جرائم الكراهية ترتفع في جميع أنحاء بريطانيا
بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس في الـ7 من أكتوبر، شهدت بريطانيا ازديادًا ملحوظًا في جرائم الكراهية ضد اليهود والمسلمين. وبينما تُحكِم إسرائيل الحصار على قطاع غزة، تزداد هذه الجرائم بشكل مقلق في أماكن متفرقة من البلاد. ويشمل ذلك الزيادة الكبيرة في جرائم معاداة السامية والإسلاموفوبيا.
ارتفاع جرائم الكراهية في جميع أنحاء بريطانيا
ووفقًا لصندوق أمن المجتمع (CRT)، سُجِّلت 89 حادثة معاداة للسامية في الأيام الثلاثة التي تلت العملية، وهذا يمثل زيادة بأكثر من أربعة أضعاف ما كانت عليه في العام السابق. وفي الوقت نفسه، سجلت حملة “تل ماما” زيادة بمقدار ستة أضعاف في الحوادث المعادية للإسلام، وبلغت 291 حادثًا.
وكانت هذه الجرائم تستهدف أناسًا عاديين، ويشمل ذلك نساء مسلمات وموظفين في مطعم فلسطيني. ومن جهة أخرى تعرَّض اليهود الذين تجمعوا خارج كنيس يهودي في لندن لتهديد أشخاص مروا بسياراتهم ولوَّحوا بالعلم الفلسطيني. وكذلك تعرَّضت امرأة يهودية للتحرش والتهديد أثناء ذهابها إلى مكان عبادتها.
يُذكَر أن ازدياد جرائم معاداة السامية والإسلاموفوبيا أثرت كثيرًا في أفراد الجاليتين، وزادت مخاوفهم بشأن سلامة أطفالهم أثناء ذهابهم إلى المدرسة. ورُشَّت مدرِّستان في لندن بالطلاء الأحمر، وأبلِغ عن اتهام بعض الطلبة لمعلمة مسلمة محجبة بأنها إرهابية.
وقد استغل محرّضو اليمين المتطرف هذه الأزمة، ونشروا ادعاءات كاذبة على الإنترنت بشأن الهجمات على إسرائيل وغزة. ونُشِرت ملصقات تدعو إلى التهجم على الشعب اليهودي وتستخدم لغة تحريضية، وعلى الرغم من ظاهرها الإسلامي، فإنها كانت تحمل أجندات يمينية متطرفة. ويُبرِز هذا أثر اللغة التحريضية في الجاليتين بالقدر نفسه.
وإذا انتقلنا إلى المواقف الدولية، فإننا نلحظ أن الأخبار المنشورة على منصة إكس (تويتر سابقًا) مشكوك فيها وقد تكون مضللة، إذ تهيمن سبعة مصادر غير موثوق بها على تغطية الأحداث في إسرائيل وفلسطين. ومن هذه المصادر وكالة التسويق البولندية اليمينية (Visegrád 24) وحساب أندرو تيت ستان السابق (@CensoredMen).
وقد تعرَّض بعض الناس للضرب في بريطانيا، وازدادت مخاوف الناس من التجول في أماكن كانت آمنة في السابق. وفي الولايات المتحدة، قُتِل صبي فلسطيني مسلم يبلغ من العمر ست سنوات، وأصيبت والدته بجروح خطيرة بعد أن هاجمهما مالك العقار، الذي هتف بشعارات معادية للإسلام. وشهدت فرنسا وألمانيا تصاعدًا في العنف، وتبحث الشرطة في علاقة هذه الأحداث بجماعات النازيين الجدد.
وفي هذا السياق، ندّد زعماء دينيون بالكراهية والعنف. وانضم رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، إلى شخصيات بارزة من الطائفتين اليهودية والإسلامية، في مشهد نادر، جمع هذه الشخصيات في قضية مشتركة تتعلق بالسلام والوئام بين المجتمعات. وفي تصريحهم المشترك، أكدوا أهمية الاحترام المتبادل والتفاهم بين أفراد الجاليتين، وأنهم جيران يعيشون معًا بسلام.
وفي الختام، لا بد من أن نشير إلى الزيادة الخطيرة في جرائم الكراهية التي شهدتها بريطانيا بعد الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط. ويجب أن تكون هذه الجرائم محل إدانة وتنديد، ويجب على المجتمع الدولي دعم الجهود؛ للحفاظ على سلامة جميع مكونات المجتمع وتعزيز التفاهم بين الثقافات والأديان.
المصدر Yorkshire
اقرأ أيضا
ارتفاع معدل جرائم الكراهية في لندن في 2023
ما السر وراء زيادة جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا؟
تقارير : نصف جرائم الكراهية الدينية في بريطانيا كانت ضد مسلمين
الرابط المختصر هنا ⬇