جدل بعد تصريحات عنصرية تطالب بمحو اسم “عبد الله” من إنجلترا

أثار دوغلاس كارسويل، النائب البريطاني السابق والمعلق السياسي المعروف بكتاباته في صحيفة التلغراف، عاصفة من الجدل والغضب بعد نشره تعليقًا عنصريًا على منصة X قال فيه: “من إيبينغ إلى البحر، لنحرر إنجلترا من عبد الله”!
كارسويل، الذي شغل مقعدًا برلمانيًا عن حزب المحافظين بين عامي 2005 و2014، ثم عن حزب استقلال المملكة المتحدة (UKIP) المناهض للهجرة حتى 2017، استعار شعاره المثير للجدل بتحريف لعبارة مؤيدة لفلسطين: “من النهر إلى البحر، فلسطين حرة”. إلا أن نسخته بدت وكأنها دعوة صريحة لطرد المسلمين من بريطانيا، ما فجّر موجة انتقادات لاذعة.
تحريض على الكراهية؟

المنشور جاء تعليقًا على تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل حول قرار المحكمة العليا السماح بإقامة طالبي لجوء في فندق محلي، ما دفع سكان إيبينغ للتهديد بعدم دفع ضريبة المجلس. إلا أن كلمات كارسويل تجاوزت الخلاف المحلي لتتحول إلى خطاب يصفه مراقبون بأنه تحريض على الكراهية.
المحامي البارز نذير أفضال اعتبر أن تصريحات كارسويل تندرج ضمن الجرائم الخطيرة بموجب قانون النظام العام لعام 1986، الذي يجرّم التحريض على الكراهية العرقية. وقال: “بصفته نائبًا سابقًا، كان من المفترض أن يعرف حدود حرية التعبير، لكنه اختار تجاوزها عمدًا”.
تصريحات عنصرية تدعم للترحيل الجماعي

ورغم الانتقادات، واصل كارسويل الدفاع عن موقفه، معلنًا أنه يعيش في الولايات المتحدة ولا يخضع للقانون البريطاني، ومؤكدًا دعمه لـ “الترحيل الجماعي للمسلمين”. كما أشار إلى أن الهجرة خرجت عن السيطرة ولم يعد يهتم بما يصفه بـ”آراء النخب المتعصبة”.
هذا الموقف أثار استهجان سياسيين وصحفيين بارزين؛ فقد وصف النائب المستقل عدنان حسين سرعة انتشار هذه الأفكار بالمذهلة والخطيرة، فيما علّق مذيع LBC إيان ديل قائلًا: “عارٌ عليك على هذه العنصرية الصارخة”. أما كنان مالك، كاتب الغارديان، فاعتبر أن تصريحات كارسويل تكشف عن اتساع “نافذة أوفرتون”، أي حدود ما أصبح مقبولًا في النقاش العام.
ازدواجية الخطاب

في المقابل، سخر الإعلامي مهدي حسن من ازدواجية كارسويل، مذكرًا بأنه نفسه مهاجر في الولايات المتحدة، رغم هجومه المستمر على المهاجرين في بريطانيا. وعلّق: “يا للنفاق!”.
جدير بالذكر أن كارسويل كان قد دعا في مقال سابق بصحيفة التلغراف إلى برنامج “هجرة طوعية” يمنح مبالغ مالية للمهاجرين من الدول ذات الأغلبية المسلمة الراغبين في العودة إلى أوطانهم، فضلًا عن مقترحات لسحب الجنسية من مزدوجي الجنسية الداعمين للإسلام السياسي.
وترى منصة العرب في بريطانيا أن تصريحات دوغلاس كارسويل تعكس تصاعدًا مقلقًا لخطاب الكراهية في الحياة العامة البريطانية، خاصة حين تصدر عن شخصيات سياسية سابقة كان يُفترض أن تلتزم بالمسؤولية الأخلاقية. مثل هذه الدعوات لا تسيء فقط إلى المسلمين، بل تهدد قيم التعايش والتنوع التي تشكل جوهر المجتمع البريطاني. وتشدد المنصة على أن مواجهة هذه الموجة من العنصرية تتطلب مواقف واضحة من الإعلام وصناع القرار، لضمان ألا تتحول الكراهية إلى خطاب عادي في الفضاء العام.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇