حزب العمال يستهدف المؤثرين في تيك توك قبيل الانتخابات
وسع حزب العمال حملته الانتخابية لتشمل المؤثرين على كل من تيك توك وإنستغرام بهدف جذب أكبر شريحة من الناخبين، في ظل استعداده لخوض الانتخابات القادمة.
وعين الحزب موظفين مختصين ببث المحتوى الإيجابي الخاص بسياساته، وذلك عبر العمل مع المؤثرين من أصحاب المحتوى المنتشر على تطبيق تيك توك وإنستغرام.
حملات انتخابية عبر تيك توك!
وكانت الأحزاب السياسية في بريطانيا قد دعت المشاهير والمؤثرين إلى نشر محتوى سياسي داعم لها، كما حاولت كسب ود مقدمي المحتوى على يوتيوب ممن يمتلكون ملايين المتابعين خلال الانتخابات السابقة.
لكن يبدو أن الأحزاب السياسيين ستستهدف خلال هذه الانتخابات المؤثرين على بعض تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي ممن يحظون بمتابعة عدد أقل من الناس مقارنةً بأولئك الذين يستخدمون يوتيوب.
ويرى النشطاء السياسيون وخبراء التسويق الرقمي أن الغرض من هذه الخطة هو الوصول إلى القواعد الجماهيرية المدمنة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الصدد قال أحد الناشطين:” لا بد من الوصول إلى أشخاص حقيقيين قادرين على خلق تأثير معين وإيصال رسالة جيدة عند مناقشة قضية ما”.
وقال مرشحو حزب العمال إن الحزب يقيم دورات تدريبية لإنتاج محتوى بأسلوب يحاكي المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لإعادة نشر الأخبار المحلية التي بأسلوب أكثر عصريةً.
ووعدت قيادة الحزب المرشحين بجذب المؤثرين والاستفادة من خبراتهم في هذا المجال، حيث عين حزب العمال مستشار خاص للتواصل مع المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يفعله منظمو الحملات الإعلانية في القطاع الخاص.
وعلى الرغم من أن حزب العمال لم يكشف عن المزيد من المعلومات بشأن ذلك، إلا أن المؤثرين الداعمين للحزب سيحصلون على آخر التوجيهات والإرشادات الخاصة بالترويج لسياسية الحزب والتواصل مع السياسيين في إطار الحملة الانتخابية.
هل بدأت أحزاب بريطانيا بالتخلي عن الإعلام التقليدي
وتظهر السياسيات الجديدة أن الأحزاب السياسية في بريطانيا تتجه بعيدًا عن الصحفيين السياسيين التقليديين في محاولة للوصول إلى الجماهير التي لا تشاهد وسائل الإعلام التقليدية.
وتعتقد الأحزاب السياسية أن المؤثرين على وسائل التواصل، أكثر جدارة بالثقة من وسائل الإعلام والسياسيين.
ووفقًا لوماركو ريتشي الخبير في وسائل التواصل فإن سياسات الأحزاب تعكس التغير في سلوك الجماهير ومتابعتها لوسائل الإعلام، حيث اتجه عدد أكبر من الناس لاستخدام تطبيق تيك توك لساعات يوميًا، منذ الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2019.
وأضاف:” يمكن الوصول إلى الناس عبر هذه التطبيقات التي تحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير، خاصة بعد أن خسر التلفزيون والراديو جزءًا كبيرًا من جمهورهم، كما أن التعامل مع المؤثرين يساعد في نشر المحتوى بشكل مركز لتحقيق الأهداف المرجوة”.
هذا ويستفيد المؤثرون أيضًا من خوارزميات وآليات عمل وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2024، والتي تمنح الأولوية للمحتوى الجذاب، بغض النظر عن عدد المتابعين.
وفي هذا الصدد قال الخبير توماس والترز :” إن استهداف الأحزاب السياسية لتطبيقات مثل تيك توك هو أمر طبيعي، بعد ابتعاد الناخبين عن وسائل الإعلام التقليدية، حيث يستخدم الناس هواتفهم لساعات أطول، ويطالعون الأخبار من تيك توك”.
وأشار والتزر إلى أن هذا المحتوى لا يصل فقط للناخبين الشباب، لكنه موجه لجميع الفئات العمرية وقال :” لقد تراجعت شعبية التلفاز بشكل كبير، وتحول اهتمام الناس إلى هذه التطبيقات، حيث ساهمت خوارزمياتها في الوصول إلى شريحة أعمق وأكبر من الجماهير مقارنةً بما كانت عليه في عام 2019″.
ما التحديات التي تواجه سياسات الترويج الجديدة لحزب العمال؟
وفي ظل توجه الأحزاب السياسية البريطانية للاعتماد على المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لكسب ثقة الجماهير، فإن التحدي الكبير أمام هذه الأحزاب يكمن في خلق التوازن بين النتائج الإيجابية لهذه السياسة من جهة، وردود الأفعال السلبية للجماهير، التي قد تهاجم نهج الأحزاب في الاعتماد على مصادر غير أصيلة للترويج لسياساتها.
كما أن الاعتماد على المؤثرين في الترويج لسياسات الأحزاب يعني المخاطرة بفضح خصوصية الرسائل السياسية، التي سينظر إليها الجمهور كعناوين سياسية سلبية.
وقد سبق أن واجه حزب المحافظين موجة من الانتقادات بعد انتشار المقطع الذي ظهر فيه رئيس الوزراء ريشي سوناك برفقة المؤثر (TopJaw)، وهو ما اضطر صاحب المقطع لحذفه بعد دقائق من نشره.
لكن بالمقابل، استطاع رئيس الوزراء أن يكسب رضا الجمهور بعد سلسلة من المقابلات التي أجراها معه مؤثرون على إنستغرام في داونينج ستريت قبل إقرار الميزانية الخاصة بفصل الربيع، ولقيت تصريحات سوناك بشأن رعاية الأطفال وخفض أقساط التأمين استحسانًا لدى الجمهور الذي يبحث عن بعض النصائح والإرشادات المالية.
هذا ويخشى بعض المؤثرين من خسارة شعبيتهم على وسائل التواصل الاجتماعي إذا عبروا عن دعمهم لسياسات حزب العمال، لا سيما بعد الانتقادات اللاذعة والتعليقات التي هاجمت قيادة الحزب على خلفية موقفها من الحرب الدائرة في قطاع غزة.
ولعل المشكلة الأخرى التي قد تعيق محاولات الأحزاب ترويج سياساتها بالاعتماد على المؤثرين، هي تمويلهم مقابل إنتاج المحتوى الترويجي، ورغم أن الحملات السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية لا تمانع تمويل المؤثرين على تيك توك وإنستغرام مقابل الترويج لبعض السياسيات إلا أن الأمر قد يكون مختلفًا قليلًا في بريطانيا.
إذ تنص قوانين الإعلانات في بريطانيا على تصنيف العروض الترويجية مدفوعة الأجر على وسائل التواصل الاجتماعي ضمن خانة الإعلانات، ما يعني أن أي شراكة مالية بين الأحزاب السياسية والمؤثرين قد ينظر إليها بعين الشبهة، علمًا أن القوانين السياسية في بريطانيا لا تمنع الأحزاب من توظيف المؤثرين لأغراض سياسية.
وتوقع الخبير والترز أن الجمهور البريطاني لن يتفاعل مع أي محتوى يقدمه المؤثرون الممولون من الأحزاب السياسية قائلًا :” يميل الناس لتصديق المؤثرين المنخرطين حقًا في القضايا التي يناقشونها، وليس أولئك الذين يطرحون بعض القضايا مقابل المال، لكن حزب العمال قد يكسب ثقة بعض الناس، إذ روج المؤثرون لرحلات مدفوعة الأجر للناخبين لزيارة المعامل برفقة زعيم الحزب كير ستارمر”.
وأشار خبير آخر إلى أن الترويج للأحزاب السياسية قد يواجه تحديات كبيرة، لكن بالمقابل يمكن أن يعود بنتائج جيدة أيضًا، وأوضح أن الأحزاب يمكن أن تسلط الضوء على تطلعات الناس وأمانيهم بكل سهولة عن طريق المؤثرين، لكنها تخاطر بسمعة هؤلاء المؤثرين.
المصدر: الغادريان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
12°C
