العرب في بريطانيا | بريطاني 'عبقري' يفوز بجائزة نوبل للكي...

1446 جمادى الثانية 10 | 12 ديسمبر 2024

بريطاني ‘عبقري’ يفوز بجائزة نوبل للكيمياء برفقة أمريكيين

WhatsApp Image 2024-10-10 at 9.15.35 AM
رجاء شعباني October 10, 2024

بينما يقضي معظم المراهقين البالغين 17 عامًا أوقاتهم في ممارسة ألعاب الفيديو، قضى الفائز البريطاني الجديد بجائزة نوبل سنوات مراهقته في تطويرها.

سير ديميس هاسابيس، الذي حصل على جائزة نوبل في الكيمياء يوم الأربعاء، بدأ انطلاقته الكبرى في عالم التكنولوجيا عندما شارك في تصميم لعبة الفيديو الشهيرة لعام 1994 “ثيم بارك”، التي تتيح للاعبين إنشاء مدن الملاهي وتشغيلها.

وُلد هاسابيس في لندن لأب قبرصي يوناني وأم سنغافورية، وسرعان ما أثبت تفوقه الأكاديمي بحصوله على شهادة التميز المزدوجة في علوم الحاسوب من جامعة كامبريدج. ثم أطلق شركته الخاصة بألعاب الفيديو، قبل أن يكمل درجة الدكتوراه في علم الأعصاب الإدراكي.

تكريم بارز وإنجازات رائدة

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي (unsplash)

ثم واصل رحلته التكنولوجية من خلال تأسيس شركة الذكاء الاصطناعي “ديب مايند”، التي استحوذت عليها شركة “جوجل” مقابل 400 مليون باوند في عام 2014.

وحصل هاسابيس، الذي يبلغ من العمر الآن 48 عامًا، على لقب فارس؛ تكريمًا لخدماته في مجال الذكاء الاصطناعي هذا العام.

ويُعد هاسابيس اليوم الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لجوجل، والمعروفة باسم “جوجل ديب مايند”، والتي أسهمت إنجازاتها في استخدام الذكاء الاصطناعي لتوقع وتصميم هياكل البروتينات في منحه جائزة نوبل. وتقاسم هاسابيس الجائزة مع زميله جون جامبر، في حين نال الأكاديمي الأمريكي ديفيد بيكر نصف الجائزة الآخر.

ولطالما امتدح هاسابيس الفوائد التعليمية للألعاب الإلكترونية، واصفًا إياها بأنها “بوابة إلى الذكاء الاصطناعي”. وقد استوحى اهتمامه الأول بعالم الذكاء الاصطناعي من كونه لاعبَ شطرنج بارعًا، حيث تساءل كيف يمكن لأجهزة الحاسوب تعلم لعب الشطرنج.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عام 2020، أوضح هاسابيس: “أعتقد أن شغفي بدأ عندما تساءلت عن كيفية لعب الحاسوب للشطرنج، وبدأت أفكر في كيفية تعلّم هذه الآلات. العديد من الأطفال يبدؤون بالألعاب، كما فعلت أنا، ثم يتعمقون في البرمجة ويستخدمون الحواسيب بوصفها أداة إبداعية مذهلة”.

إنجازات “ديب مايند” في مجال الذكاء الاصطناعي

بريطانيا تواجه تحدي حماية الانتخابات من التضليل بالذكاء الاصطناعي
بريطانيا تواجه تحدي حماية الانتخابات من التضليل بالذكاء الاصطناعي

وتمكنت شركته الناشئة “ديب مايند” من تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تفوقت في ألعاب شهيرة مثل “جو” و”الشطرنج” و”ستار كرافت 2″، ما حقق لها سمعة عالمية.

وبفضل خبرته الواسعة، يُطلب هاسابيس لتقديم المشورة في العديد من المجالات. ففي عام 2020، حضر اجتماعًا لمجموعة الاستشارات العلمية الطارئة للحكومة البريطانية؛ للمساعدة في وضع استراتيجيات للتعامل مع وباء كوفيد-19. وكان قد حظي بتقدير كبير من المستشار السياسي دومينيك كامينغز. وفي يوليو الماضي، أبلغه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أن الحكومة الجديدة تلقت نصيحة بالاستفادة من آرائه.

وبصفته قائد الجهود المبذولة في مجال الذكاء الاصطناعي لدى “جوجل”، يقف هاسابيس في طليعة الطفرة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. وتنافس “جوجل” في هذا المجال عمالقة التكنولوجيا الآخرين، مثل “ميتا” و”مايكروسوفت”، فضلًا عن مطور “تشات جي بي تي” شركة “أوبن إيه آي”، لتحقيق مزيد من الإنجازات في هذا الميدان.

ويدرك هاسابيس الأخطار المحتملة للذكاء الاصطناعي، وهي التكنولوجيا التي تُعرف عمومًا بأنها أنظمة حاسوبية تنجز مهمات ترتبط عادة بالذكاء البشري. وقد وقّع في العام الماضي على بيان يحذر من أن خطر الانقراض الناجم عن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُعَد تهديدًا مجتمعيًّا على غرار الأوبئة والحروب النووية.

دعوة للتعامل الجاد مع المخاطر

8 ملايين وظيفة في بريطانيا معرضة للخطر بسبب الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي (Unsplash)

وفي مقابلة مع صحيفة “الغارديان” قبل انعقاد القمة العالمية الأولى لسلامة الذكاء الاصطناعي العام الماضي، وصف هاسابيس أخطار الأنظمة الذكية الخارجة عن السيطرة بأنها تهديد كبير مماثل لأزمة المناخ. وأوضح قائلًا: “علينا أن نتعامل مع أخطار الذكاء الاصطناعي بجدية تامة، كما نفعل مع المشكلات العالمية الكبرى الأخرى مثل تغير المناخ. لقد استغرق العالم وقتًا طويلًا لتنسيق استجابة فعالة لهذه المشكلة، ونحن ندفع ثمن ذلك الآن. لا يمكننا تحمل نفس التأخير فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي”.

ورغم ذلك لا يخفي هاسابيس إيمانه الراسخ بالإمكانات الإيجابية للذكاء الاصطناعي، وجائزة نوبل التي حصل عليها تؤكد هذا التفاؤل. ويشير إلى عمله مع “ديب مايند” وتطوير نظام “ألفا فولد”، الذي يتنبأ بهيكل البروتينات بناءً على تسلسلها الكيميائي، ويرى ذلك دليلًا على قوة الذكاء الاصطناعي في تحقيق الخير.

ويختتم هاسابيس قائلًا: “أنا لست من المتشائمين بشأن الذكاء الاصطناعي، وإلا لما كنت أعمل على تطويره”.

 

المصدر الغارديان 


إقرأ أيّضا 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
9:37 am, Dec 12, 2024
temperature icon 6°C
overcast clouds
Humidity 92 %
Pressure 1032 mb
Wind 3 mph
Wind Gust Wind Gust: 7 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:57 am
Sunset Sunset: 3:51 pm