بينير، وهو جندي أربعيني سابق في الجيش البريطاني، ومتزوج من سيدة أوكرانية، وقد شارك في معارك سابقة خلال خدمته. وأنتوني زامباريلي الأب لسبعة أطفال، ولكن لم يسبق له الانخراط في أيّ معارك.
60 جندياً سابقاً في الجيش البريطاني يتوجهون إلى أوكرانيا
ومن بين المتطوعين أيضًا: أيدن أسلين الذي سبق أن شارك في القتال ضد داعش في سوريا إلى جانب 60 جنديًّاً سابقًا في القوات الخاصة البريطانية، والذي جمعهم ماموكا مامولاشفيلي قائد الفيلق الوطني الجورجي.
ويأتي ذلك بعد أن عارض كلٌّ من وزير الدفاع البريطاني والمتحدث باسم رئاسة الوزراء تصريحات وزيرة الخارجية التي دعمت انضمام البريطانيين إلى حركات مقاومة الغزو الروسي في أوكرانيا.
وكان وزير الدفاع البريطاني بين والاس قد قال: “لا أريد رؤية البريطانيين يُقتَلون في أوكرانيا”، ودعا وزير الدفاع المتطوعين الهواة أو أولئك الذين لم يتلقوا التدريب الكافي إلى عدم المشاركة في الحرب الأوكرانية.
وقال والاس لشبكة سكاي نيوز: إن الغزو الروسي لأوكرانيا “خطير للغاية”، وهناك “طرق أفضل” لدعم البلاد.
وعند سؤال المتحدث باسم رئيس الوزراء عن موقف رئيس الوزراء من مشاركة البريطانيين في القتال، أجاب قائلًا: “نحن لا ننصح بالذهاب إلى أوكرانيا، ونعتقد أن أفضل طريقة لمساعدة الأوكرانيين هي: ضمان إخفاق الغزو الذي يشنّه بوتين”.
وقد أعرب أهل وأصدقاء الجنود البريطانيين الذين ذهبوا إلى أوكرانيا للديلي ميل عن قلقهم على الجنود الذين سيشاركون في القتال.
وقالت شقيقة الجندي السابق بينير الممرضة في بيدفوردشير: “إنه يقاتل الآن على إحدى الجبهات في أوكرانيا، ومن الأفضل ألّا أفصح عن المكان بدقة! لقد أرسلت إليه رسالة أخيرة في حال أصابه أيّ مكروه”.
وأشارت إلى أن مجموعة الجنود التي تعمل مع شقيقها ستنضم إليه يوم الثلاثاء في أوكرانيا.
وأضافت أنهم سيجلبون بعض الأدوية؛ لعلاج الإصابات خلال المعارك قبل ذهابهم إلى أوكرانيا.
وقالت كاتيا بيكينسل صديقة الجندي إسلين للديلي ميل: “لقد راسلته، ولكنني لمّا أتلقَّ أي رد حتى الآن”.
“أدعو له بالسلامة”.
18 في المئة من البريطانيين يؤيدون التطوع للقتال في أوكرانيا
وأظهر استطلاع الرأي الذي أجراه موقع “YouGov” يوم الاثنين أن 18 في المئة من البريطانيين يعتقدون أنه يجب على الحكومة دعم أولئك الذين يريدون القتال ضد روسيا في أوكرانيا.
وقال الجندي أنطوني زامبريلي: أنا مستعد للقتال في سبيل أوكرانيا، وحثِّ البريطانيين على القتال ضد روسيا في سبيل الحرية”.
وقال جندي سابق آخر في الجيش البريطاني: “أنا مستعد للتضحية بحياتي” من أجل أوكرانيا.
وأضاف الجندي البالغ 60 عامًا:” قررت أن أفعل شيئًا ما، وبإمكاني أن أسافر إلى أوكرانيا غدًا”.
هذا وكشفت ديلي ميل أون لاين عن توجُّه بعض الأجانب للقتال في أوكرانيا يوم السبت بعد نداء وجّهه فولوديمير زيلينسكي.
ومن بين البريطانيين الذين تطوّعوا للقتال في أوكرانيا: إسلين الذي كان عاملًا سابقًا في قطاع الرعاية الاجتماعية، ولكنه ترك وظيفته في نيسان/ أبريل عام 2015، وسافر إلى سوريا لمحاربة داعش.
وقضى هناك عشرة أشهر قبل أن يعود إلى المملكة المتحدة حيث قُبِض عليه.
واحتُجِز لمدة 30 يومًا في مطار هيثرو حيث كان أفراد عائلته ينتظرون وصوله بفارغ الصبر.
واقتيد على الفور إلى مقر شرطة نوتنغهامشير؛ لاستجوابه بشأن الاشتباه في ارتكابه عملًا إرهابيًّا.
ثم بقي هناك حتى أُسقِطت عنه جميع التُّهَم في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2016.
وانضم مع إسلين الجندي السابق في الجيش البريطاني بينير الذي يعيش في بيدفوردشير.
وهو متزوج من سيدة أوكرانية، وكان يعيش في إقليم دونباس منذ أربعة أعوام.
وخدم بينير سابقًا في الجيش البريطاني، وقال: إنه سبق له أن قاتل مع الجيش الأوكراني بعد أن وقّع عقدًا معه.
وقال بينير الموجود في أحد الخنادق على بُعد عشرة أميال من مدينو ماريوبول: “أنا هنا للدفاع عن عائلتي والمدينة التي عشت فيها، لقد بدأت روسيا هذه الحرب وموّلتها، ولكننا سنقاتل قواتها وندحرها”.
وأضاف قائلًا “إن القتال في الخنادق يبدو أشبه بالوجود في الجحيم، ولا سيما مع وجود قنّاص على بُعد 600 متر فقط”.
وقال أيضًا: “لقد بدأ التوتر في أوكرانيا منذ سنوات، ولكن أوروبا استيقظت أخيرًا، وأصبحت تعلم بما يجري”.
يُعَدّ بينير الأكبر سنًّا في مجموعته، ولديه ثلاثة أصدقاء بريطانيين، وآخر كرواتي، إلى جانب العديد من الأوكرانيين”.
ويُعرَف فريقه باسم كتيبة المشاة البحرية الأولى.
وقال بريطاني آخر زار السفارة الأوكرانية من أجل الالتحاق بالجيش الأوكراني: “يبدو أن الأوكرانيين يحتاجون إلى المساعدة، ونحن ما زلنا شبابًا بكامل قوتنا، فلماذا لا نلتحق بقواتهم؟!”.
وقال ثالث: “إنه سيذهب إلى أوكرانيا ليؤثر في مجريات الأمور”، وعند سؤاله عما إذا كان مستعدًّا لفقدان حياته، أجاب قائلًا: “أظن أنني مستعد”.
وقال قائد الفيلق الوطني الجورجي ماموكا مامولاشفيلي في مقابلة مع ديلي ميل أونلاين: “لدي مجموعة كبيرة جدًًا من المقاتلين البريطانيين، وسينضم 60 بريطانيًّا إلى القتال بجانب وحدة العُصبة الوطنية الجورجية”.
“إنهم يسافرون بالسيارات من المملكة المتحدة، وسيعبرون الحدود البولندية، ومن المتوقع وصولهم مع كامل عتادهم خلال الأيام القليلة القادمة”.
“معظم المشاركين هم جنود بريطانيون سابقون قاتلوا معي في أوكرانيا من قَبل، إلا أن هناك مجنّدين جددًا أيضًا”.
“وسنوفر لهم التدريب والأسلحة. إنهم يأتون من لندن ومن جميع أنحاء بريطانيا”.
“خلفيتهم الجيدة في الجيش البريطاني والقوات الخاصة تجعلهم مؤهّلين للقتال، ويمكن الوثوق بهم لمواجهة الغزو الروسي وتحقيق النصر”.
“أؤكد أنهم لا يتقاضون أيّ راتب؛ فهم ليسوا مُرتَزِقة، بل جميعهم متطوعون”.
هذا ويُعَدّ القائد مامولاشفيلي من قُدامَى المشاركين في حرب عام 2008 ضد روسيا في جورجيا، وهو خبير أيضًا في العديد من فنون الحرب، وقد أسّس وحدة قتالية في عام 2014 لجلب المقاتلين الأجانب إلى أوكرانيا؛ لمحاربة الانفصاليين المدعومين من جهة روسيا في إقليم دونباس.
وأضاف قائلًا: “يجلب الرجال القادمون من المملكة المتحدة المعدات الأساسية معهم، ويأتون بزيهم الرسمي وبحصصهم التموينية، وسيحصلون على أسلحة عند وصولهم. بوتين مخطئ للغاية إذا اعتقد أنه سيتمكن من احتلال أوكرانيا، وسيواجه معركة حتى الموت؛ حيث أظهر الجيش الأوكراني مدى شجاعته وقوته”.
“يمتلك المتطوعون خبرة قتالية جيدة، ولديهم الآن معدات كافية تأتيهم من أوروبا وأنحاء مختلفة من العالم. لدينا بعض أفضل الجنود المتطوعين الأجانب في العالم”.
“نعلم أن بعضنا قد يموت، ولكننا ما لم نقاتل روسيا، فسيواصل بوتين المُضي قُدمًا؛ محاولاً الاستيلاء على مزيد من الدول”.
“عندما غزا بوتين جورجيا في عام 2008 قال رئيس بلدي آنذاك: إن أوكرانيا ستكون التالية، وكان على حقّ”.
وأضاف مامولاشفيلي أنه “يتوقع” وصول عدد المتطوعين القادمين من بريطانيا وأماكن أخرى إلى 500 متطوع خلال الأيام القليلة المقبلة بعد تلقيه عشرات الطلبات حول كيفية الانضمام.
وأضاف قائلًا: “نصيحتي لأي شخص يريد المجيء من المملكة المتحدة ويريد القتال في أوكرانيا هي: أن يتصل بالسفارة الأوكرانية في لندن؛ حيث إن هذه السفارة ستقدم المساعدة للمتطوعين من أجل الوصول إلى قاعدتنا”.
“وإذا لم يكن ذلك ممكنًا فباستطاعة المتطوعين أن يشقوا طريقهم إلى بولندا، ويعبروا الحدود إلى أوكرانيا، ثم يتوجهوا إلى مدينة لفيف حيث لدينا قاعدة لتجهيز المقاتلين، كما يجب إعلام السلطات المحلية بوجودهم، ولا يمكنني أن أعطي عناوين مفصلة عن مكان وجود القاعدة لأسباب أمنية”.
وفي وقت سابق من هذا العام أشارت بعض التقارير إلى أن اثنين من البريطانيين على الأقل كانا يقاتلان في أوكرانيا، وهما: أيدن أسلين 28 عامًا من نيوارك ونوتنجهامشير، وشون بينير 48 عامًا من بيدفوردشير.
وقال هاري جاكسون الذي أسس منظمة “UK Aid for Ukraine” لدعم أوكرانيا: إنه “تلقى الكثير من عروض المساعدة”، وكان قد أطلق نداءات على تطبيق فيسبوك لجلب المزيد من المتطوعين والمعدات القتالية، وقال هاري: “مهمتي هي أن أصل الناس بماموكا مامولاشفيلي قائد الفيلق الوطني الجورجي”.
وأضاف قائلًا: “لدي خُوَذ، وسترات واقية من الرصاص، ومستلزمات طبية، إلى جانب مجموعة من المتطوعين”.
أوكرانيا تشكل لواء خاصاً من المتطوعين الأجانب
وكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد حثّ الأجانب على التوجُّه إلى السفارات الأوكرانية في بلدانهم لتشكيل “لواء دولي”؛ للمساعدة في محاربة القوات الروسية الغازية.
وقال زيلينسكي في بيان على موقع الرئاسة على الإنترنت: “كل الأجانب الراغبين في الانضمام إلى المقاومة ضد المحتلين الروس وحماية الأمن العالمي هم مدعوون من قِبل القيادة الأوكرانية للحضور إلى دولتنا، والانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الأجنبية”.
“حيث ستُشكَّل وحدة منفصلة من الأجانب – اللواء الدولي للدفاع عن أوكرنيا -، وسيكون هذه اللواء شاهدًا على دعمكم لبلدنا”.
هذا وقد أصبح انضمام الاجانب إلى الجيش الأوكراني قانونيا منذ عام 2016.
اقرأ أيضاً :
سيدة بريطانية شجاعة تسافر إلى أوكرانيا وسط الحرب لإخراج أمها المسنّة التي تعيش هناك
بريطانيا تدعم المواطنين الراغبين بالتطوع للقتال في أوكرانيا
مخاوف من عزلة الطلبة الروس في مدارس بريطانيا بعد غزو أوكرانيا
الرابط المختصر هنا ⬇