العرب في بريطانيا | حملة توعية بالإسلاموفوبيا 2025: تصاعد الكراهية ...

1447 جمادى الثانية 26 | 17 ديسمبر 2025

حملة توعية بالإسلاموفوبيا 2025: تصاعد الكراهية ضد المسلمين يضع بريطانيا أمام لحظة حاسمة

حملة توعية بالإسلاموفوبيا 2025: تصاعد الكراهية ضد المسلمين يضع بريطانيا أمام لحظة حاسمة
اية محمد November 24, 2025

تشهد بريطانيا هذا العام ارتفاعًا خطيرًا في مستويات الكراهية ضد المسلمين، في وقت يتزامن مع انطلاق حملة التوعية بالإسلاموفوبيا 2025. فالمؤشرات الأخيرة تؤكد أن الظاهرة لم تعد هامشية أو فردية، بل أصبحت أكثر حضورًا وجرأة في المجال العام، في ظل تراجع واضح في المقاومة المجتمعية لهذا الخطاب المتطرف.

تصاعد خطير في الخطاب العنصري

حملة توعية بالإسلاموفوبيا 2025: تصاعد الكراهية ضد المسلمين يضع بريطانيا أمام لحظة حاسمة
إسلام (أنسبلاش)

أظهرت الأحداث الأخيرة تحولًا مقلقًا في طبيعة التحريض ضد المسلمين داخل بريطانيا. فقد شهد “تجمع توحيد المملكة” مؤخرًا خطابًا صريحًا لعناصر اليمين المتطرف يحرض على الكراهية ضد المسلمين. وتبرز هذه الأحداث حجم الجرأة التي باتت تتمتع بها الجماعات المتطرفة في نشر خطاب الكراهية، بعدما أصبح يجد طريقه إلى المجال العام دون مواجهة تُذكر.

إحصاءات تكشف عمق الأزمة

تشير بيانات وزارة الداخلية البريطانية إلى أن نحو 40 في المئة من جرائم الكراهية الدينية المسجّلة تستهدف المسلمين، رغم أنهم يشكّلون أقل من 7 في المئة من سكان البلاد. ويعكس هذا التفاوت الحاد استمرار استهداف المسلمين على نحو متعمّد، مع ازدياد حدّة هذه الاعتداءات خلال العام الأخير.

وراء هذه الأرقام، يقف أفراد وعائلات تعيش حالة مستمرة من القلق والخوف، في ظل تصاعد أعمال العداء التي باتت تهدد أمنهم اليومي.

هجمات متزايدة تستهدف المساجد والمجتمعات

تجلّى هذا التصاعد في حادثة الاعتداء المتعمّد على مسجد في إيست ساسكس مطلع العام الجاري، ما أحدث صدمة كبيرة داخل المجتمعات المسلمة، واعتُبر مؤشرًا خطيرًا على اتساع دائرة العنف. ويرى المراقبون أن هذه الحادثة ليست إلا جزءًا من نمط متكرر من الاعتداءات.

ووفقًا لبحث صادر عن الصندوق البريطاني للمسلمين، فقد شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعًا لافتًا في تخريب المساجد، ومضايقة المصلّين، وترهيب النساء المسلمات، وانتشار شعارات اليمين المتطرف. كما رصد التقرير ازدياد استغلال رموز دينية مسيحية من قبل متطرفين يسعون لتضليل الرأي العام عبر ربط عدائهم للمسلمين برواية “قومية مسيحية” مصطنعة.

تحريف ديني يرفضه القادة المسيحيون

حملة توعية بالإسلاموفوبيا 2025: تصاعد الكراهية ضد المسلمين يضع بريطانيا أمام لحظة حاسمة
المسيحين (Unsplash)

يحذر قادة دينيون في بريطانيا من إساءة استخدام الرموز المسيحية لمنح مشروعية مزيفة لخطابات الكراهية، مؤكدين أن هذه الأيديولوجيات لا تمت بصلة إلى قيم السيد المسيح (عليه السلام) وتعاليمه. ويؤكد هؤلاء أن تسييس الدين -أيًّا كان- يشكّل انحرافًا عن رسالاته الأساسية التي تدعو إلى الرحمة والعدل.

جهود متزايدة للتعاون بين الأديان

في ظل تصاعد المخاطر، تبرز أهمية المبادرات المشتركة بين المؤسسات الدينية. وقد رحّب مسجد شرق لندن بالجهود المتنامية لإطلاق برامج مشتركة بين الأديان تركز على مواجهة خطابات اليمين المتطرف، وتعزيز حضور صوت موحّد يرفض العنصرية ويواجه محاولات تقسيم المجتمع.

الإسلاموفوبيا: تحدٍّ وطني يهدّد تماسك المجتمع

لا تقتصر آثار الإسلاموفوبيا على المجتمعات المسلمة وحدها، بل تهدد النسيج الاجتماعي البريطاني بأسره. فإذا تُركت دون مواجهة، فإنها ستعمّق الانقسامات، وتضعف الثقة بين المكوّنات المجتمعية، وتمسّ القيم الأساسية التي يفترض أن تقوم عليها بريطانيا: العدالة، والكرامة، والاحترام المتبادل.

ويأتي شهر التوعية بالإسلاموفوبيا ليعيد تسليط الضوء على هذه القضية، ويؤكد ضرورة التزام الجميع بمواجهة هذه الظاهرة.

خطوات عملية لمواجهة الإسلاموفوبيا

حملة توعية بالإسلاموفوبيا 2025: تصاعد الكراهية ضد المسلمين يضع بريطانيا أمام لحظة حاسمة
شرطة (Unsplash)

1. الإبلاغ عن الحوادث

يمكن الإبلاغ عبر:

كما يمكن الإبلاغ عبر بوابة جرائم الكراهية التابعة للشرطة المحلية.

2. دعم الضحايا

تقديم الدعم والمساندة، ومساعدتهم على توثيق الحادث والإبلاغ عنه.

3. تعزيز التواصل المجتمعي

زيارة المساجد، والمشاركة في فعاليات الحوار بين الأديان، والتقارب مع الجيران لبناء روابط محلية قوية.

4. نشر القصص الإيجابية

تسليط الضوء على إسهامات المسلمين في المجتمع البريطاني، ونشاطهم الخيري والمعرفي والإنساني.

5. مساءلة الإعلام

حملة توعية بالإسلاموفوبيا 2025: تصاعد الكراهية ضد المسلمين يضع بريطانيا أمام لحظة حاسمة
الإعلام البريطاني (أنسبلاش)

التصدي لأي تغطية إعلامية مُضلّلة أو مثيرة، عبر التواصل مع المؤسسات الصحفية أو الهيئات الرقابية.

6. تعزيز الوعي

تشجيع المدارس وأماكن العمل والنوادي المجتمعية على تنظيم جلسات توعية بالإسلام والتنوع داخل المجتمعات المسلمة.

7. التضامن مع المجموعات المتضررة

الوقوف إلى جانب جميع الفئات التي تواجه التمييز، باعتبار أن مواجهة الكراهية مسؤولية مشتركة.

8. المشاركة المدنية

التفاعل مع ممثلي البرلمان المحليين، والمشاركة في الاستشارات العامة والحياة المدنية لتعزيز صوت المجتمع.

ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن تصاعد الإسلاموفوبيا يمثل تهديدًا مباشرًا لقيم العدالة والحرية والمساواة التي يجب أن تقوم عليها بريطانيا الحديثة. وترى المنصة أن مواجهة الظاهرة تتطلب تحركًا مشتركًا من الدولة والمؤسسات الإعلامية والتعليمية، إضافة إلى دور فعّال للمجتمع المدني. وتنبّه (AUK) على أن الخطاب العنصري ليس رأيًا سياسيًّا، بل تهديدًا لأمن المجتمع واستقراره، وأن حماية المسلمين وجميع الأقليات واجب وطني يضمن مستقبلًا آمنًا ومتماسكًا للجميع.

المصدر: eastlondonmosque


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة