جدل واسع بعد اعتقال رجل بسبب كاريكاتير عن غزة

أثارت حادثة اعتقال البريطاني جون فارلي جدلاً واسعًا في المملكة المتحدة بعد رفعه كاريكاتيرًا من مجلة “Private Eye” خلال احتجاج صامت في مدينة ليدز، حيث جرى توقيفه من قبل الشرطة البريطانية بتهمة دعم منظمة محظورة، ما أثار انتقادات واسعة من قبل وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية.
تفاصيل الاعتقال

تم اعتقال فارلي يوم السبت من قبل الشرطة البريطانية أثناء احتجاج صامت، بعد أن رفع كاريكاتيرًا نشرته مجلة “Private Eye” يسخر من السياسة البريطانية في التعامل مع فلسطين. الرسم الكاريكاتيري ظهر فيه تعليق ساخر يوضح الفرق بين “رش الطائرات العسكرية بالطلاء” الذي يعد “غير مقبول من قبل بال أكشن”، بينما “إطلاق النار على الفلسطينيين الذين يقفون في طوابير الطعام” يعد “مقبولًا من قبل بال أكشن”.
الاعتقال بموجب قانون الإرهاب
اعتُقل فارلي بموجب المادة 12 من قانون الإرهاب، التي تحظر دعم المنظمات المحظورة. وقالت الشرطة إنها اعتقلته لتورطه في نشر دعم لمنظمة “بال أكشن”، وهي جماعة كانت قد تم حظرها في الرابع من يوليو الماضي بسبب ممارساتها المزعومة التي تشمل التخريب والأنشطة التي تزعم الحكومة إنها تهدد الأمن القومي.
ردود فعل واسعة من وسائل الإعلام والشخصيات العامة
أثار هذا الاعتقال ردود فعل غاضبة من قبل العديد من وسائل الإعلام والشخصيات العامة. إيان هيزلوب، محرر مجلة “Private Eye”، وصف الاعتقال بـ “المذهل”، مؤكدًا أن الرسم الكاريكاتيري كان مجرد “مزحة سوداء” تعكس نفاق الحكومة تجاه السياسات المتبعة في غزة. وأضاف هيزلوب أن الرسمة كانت “انتقادًا للحكومة”، لكنه في الوقت نفسه “مزحة بوضوح” وأنه “من غير المعقول” أن يتم اعتقال شخص بسبب رفعها.
تفاصيل التحقيق والإفراج عن فارلي
بعد اعتقاله، تم نقل فارلي إلى مركز الشرطة حيث تم استجوابه من قبل وحدة مكافحة الإرهاب، وتم إطلاق سراحه بعد ست ساعات بكفالة، مع فرض شرط بعدم حضوره أي من تجمعات “بال أكشن” في المستقبل. فارلي، من جانبه، أكد أنه لم يسبق له حضور أي احتجاجات من هذا النوع، وأنه يعتبر أي احتجاج من هذا القبيل غير قانوني بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
تداعيات الحظر على حرية التعبير
لقد أثار الحظر الذي فرضته الحكومة البريطانية على “بال أكشن” قلق العديد من المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة، التي وصفت هذا الإجراء بأنه قاسي ويشكل تهديدًا لحرية التعبير في المملكة المتحدة. وقد حذرت هذه المنظمات من أن الحظر قد يكون له تأثيرات سلبية على الحق في التعبير عن الآراء والنقد السياسي.
رد فعل الشرطة والاعتذار
في تعليق على الحادث، عبرت شرطة ويست يوركشاير عن أسفها بشأن شعور فارلي بعدم الرضا عن الحادث، مشيرة إلى أنها ستنظر في كيفية تحسين التعامل مع هذا النوع من القضايا في المستقبل. وأضافت الشرطة أنها تعتبر الحادث جزءًا من عملية التعلم التي قد تساعد على تحسين كيفية التعامل مع الأفراد والمنظمات التي ترتبط بالمنظمات المحظورة.
من خلال متابعتنا الدقيقة لهذا الحدث، تعتبر منصة “العرب في بريطانيا AUK” أن ما حدث مع المواطن البريطاني جون فارلي يعكس تزايد الضغوط التي تواجهها حرية التعبير في المملكة المتحدة في ظل التشريعات الأخيرة. نرى أن توسيع نطاق قانون الإرهاب ليشمل التعبير الساخر والنقدي من خلال وسائل الإعلام قد يكون له آثار سلبية على الحريات المدنية ويؤدي إلى تقييد حرية التعبير.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇